محمود عبدالله (أبوظبي)
بعد آخر عرض لها ضمن مهرجان «شاكي» الدولي للمسرح في أذربيجان، تنطلق مسرحية «أيام اللولو» لفرقة مسرح دبي الأهلي، واعتباراً من 2 فبراير المقبل، إلى جمهور دولة الكويت بدعوة خاصة من المجلس الوطني للآداب والفنون، حسب تأكيد الفنان «ناجي الحاي» كاتب ومخرج المسرحية لـ«الاتحاد»، ووفق عروض المسرحية في النسخة الأخيرة لمهرجان أيام الشارقة المسرحية، وفي احتفاليات ثقافية أخرى خارج الدولة أكد النقاد أنّها أبرز عمل مسرحي عربي من نوع (الديوتو) خلال عام 2016، يؤكد حضوره الفني وفق معادلات الحداثة واللغة الصورية المشهدية والموسيقى العالية، والموضوع الذي يسجل انتصاراً للهوية، إذ يعرض معاناة الشابة سوزان مع أمها العجوز لولوة السالم، التي أصابها الخَرَف، وتتوهم أنها لاتزال تعيش في عالم العز مع زوجها المتوفي، إذ كانت لهم ثروة طائلة، وبعد موت الزوج، خدعها شركاؤهما في المؤسسة التي كان يديرها زوجها، واستحوذوا على حصتها فيها، وما يؤرق سوزان هو الهذيان الدائم لأمها التي تخاطب خيالات من ماتوا وكأنهم معها، في قالب مسرحي يقوم على صياغة محكمة، ومفارقة درامية تكشف الكثير عن الكثير من مآسي الإنسان المعاصر.
في السياق أكد الحاي أن الاهتمام باستقطاب عروض المسرحية لجمهور الكويت يؤكد نجاحها وأهميتها في المقام الأول، كما يؤكد على ريادة وخصوصية مسرح الإمارات، على المستوى الخارجي في المقام الثاني، معبراً عن سعادته بمبادرة المجلس الوطني للآداب والفنون في دولة الكويت الشقيقة، التي تعكس رؤية سديدة نحو الأعمال المسرحية الجادة، المرتكزة على فكر معاصر، وأداء نوعي تقدمه الفنانتان بدرية أحمد وبدور، وبقية طاقم العرض.
في معرض رده على سؤال حول اهتمامه بالأعمال المحلية، قال الحاي: «الإغراق في الثيمة المحلية ليس انفصالاً على العالمية، بل من خلال تجاربي سواء على خشبات مهرجانات دولية أو عربية، أستطيع أن أؤكد أن شيفرات هذه النوعية من الأعمال الإماراتية عالمية، وقادرة على الوصول إلى الآخر، بغض النظر عن الخلفية الثقافية، بما في ذلك حاجز اللغة، الذي يبقى وهمياً، ومتلاشياً في حضرة تمكن الفنان من أدواته المسرحية».
عدد اليوم
