الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الخلافات الزوجية.. تهدد البيوت

العلماء: الخلافات الزوجية.. تهدد البيوت
30 ديسمبر 2016 00:23
حسام محمد (القاهرة) تحرص المجتمعات الإسلامية على وجود فترة خطوبة قبل إتمام الزواج بحيث يتعرف كل من الشاب والفتاة إلى بعضهما البعض، ويدرس كل منهما طباع وخصال الآخر حتى لا يفاجأ عقب الزواج والانتقال للعيش سوياً باستحالة الحياة بينه وبين شريك حياته، ولكن رغم ذلك، فإن الحياة في بداية الزواج يكون لها طابع خاص سواء في ظل وجود الزوجين في مكان بعيداً عن الأقارب والأصدقاء ليبدأ التعامل المباشر بينهما مع تفاصيل الحياة، وهذا من شأنه أن يجعل طِباع وسلوكيات كل منهما مكشوفة أمام الآخر لأول مرة لتظهر الصفات التي كانت خافية وكثيراً ما تشهد الحياة الزوجية في تلك الفترة بعض الشد والجذب والخلافات التي تتعاظم بمرور الأيام أو يتم حلها. الرحمة والسكن يقول الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق: بلا شك، فإن الزواج من أعظم نعم الله على الإنسان كي يبني بيتا يكون بمثابة السكن له ولزوجته وأبنائهما، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم: (ومِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، «سورة الروم: الآية 21»، وهكذا اعتبر الله سبحانه وتعالى الزواج سكناً لكلا الزوجين، بل لقد اتفق العلماء أن من أعظم نعم الله وآياته هو بيت الزوجية الذي يعد المأوى والسكن، ففي ظله تتلاقى نفوس الزوجين في البداية والأبناء فيما بعد ليبنوا معاً سكناً قائماً على المودة والرحمة والحصانة والطهر، يكرم كل منهما الأخر ويستره ليترعرع الحب الذي ينجم عنه الأبناء في ظل علاقات الود والاحترام. ويضيف د. عبدالجليل: هكذا دعا الإسلام إلى تكوين الأسرة، ولكن لأن الاختلاف من سنن الحياة، فقد يتسبب اختلاف الطباع بين الزوج الشاب والزوجة الشابة في خلافات أسرية ينجح البعض في التغلب عليها بمرور الوقت، ومن خلال التفاهم ويعجز البعض الآخر لتستفحل تلك الخلافات بمرور الوقت ليفقد منزل الزوجية أحد أهم مميزاته، وهو السكينة والهدوء. قنبلة موقوتة تقول الدكتورة آمنة نصير عضو مجلس النواب المصري - البرلمان - والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: تحولت الخلافات الزوجية في الفترة الأخيرة إلى قنبلة موقوتة تهدد الأسرة المسلمة وتساهم في تزايد حالات الطلاق، وأرى أن أحد أهم أسباب الخلافات هو فقدان الفتاة أو الشاب للتربية الصحيحة بحيث لم يتم تعريفهما بقيمة الحياة الزوجية وأهميتها، فنشأت الفتاة وهي تتخيل الحياة الزوجية كلها لهواً وأنها ليست عليها واجبات، وإنما الواجبات كلها على الزوج ونفس الحال في الجانب الآخر نشأ الشاب، وهو يتخيل أن الزواج يعني أن الزوجة تتحمل كافة الأعباء، وهو لا شأن له إلا بالإنفاق على المنزل، وهذا خطأ من الجانبين. تضيف د. نصير: من الأسباب أيضاً قبول الفتاة بأول شاب يطلب يدها مهما كانت مواصفاته خوفاً من شبح العنوسة، وذلك دون أن تتأكد من خلقه أو دينه ثم تفاجأ بعد الزواج بشخص لا يطاق، وحل المشاكل الزوجية يبدأ بحسن معاملة الزوجين لبعضهما، والاتفاق على التصرفات المالية والعلاقة الخاصة بينهما، والاهتمام بتربية الأولاد، وأنه طالما الزوجة تعمل فإنها تشترك في الإنفاق على المنزل، وتساعد زوجها، ويجب على الزوجين اختيار عمل صالح يجمعهما مثل صلة الرحم وزيارة الأيتام والجمعيات الخيرية ويجب على الزوجين أن يسرعا في علاج الخلافات في بدايتها وأن لا يهملا هذا الأمر، فالتواني والتكاسل عن حلها يعني تأصيلها وتغلغلها في جسد الحياة الزوجية، فالخلافات كالسوس الذي ينخر في الساق المتين فيجعله هباءً منثوراً. سبل حل الخلافات وتقدم الدكتورة عفاف النجار الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر قائمة بأبرز سبل حل الخلافات بين الزوجين قائلة: بداية لا بد من عدم قيام أي طرف من طرفي العلاقة الزوجية بكتمان أي أمر ضايقه من الطرف الآخر، بل عليه مصارحته به في وقت بطريقة هادئة والتناقش حوله بطريقة عقلانية بحيث يكون لديه استعداد لتفهم وجهة نظر الآخر، وبذلك لا يكتم غضبه وتتراكم المشكلات ليحدث الانفجار في النهاية، كذلك على كل طرف أن يدرك أن هناك طباع تأصلت في الطرف الأخر كالغيرة والعصبية وغيرها فعليه أن يتجاوز عن تلك الأمور ويكون متفهماً لها وبمرور الوقت سيحدث التفاهم التلقائي بينه وبين شريك حياته بما يحقق السكينة والهدوء لبيت الزوجية وعلى كل من الزوج والزوجة أن يحرصا ذكر إيجابيات الطرف الآخر ويتناسى السلبيات لأن ذكر الإيجابيات يرقق القلب ويطرد الشيطان ويحقق الهدف كما في قوله تعالى في القرآن الكريم: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، ولا بد أن يتجنب كل منهما إهانة الآخر لآن الإهانة سواء باللفظ أو الضرب ترسخ في ذهن المعتدى عليه وتدمر الرصيد العاطفي وليتذكر كل من الزوج والزوجة حتى في أشد حالات الخلاف قوله صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©