الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الشيخ الدروي.. دخل الإذاعة المصرية بأمر رئيس الحكومة

30 ديسمبر 2016 00:26
أحمد مراد (القاهرة) أحد أعلام الرعيل الأول من قراء القرآن الكريم في مصر، وهب الله تعالى له نعمة الصوت الذي تنجذب إليه العقول والقلوب، ظل يخدم كتاب الله عز وجل سنوات طويلة. هو القارئ الشيخ عبدالرحمن الدروي، المولود في شهر أغسطس من سنة 1903 بقرية «دروة» التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية - في دلتا مصر - منذ صغره كان الدروي شغوفاً بالقرآن الكريم، حيث أتم حفظه في كُتّاب القرية وهو في التاسعة من عمره، بعدها التحق بالأزهر في القاهرة، ودرس علوم القرآن والفقه والحديث ومختلف فروع الثقافة الإسلامية. وخلال سنوات دراسته، كان الدروي يحرص على تلاوة القرآن الكريم في المناسبات المختلفة سواء في قريته أو في القاهرة، وقد عرفه الناس بأنه صاحب صوت عذب، ونبرة تهز الوجدان. وعندما توفي محمود فهمي النقراشي باشا، رئيس وزراء مصر الراحل، شارك الشيخ الدروي بقراءة القرآن في مأتمه، بحضور رئيس الحكومة المصرية في ذلك الوقت، وقد أعجب الحاضرون بصوته بمن فيهم رئيس الوزراء، وسأل عن اسمه، وطلب اعتماده في الإذاعة المصرية، وبالفعل التحق بها سنة 1942. عبر أثير الإذاعة المصرية، وصل صوت الشيخ الدروي إلى جميع أنحاء مصر، الأمر الذي جعله يكتسب شهرة واسعة، ورغم تعدد مسؤولياته بعد الشهرة، حرص على التواصل مع أهل قريته، وظل مرتبطاً بها حتى وفاته، وكان يعمل مأذوناً لأهلها، ولا يتقاضى أجراً عن إحياء الليالي القرآنية ولا عن الزيجات التي كان يقوم بتحريرها في قريته. في العام 1948، توجه الشيخ الدروي إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وخلال وجوده هناك طلبت منه السلطات أن يفتتح بصوته أول إذاعة للمملكة العربية السعودية، وعلى الفور وافق وقام بتسجيل 4 ساعات من التلاوة، ورفض أن يتقاضى أجرا على هذه التسجيلات. وقبل ثورة يوليو عام 1952، كان من عادة باشوات مصر إقامة المآدب الرمضانية التي كان يدعى لإحيائها مشاهير القراء، وكان الشيخ الدروي يذهب للإقامة بعزبة محمد محمود جلال بك ببني مزار ومرة أخري إلى عزبة البدراوي باشا عاشور لقراءة القرآن، وكان من هواياته الاستماع إلى تسجيلات الشيخ على محمود، والشيخ محمد رفعت، وكان شغوفاً بحضور الليالي التي كان يقيمها الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي الذي كان يصف صوته بأنه من أعظم الأصوات. وفي عام 1953، سافر الشيخ الدروي إلى الأردن، ونجح هناك في أن يسجل 16 تسجيلاً قرآنياً، وخلال تلك الفترة، قرأ سورة الكهف بالمسجد الأقصى في جمعتين متتاليتين، كما قرأ الشيخ الدروي بالحرم الإبراهيمي وظل يقرأ طيلة مدة إقامته في فلسطين بلا مقابل. وفي عام 1962، حاول الشيخ عبد الرحمن الدروي أن يسجل القرآن مرتلاً، ولكنه أصيب بمرض بالأحبال الصوتية، الأمر الذي أوقف مشروعه لتسجيل القرآن مرتلاً، وتوفي في الثاني من يناير من عام 1991.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©