الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البرتغاليون غاضبون من سياسة خفض الإنفاق الحكومي على الصحة

البرتغاليون غاضبون من سياسة خفض الإنفاق الحكومي على الصحة
11 يوليو 2012
لشبونة (أ ف ب) - أثارت الاقتطاعات في ميزانية الصحة في البرتغال، وهي شق كبير في خطة التقشف التي فرضها الدائنون الدوليون، استياء المرضى والممرضين وخصوصا الأطباء الذين سيدخلون اليوم (الأربعاء) إضراباً يستمر يومين. وفضلا عن خفض الرواتب وعدد موظفي قطاع الصحة، امتلأت لوائح الانتظار وارتفعت تكاليف العلاج لمستخدمي الخدمات العامة. وككل صباح يتشكل طابور قبل ساعة من فتح المركز الصحي الصغير في ضاحية ألمادا جنوب لشبونة. ويقول انطونيو جوزيه. السائق المتقاعد الذي تخضع زوجته لمتابعة صحية بعد عملية في الحوض انتظرتها عشر سنوات، إن “الطبيب لا يقوم بكشف بدون موعد ولذلك آتي مبكراً جداً للتأكد من انهم سيستقبلون زوجتي اليوم”. ويقول عامل الكهرباء جواو بلما (65 سنة)، الواقف وراءه غاضباً، إن “الصحة أصبحت تجارة، أن من لديه مال يستفيد من الخدمات، أما الآخرون فأمامهم سنوات من المعاناة”. والتزمت البرتغال، الخاضعة لاقتطاع صارم في الميزانية مقابل قرض قيمته 78 مليار يورو منحه الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد في مايو 2011، بتوفير 800 مليون يورو من نفقات الصحة هذه السنة. وكي تتمكن من ذلك قررت حكومة وسط اليمين التي تدير البلاد منذ سنة، خفض الساعات الإضافية وتسديد ثمن الأدوية وإغلاق بعض المصحات والزيادة في نسبة المساهمة الصحية. وقال جواو بالما غاضباً “في الماضي كنت مستثنى، ولكن علي الآن أن أدفع خمسة يورو لكشف في مركز صحي وفي قسم الطوارئ في المستشفى. ارتفع السعر إلى عشرين يورو!”. وأكد كارلوس براجا، مسؤول حركة مستخدمي الخدمات الصحية في منطقة لشبونة، أن “آلاف الأشخاص باتوا محرومين من العناية الصحية لأن ليس لديهم مال لتسديد الأسعار المتعامل بها منذ يناير”. وخلال مايو الماضي، تراجع عدد عمليات الكشف بنسبة 4,4% في مراكز الصحة و9,8% في أقسام طوارئ المستشفيات، بحسب الأرقام الرسمية. وفي إعلان إضرابهم، ينتقد الأطباء أيضاً “تدهوراً مقلقاً ودراماتيكياً” للعناية الصحية في البلاد التي كانت مصنفة في المرتبة 12 لأنظمة الصحة سنة 2000 لدى منظمة الصحة العالمية. وقال الطبيب ماريو جورج، رئيس نقابة الأطباء في منطقة جنوب البلاد،: “نلاحظ استنكاراً شاملاً بسبب تكرار انتهاك كرامة الأطباء” الذين على غرار جميع الموظفين البرتغاليين فقدوا راتبين من الرواتب الأربعة عشر في السنة. من جانب الحكومة، يقول وزير الصحة باولو ماسيدو إنه مستعد للحوار وتقديم تنازلات لتفادي الإضراب لكن النقابات رفضت وتوعدت بأكبر تعبئة خلال العشرين سنة الأخيرة. كذلك عمت التعبئة صفوف الممرضات اللواتي طالبن بإلغاء قرار الحكومة اللجوء إلى خدمات قيمتها اقل من أربعة يورو في الساعة. وقالت سيليا، الممرضة التي شاركت في اعتصام أمام وزارة الصحة قبل أيام، “إن عددنا قليل والحكومة ترفض مزيداً من التعاقد بسبب (الترويكا)” (الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد والبنك المركزي الأوروبي). وتمارس سيليا (40 سنة) وظيفتين منذ بداية السنة الماضية لأنه “عندما يكون لك طفلان، لا يكفيك راتب واحد”. وتابعت “قبل أن أكون ممرضة أنا من مستخدمي الخدمات العامة وقلقة جدا لما يجري هناك”، مشيرة إلى الاقتطاع الذي ينعكس في شراء المستلزمات الرخيصة أو المتقادمة أصلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©