الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عودة العمالة المهاجرة تسرِّع من نمو الاقتصاد الإثيوبي

عودة العمالة المهاجرة تسرِّع من نمو الاقتصاد الإثيوبي
14 يوليو 2013 23:13
أديس أبابا (أ ف ب) - عندما ترك تاديووس بيليته عمله في الولايات المتحدة ليعود إلى إثيوبيا ويفتح صالون تجميل فاخر، ظن أقرباؤه أنه أصيب بالجنون. وقام هذا الرجل بتشييد مبنى يضم متاجر ومكاتب في شارع مزدحم في وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وكانت حظوظ النجاح قليلة في تلك الفترة. أما اليوم، فهو يتأمل من مكتبه الواقع في الطابق الرابع من المبنى شارعا يعج بالمباني الجديدة والمقاهي والفنادق والمراكز التجارية، لكنه لا يزال يتذكر كم كان تأجير المبنى صعباً في البداية. وهو يخبر “كنت أصلي لأجد من يستأجر في المبنى.. ولم أكن أظن يوما أن المنطقة ستنمو بهذه السرعة”. وتاديووس بيليته هو من أفراد الجالية الإثيوبية الذين بدأوا يعودون تدريجياً إلى البلاد للاستثمار في اقتصادها المزدهر. ولم يكتف بفتح صالون تجميل فاخر وخوض مجال العقارات، بل قام أيضا بفتح مطعم في أديس أبابا، فضلا على فندقين فاخرين خارج العاصمة. وهو يوظف بصورة إجمالية 1500 شخص. وهو يؤكد أن إثيوبيا قدمت له فرصا لم تسنح له في الولايات المتحدة حيث لم يكن يملك إلا صالون استجمام في مدينة بوسطن (شمال شرق). ويلفت إلى أنه لم يعد إلى بلاده لجني الأموال فحسب، فهو كان يريد أيضاً أن يسهم في تنميتها، على أمل أن يحدث فرقاً. وتقدر الجالية الإثيوبية بنحو أربعة ملايين شخص في أنحاء العالم أجمع، علما بأن إجمالي السكان يصل إلى 85 مليون شخص. وقد هاجر أغلبية الإثيوبيين بلدهم في السبعينيات، هربا من الديكتاتورية العسكرية. واستقر معظمهم في الولايات المتحدة. ومع سقط نظام منغستو هالي مريام في العام 1991، راح الكثيرون من أبناء البلد يعودون إلى إثيوبيا، هرباً من الأزمات الاقتصادية التي تضرب بلدان الغرب. ويشهد الاقتصاد الإثيوبي نمواً شديداً، وقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8,5% خلال العام 2012، وتأتي إثيوبيا في المرتبة الاثنتي عشرة من حيث النمو الاقتصادي، بحسب البنك الدولي. وأغلبية المغتربين الذين يعودون إلى البلاد ينشطون في قطاع الخدمات، شأنهم شأن تاديووس بيليته. وهم لا يدرون الأموال على بلادهم فحسب، بل ينمون أيضا مهاراتها. ويقول شانتا ديفاراجان المسؤول عن أفريقيا في البنك الدولي إنه “من شأن المغتربين أن يحسنوا إدارة الحكم في المجتمعات الأفريقية”. وفي نظر زيميدينه نيجاتو من مجموعة “إرنست أند يونج” تزخر إثيوبيا بالفرص. فهو عاد إلى بلده منذ 14 عاماً، ولم يندم يوماً على قراره، وهو يعتبر أنه يسهم في تنمية البلاد.لكن العودة لا تكون دوما سهلة بالنسبة إلى المغتربين الذين يخطون هذه الخطوة. فهم يواجهون مشاكل عدة، من شبكات اتصالات ضعيفة إلى نقص في البنى التحتية وإجراءات بيروقراطية معقدة. كما أن العملات الأجنبية ليست متوافرة بكثرة. وبحسب البنك الدولي، تحتل بيئة الأعمال في إثيوبيا المرتبة 127 في تصنيف يضم 185 بلداً. ويقر أديس ألينياهو الذي أمضى 12 عاماً في أميركا الشمالية بأن أبناء الجالية الذين يعودون إلى البلاد ينشطون قطاعها الخاص، في خطوة هي ضرورية لتخفيف اتكال البلاد على المساعدة الخارجية. ويلفت إلى أنهم يستحدثون فرص عمل ويعززون قطاع الأعمال. ويختم قائلا إن “الجالية الإثيوبية هي، من دون شك، عنصر جد مهم في نمو الاقتصاد”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©