الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات صناعة السيارات تستبدل الحديد بالألمنيوم

شركات صناعة السيارات تستبدل الحديد بالألمنيوم
14 يوليو 2013 23:12
بدأت شركات صناعة السيارات في التحول من الحديد للألمنيوم بغرض إنتاج سيارات أخف وزناً، ما دفع شركات الحديد للدفاع عن نفسها بطرح استثمارات جديدة للحفاظ على حصصها السوقية في واحدة من أكثر الأسواق قيمة. وبرزت هذه المنافسة عند سعي هذه الشركات لصناعة سيارات خفيفة تتميز بكفاءة أكثر في استهلاك الوقود، بغية التقيد بقوانين ترشيد استهلاك الوقود الجديدة. كما شجع انخفاض أسعار الألمنيوم، شركات السيارات على التخلي عن الحديد. أما عن شركات صناعة الحديد التي تعاني من تراجع الطلب وفائض الإنتاج، فيشكل لها التحول نحو الألمنيوم تهديداً كبيراً، نظراً إلى أن قطاع السيارات هو ثاني أكبر عملائها بعد الإنشاءات والذي يمثل 12% من إجمالي الإنتاج. وتقول فيكتوريا لوكوود، مسؤولة مشتريات المواد الخام في جاكوار لاند روفر التابعة لشركة «تاتا» الهندية: «تتعلق المسألة برمتها بتخفيف الوزن والتكاليف المصاحبة لذلك. كما أن مفهوم البيئة، واحد من الأمور الهامة أيضاً والذي لا يمكن تحقيقه باستهلاك طن من الحديد لصناعة سيارة واحدة». وتتطلب المعايير الجديدة لضبط الانبعاثات والتي سيتم العمل بها في أميركا ودول الاتحاد الأوروبي والهند والصين في الفترة بين 2015 إلى 2017، خفض السيارات لمعدل التلوث وتقليل استهلاك الوقود. ومن المنتظر تطبيق توجه مشابه في قطاع الطيران، حيث يتنافس الألمنيوم وأنواع أخرى من الحديد عالية النقاء، مع البلاستيك المعزز بألياف الكربون، في وقت عمدت فيه شركات صناعة الطائرات إلى تخفيف الوزن بغرض خفض كمية الوقود المستهلك. ويعتبر تخفيف الوزن من أنجع الوسائل التي تساعد على تقليل استهلاك الوقود، ما حث شركات صناعة السيارات على تبني الألمنيوم وأنواع أخرى من الحديد القوي والخفيف. واستخدمت جنرال موتورز» في موديل نصف النقل «سيلفارادو» المزمع طرحه في الأسواق في 2014، الألمنيوم في صناعة المحرك وغطائه وفي أجزاء أخرى من السيارة. وارتفع معدل الألمنيوم المستخدم في صناعة سيارة الركاب العادية، من متوسط ما بين 40 إلى 80 كيلوجراما في 1990، إلى ما بين 120 إلى 150 كيلو جراما في العام الماضي. ويتوقع «المعهد الدولي للألمنيوم»، ارتفاع الكمية في السيارات الحديثة إلى 250 كيلو جراما. واستثمرت شركات مثل «ألكوا» و»«وفيليز» و«أليريز»، في إقامة مصانع ضخمة لألواح الألمنيوم في توقعات بارتفاع الطلب. وفي غضون ذلك، أنفقت شركات تعمل في مجال صناعة الحديد مثل، «ثايسين كروب» و«أرسيلور ميتال» و«تاتا للحديد»، مليارات الدولارات، بهدف صناعة أنواع أخف وزناً من الحديد لطرحها لشركات صناعة السيارات. ويقول هانس فيركل، نائب مدير قسم البحوث والتطوير في «ثايسين كروب»: «نحن نستثمر في تقليل وزن المركبات حتى تكون لدينا المقدرة على المنافسة على الصعيد العالمي ولتوفير الظروف الملائمة لخفض استهلاك الطاقة ومعدل الانبعاثات الكربونية. وأنفقت الشركة نحو 644 مليون يورو (824 مليون دولار) في بحوث ترمي لتطوير إنتاج حديد عالي المقاومة وخفيف الوزن لقطاع السيارات. كما خصصت برنامجاً للبحث والتطوير يقتصر فقط على النهوض بصناعة السيارات. ويعتقد خبراء القطاع، أن الحديد سيظل من أكثر المواد التي تدخل في صناعة هيكل السيارات أهمية. ومارس كل من الألمنيوم والحديد لعبة شد الحبل لعدد من السنوات، من أجل تأمين حصة في سوق السيارات. ويدخل الألمنيوم في صناعة أجزاء المحرك، نظراً إلى مساعدة خاصية التوصيل الحراري على زيادة السرعة والإحماء في زمن وجيز، كما أن