الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حكواتي» مصانع السيجار الكوبية مهنة عمرها أكثر من 100 عام

17 يوليو 2011 00:18
هافانا (أ ف ب) - سواء كان شعراً أو مقالاً في صحيفة أو قصة من مغامرات "كونت دو مونتي كريستو"، ينزل "الحكواتية" على رغبة العمال في شركة صنع السيجار الذين يختارون ماذا يريدون سماعه بينما يلفون السيجار الكوبي الشهير. وعلى منصة خشبية، تجلس جريزيل فالديس (55 عاما) أمام المذياع. وتعمل جريزيل منذ 20 عاماً "حكواتية في شركة لصنع السيجار". وهي مهنة عتيقة تعود لقرن ونصف قرن، لدرجة أنه تم اقتراح إدراجها على لائحة التراث الشفهي التابعة لليونيسكو. وفي مصنع "إتش أوبمان" في هافانا، ينصت 600 عامل لصوتها بينما ينتقون ويقطعون ويلفون أوراق التبغ ليصنعوا أفضل سيجار في العالم. وقالت العاملة جوليا كوربيرا، التي قضت 30 من أعوامها الـ47 وهي تلف السيجار، إن "الحكواتية مهمون جداً بالنسبة لنا. فهم المصدر الأساسي لثقافتنا. كما أنهم يضبطون إيقاع العمل بحسب جولة القراءة التي تقوم بها، فهكذا نعلم أننا لففنا 40 أو 50 سيجاراً". وأمام الطاولات حيث يمارس العمال مهامهم، تضع جريزيل نظاراتها في مكانهما، وتبدأ بقراءة الصفحة الأولى من صحيفة "جرانما" التابعة للحزب الشيوعي الحاكم في كوبا.. أخبار رئيس فنزويلا هوجو تشافيز الذي تلقى العلاج مؤخراً بمستشفى في هافانا، والإحصاءات الأخيرة لإنتاج المانجو، ودعوات الحكومة للعمل أكثر وأفضل. وقال إيرس مارتينيز، في عقده الرابع، الذي يلف السيجار منذ 16 عاماً إن "العديد منا تركوا المدرسة قبل سن 15 عاماً، وهذا يساعد على إبقائنا على اطلاع". ويقول هوجو الذي أمضى 18 عاماً من أعوامه الـ41 في لف السيجار "القراءة تسمح لنا بالهرب قليلاً، أحب عملي ولكنني أقوم به طوال اليوم". ويتردد صوت جريزيل الحازم والرقيق بين جدران المصنع حيث يتم صنع سيجار "مونتي كريستو" الشهير. واختار العمال في المصنع جريزيل من بين عدة مرشحين، حيث يوجد في كوبا 300 "حكواتي". وأوضحت جريزيل خلال فاصل تستفيد منه أحياناً في الحديث مع العمال أو لتدخين سيجار يلفه خصيصاً لها هوجو زولويتا "أتقاضى 315 بيزوس فقط (14 دولاراً) في الشهر، لكنني سعيدة لأنني أعلم أنني مفيدة، إنهم يحتاجون إلي". والحوار موجود خلال القراءة. فالعمال يصححون "للحكواتي" عندما يخطئون في اسم لاعب بيسبول، كما يحتجون أو ينفجرون في الضحك لدى سماعهم أخبار اليوم. وتتمرن جريزيل على ملاءمة صوتها مع الشخصيات. بينما يشتهر نظيرها خيسوس بيريرا، في مصنع بارتاجاس المجاور بتقليد أصوات النساء وللتأثيرات الصوتية.. صوت رصاصة أو صوت باب يطرق أو هرولة حصان. والحكم على "الحكواتي" يرتبط بـ"التشافيتا"، أو السكين المدور الذي يستخدم في قطع أوراق التبغ. بضعة ضربات على الطاولة يعني أن المستمع سعيد، ولكن رمي "التشافيتا" على الأرض فيعني الاستياء العام. ويعود تاريخ الرواة الأوائل إلى عام 1865. وقد لعبوا دوراً أساسياً في الترويج للنضال الاجتماعي بفضل قنوات الاتصال التي يشكلونها في هذا المجال الصناعي المهم. واختيار ما سيقرأوه الرواة يتم عبر تصويت يجريه العمال ولا تزال رواية "كونت دي مونتي كريستو" تتمتع بشعبية كبيرة بين جمهور المستمعين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©