عملة سودانية جديدة تطرح للتداول خلال أيام

أعلن بنك السودان المركزي أمس الانتهاء من الطبعة الجديدة للعملة السودانية وإحلالها مكان العملة القديمة خلال شهر يوليو الحالي، مؤكداً اكتمال الترتيبات القانونية والإجرائية والعملية كافة لإطلاقها إلى جانب خطط التوزيع والطرح والاستبدال. وأشار إلى أن العملة الجديدة يتم طرحها بألوان متباينة، وفقاً لتباين فئات العملة وقد روعي في تصميمها وضعية السودان بعد انفصال الجنوب. وأشار محافظ بنك السودان في مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس إلى ن هذا الإجراء جاء بعد قيام دولة الجنوب، مبيناً أن بنك السودان سيقوم بطرح الطبعة الجديدة للعملة السودانية بالتدريج، وسيوفر نقاط لاستبدال تمكن المواطنين في أنحاء البلاد كافة من العملة القديمة بالعملة الجديدة اعتباراً من هذا الشهر. وقال إن البنك تحوط من وقت مبكر لحماية العملة السودانية حال عدم التوصل إلي اتفاق حول تسليم كميات الجنيه المتبادل في الجنوب بعد استبداله بعملة دولة جنوب السودان، وهذا ما حدث فعلاً. وقام في هذا الإطار بإعداد طبعة ثانية جديدة من العملة “بألوان مختلفة”، مشيراً إلى المخاطر التي تترتب على استخدام عملة جنوب السودان المتداولة في الجنوب لغير صالح الاقتصاد السوداني. وأشار إلى أنه اتفق الجانبان عبر المفاوضات على قيام دولة الجنوب بإصدار عملة خاصة بها وعلى ترتيبات لعمل مشترك لضمان نجاح عملية استبدال عملة دولة جنوب السودان بعملة السودان المتداولة حالياً، غير أنه لم يتم الاتفاق حول نقطة جوهرية تتعلق بالاتفاق حول تسليم كميات العملة السودانية لبنك السودان المركزي بعد استبدالها بعملة حكومة جنوب السودان. وأشار إلى تباين مواقف الحكومتين إزاء عملية تسليم العملة، وقال إن موقف الحكومة السودانية يتمثل في أن يتم تسليم كميات الجنيه المتبادل في الجنوب لبنك السودان المركزي بعد أن تتم عملية استبداله بعملة دولة جنوب السودان، مشيراً إلى أن تمسك الحكومة بموقفها يستند على أن عملة الجنيه المتداول بعد استبداله بعملة جنوب السودان سوف تصبح لا قيمة لها سوي تكلفة الطباعة واستناداً على تجارب الدول التي انفصلت في العالم. أما موقف حكومة جنوب السودان، فهو أن تتم مبادلة الجنيه المتبادل بالجنوب بعد استبداله بعملات أجنبية أو استيعابه في التبادل التجاري بين الدولتين. وأكد الزبير استعداد البنك التام للتوصل إلى حلول تضمن له استرداد العملة المتداولة بالجنوب بصورة رسمية فور استبدالها بواسطة بنك جنوب السودان وبالكيفية التي يتفق عليها. وأعرب عن أمله في استئناف المفاوضات بين الدولتين في أقرب وقت للاتفاق حول القضايا الاقتصادية العالقة ومن ضمنها الترتيبات المصرفية والبترول، الأصول والديون، التجارة، المياه، النقل والاتصالات. وكان جنوب السودان الذي أعلن استقلاله في التاسع من يوليو بموجب اتفاق سلام وقع عام 2005 وأنهى عقوداً من الحرب الأهلية. ويتراجع سعر الجنيه السوداني في السوق السوداء في الخرطوم منذ أسابيع ويقول اقتصاديون إن تدفقات العملة الصعبة اللازمة لتمويل الواردات ستتراجع مع انخفاض إيرادات النفط. وتستحوذ دولة جنوب السودان على حوالي 75 بالمئة من إنتاج السودان من النفط البالغ 500 ألف برميل يومياً.