تكلفته قليلة كبديل للنحاس لاستخدامه في «رادييتر» السيارات. لكن بلغت المنافسة أوجها في الوقت الحالي، حيث توصلت التقنيات الحديثة لإنتاج ألواح من الألمنيوم تتميز بصغر سمكها وخفة وزنها وزيادة مقاومتها، تنافس الحديد للدخول في صناعة هيكل السيارات. ويقدر الاستهلاك العالمي من الألمنيوم، بنحو 450 ألف طن سنوياً مع توقعات بزيادته بنحو ثلاثة أضعاف بحلول نهاية العقد الحالي. كما يرتفع معدل استخدام الألمنيوم بكثافة في صناعة السيارات بأكثر من 25% سنوياً، ما يؤكد حدوث تغيير جذري وكبير في قطاع السيارات. وفي حين تتم صناعة أقل من 1% من هياكل السيارات بالألمنيوم حالياً، من المتوقع ارتفاع ذلك إلى 2,5% بنهاية هذا العقد. وفي استجابة لزيادة الطلب، أنفقت شركة «نوفيليز» أكثر من 400 مليون دولار لزيادة إنتاجها من ألواح الألمنيوم، كما استثمرت «أليريز» نحو 200 مليون دولار لزيادة السعة الإنتاجية لمصنع الألمنيوم في بلجيكا. وتستثمر كذلك شركة «ألكوا»، نحو 575 مليون دولار في إنشاء مرافق جديدة للدرفلة في أميركا وحدها للإيفاء بالطلب المتصاعد. ويقول فيليب ميير، نائب الرئيس ومدير التقنية في شركة «أليريز للمنتجات المدرفلة»: «ليس هناك خيار سوى تخفيف الوزن، طالما لدينا الرغبة في ترشيد استهلاك الطاقة والمحافظة على البيئة». وشكَّل حديد الزهر والفولاذ 80% من متوسط وزن السيارة في العام 2000، إلا أنه من المتوقع تراجع هذه النسبة بنحو النصف بحلول 2020، نتيجة السعي الذي تبذله الشركات لتخفيف أوزان السيارات. وفي الوقت الذي اتجهت فيه شركات مثل «جاكوار لاند روفر» و»جنرال موتورز» و»أودي» وغيرها، لاستخدام المزيد من الألمنيوم، قررت شركات أخرى أيضاً استخدام أنواع من الحديد أخف وزناً. ويقول أليكس فيسك، المتحدث باسم «أودي» التابعة لشركة «فولكس فاجن»: «أصبحت قضية الوزن ومنذ زمن طويل واحدة من خيارات الشركة وأعمدتها الرئيسة. لكن وفي حين بدأت الشركة في استخدام المزيد من الألمنيوم، جاء موديل «أودي أيه 8» مصنوعاً من الألمنيوم بالكامل، بينما تم إنتاج «أيه 6» و»أيه 4» بخليط من الحديد والألمنيوم. وبالمثل، أنتجت «جاكوار لاند روفر»، موديلها الجديد من «رينج روفر» من الألمنيوم الصرف، مع الاستمرار في صناعة موديلي «فري لاندر» و»إيفوك» من الحديد فقط. وبوزنها البالغ 2160 كيلو جراما، انخفض وزن سيارة «رينج روفر»، بنحو 410 كيلو جرامات وأصبحت تفوق الموديلات السابقة في كفاءة استهلاك الوقود بنحو ثماني أضعاف. لكن آثار هذا الانتعاش في استخدام الألمنيوم في صناعة السيارات، حفيظة شركات صناعة الحديد، حيث من المتوقع أن تتعرض «أرسيلور ميتال» أكبر شركة لإنتاج الحديد في العالم لخسائر كبيرة، خاصة أن قطاع السيارات يشكل 20% من صادراتها العالمية من الحديد. وللمحافظة على حصتها، استثمرت الشركة نحو 600 مليون يورو في أوروبا خلال السنوات الست الماضية، في إنشاء مرافق جديدة وشراء معدات لتطوير نشاطها. كما طرحت مؤخراً، سلسلة من أبواب السيارات يقل وزنها عن أبواب الحديد الحالية بنحو 34%. وبالتعاون مع «فورد» طورت شركة «أرسيلور ميتال» أنبوب هيدروليك من الحديد، يوفر نحو 6 كيلو جرامات في وزن موديل «فورد فيوجن»، ليبلغ إجمالي الوزن الذي تم توفيره خلال 2012 نحو 2,25 مليون كيلو جرام. وذكرت الشركة أن منتجات الحديد المطور عالي المقاومة، يشكل خُمس صادراتها إلى شركات صناعة السيارات في أوروبا في الوقت الحالي. ومع كل ذلك، لا يزال الحديد يشكل الخيار الأفضل لقطاع صناعة السيارات، نظراً لما يملكه من مقدرة على ترشيد استهلاك الوقود، في الوقت الذي يعزز فيه معايير سلامة الركاب. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©