الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المجاعة تضرب الصومال وسكانها يهربون للجوار

المجاعة تضرب الصومال وسكانها يهربون للجوار
16 يوليو 2011 23:48
نيروبي (أ ف ب) - أعلن مدير منظمة العمل ضد الجوع أمس الأول أن الصومال التي تجتاحها موجة جفاف خطير وصلت إلى مرحلة "الكارثة الإنسانية"، وأن هناك حالياً 250 ألف طفل يعانون المجاعة. فيما قررت الحكومة الألمانية أمس زيادة مساعدات الإغاثة لمنطقة القرن الأفريقي بأكثر من الضعف للأشخاص الفارين من الجفاف. وذلك بعد يوم من صدور بيانات من الأمم المتحدة تشير إلى ضآلة المساعدات الألمانية مقارنة بالمعونات التي قدمتها دول مثل اليابان وكندا. وأكد جينس أوبرمان مدير منظمة العمل ضد الجوع أمس الأول أن الصومال تجتاحها موجة جفاف خطيرة تضعها في خانة "الكارثة الإنسانية"، بزيادة أعداد الأطفال الذين يعانون المجاعة إلى نحو 250 ألف طفل. وقال أوبرمان إنه "في الأسابيع الأخيرة رأينا تدهورا للأوضاع في الصومال، إلى درجة لم نعد نتحدث معها عن أزمة إنسانية أو حالة إنسانية طارئة، بل كارثة إنسانية". وأضاف "نرى أناسا يصلون إلى مقديشو في حالة لم نشهدها هنا من قبل"، موضحا أن "الناس منهكون معنويا وجسديا" بعدما ساروا لأسابيع أحيانا في بيئة صعبة. وأكد أيضا أنه "لم يعد بإمكاننا تقديم مساعدة كافية إلى الجميع" مشيرا إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 270% في الصومال في خلال سنة واحدة. وتضرب منطقة القرن الأفريقي التي تضم الصومال وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي، موجة جفاف هي الأسوأ منذ عقود حسبما حذرت الأمم المتحدة. ويتفاقم الوضع في الصومال بفعل الحرب الأهلية المستمرة منذ 20 عاما. ويهرب الصوماليون من بلادهم بالآلاف يومياً إلى إثيوبيا وكينيا المجاورتين. وكانت منظمة أطباء بلا حدود أشارت إلى أن اللاجئين لدى وصولهم إلى شمال كينيا تحديدا إلى "داداب"، أكبر مخيم للاجئين في العالم، لا يتلقون المساعدة المناسبة. وأعربت المنظمة غير الحكومية عن أسفها من أن "القادمين الجدد يضطرون للإقامة في ملاجئ عشوائية عند أطراف المخيم". ومن جانبها، أكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 54 ألف صومالي فروا من البلاد بسبب الجفاف وأعمال العنف في شهر يونيو فقط. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستوى سوء التغذية الشديد لدى الأطفال تضاعف تقريبا منذ مارس في البلاد ليصبح الأكثر ارتفاعا في العالم. من جهتها، تعهدت الحكومة الألمانية أمس بتقديم خمسة ملايين يورو (سبعة ملايين دولار) إضافية في صورة معونات إلى منطقة القرن الأفريقي، حيث قدرت هيئات الإغاثة أن 10 ملايين شخص يعانون من مخاطر الجوع. وناشدت الحكومة مواطنيها بالتبرع لهذا الغرض. وجاء قرار الحكومة الألمانية بزيادة مساعدات الإغاثة للفارين من الجفاف، بعد يوم من صدور بيانات من الأمم المتحدة تشير إلى ضآلة المعونات الألمانية مقارنة بالمعونات التي قدمتها دول مثل اليابان وكندا لهذه المنطقة. وقالت وزارتا المعونات والشئون الخارجية الألمانيتين إن المنحة الحكومية ستوزع بين جماعات الإغاثة الألمانية والدولية وبرنامج الأغذية العالمي. وكانت الوزارتان قد قالتا في وقت سابق إن المساعدات الإنسانية التي جرى التعهد بتقديمها خلال عام 2011 للقرن الأفريقي تقدر بـ3,6 مليون يورو. وسيزيد المبلغ الجديد إجمالي المعونات حتى الآن إلى 8،6 مليون يورو. وأظهرت البيانات الصادرة أمس الأول عن برنامج الأغذية العالمي في العاصمة الكينية نيروبي أن ألمانيا تبرعت لها هذا العام بـ1,4 مليون دولار فقط، مقارنة باليابان التي قدمت 25 مليون دولار أو كندا (22 مليون دولار). وقالت وزارة المعونات إنها رفضت في بادئ الأمر الانتقادات الضمنية قائلة إنها "تشارك بشكل كامل" في التنمية الريفية في منطقة القرن الأفريقي. وزارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كينيا الثلاثاء الماضي وأعلنت عن معونات إغاثة بقيمة ملايين من اليورو تخصص لإقامة مخيمات اللاجئين، خصص نصفها لصالح صندوق الأغذية العالمي طبقا للمدير الألماني للصندوق رالف سويدهوف. وصرح مسؤولون في كينيا أمس الأول بأن حكومة بلادهم وافقت على افتتاح مخيم آخر للاجئين على حدودها مع الصومال لمساعدة النازحين من الصراع وأسوأ موجة جفاف تشهدها المنطقة منذ حوالي ستة عقود. وقال رئيس الوزراء رايلا أودينجا إن المخيم “ايفو 2” الواقع شمال شرق كينيا يمكن أن يضم حوالي 80 ألف شخص وسيجري افتتاحه خلال أقل من أسبوعين. ورحبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة بالتحرك الكيني. ومن المتوقع أن يخفف المخيم الجديد من التكدس الذي يعانيه مجمع “داداب” للاجئين، أكبر مجمع لاجئين في العالم ويبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود الكينية- الصومالية. وتقول الأمم المتحدة إن مجمع “داداب يؤوي نحو 439 ألف شخص، فر معظمهم من الصراع في الصومال ويسعى كثيرون الآن للجوء للمخيم الذي تبلغ مساحته 50 كيلو متراً، من الجفاف الذي يعصف بمنطقة القرن الأفريقي بأسرها. وتقدر هيئات الإغاثة، عدد الأشخاص المعرضين لخطر الموت جوعاً بعشرة ملايين شخص. وسيساعد افتتاح مخيم جديد وكالات الإغاثة في إدارة وتوزيع المساعدات بشكل أفضل وكذلك في تسجيل أسماء المحتاجين ومراقبة احتياجاتهم. وترددت الحكومة الكينية في السماح بافتتاح المخيم أمام النازحين من الصومال، قائلة إن المخاطر الأمنية كبيرة للغاية، وأنها تخشى من استقرار اللاجئين بشكل دائم. كما أن هناك مخاوف من احتمال تسلل عناصر جماعة “شباب المجاهدين” الصومالية المتمردة عبر الحدود. وسيرسل مفوض الأمم المتحدة السامي أنطونيو جوتيريس الى كينيا هذا الأسبوع 700 طن من مواد المساعدة بالطائرات اعتباراً من اليوم. وستشمل المساعدات خياماً يحتاجها اللاجئون بشكل عاجل. ووصف الوضع في المنطقة بأنه “أسوأ كارثة إنسانية” في العالم وناشد المجتمع الدولي المساعدة. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن هناك “تزايد احتمالات تفشي الأمراض المعدية” بسبب تدهور الموقف في منطقة شرق أفريقيا، مع تعرض الملايين لخطر الإصابة بالكوليرا والملاريا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©