الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فرقة من المتسولات تفترش الأرض نهاراً وتلتحف السماء ليلاً

30 يوليو 2006 02:26
تحقيق - تحرير الأمير: يفترشن الأرض متخفيات خلف الزي الوطني وتحتضن كل منهن طفلا، وعلى جباهن ارتسم الحزن، يقطعن الطريق على المارة بأياد مرتعشة في محاولة لاستجلاب عطفهم مرددات كلمة واحدة ''أنا مسكين''لإدرار العطف والشفقة على قلوبهم و ترجمته فورا إلى صدقات ابتغاء مرضاة الله أوالدفع لوقف سيل الإلحاح الذي يتحول غالبا إلى إزعاج يجب الخلاص منه بأي ثمن· وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة لمكافحة التسول إلا أن هذه الظاهرة عادت لتطل برأسها من جديد حيث بدأت مجموعة من النسوة وأطفالهن باتخاذ هذه الطريقة كمهنة للارتزاق واعتادت هذه الفرقة النسائية منذ نحو أسبوعين ، افتراش الأرض مساء كل يوم منذ الساعة السابعة وحتى منتصف الليل بجانب نفق المشاة الأول الواقع بمنطقة الرولة بالشارقة من اجل تصيد الأفراد الذين يستخدمون النفق بالإضافة إلى الاختباء عن أعين الشرطة· وفي لقاء مع احدى المتسولات قالت وهي تحتضن صغيرها : '' لا يوجد أمامي حل آخر '' في حين قالت زميلتها نحن لدينا عيون خارج النفق حيث يبلغوننا في حال وصول دورية فننفض جميعنا إلى مكان آخر،أما الثالثة فهزت رأسها قائلة : عربي زين ما في ··· أنا مسكين· الزي الإماراتي ومن جانبهم قال بعض سكان المنطقة وممن يترددون عليها : لابد من إيجاد حل سريع لهذا التجمهر النسوي الذي يسيء للدولة وخصوصا أن جميع النسوة من دولة غير عربية و يرتدين الزي العربي الاماراتي،وطالب المواطن عبد الرحمن آل علي بتكثيف الجانب الأمني بغية الحد من انتشار مثل هذه الظواهر التي تهدد امن واستقرار المنطقة وتزعزع مكانتها بين الدول وخصوصا أن الإمارات مقصد للعديد من الجنسيات والأعراق·واستهجن محمود أبو عبده غياب العنصر الأمني وعدم اتخاذ خطوة ايجابية سريعة بهذا الشأن متسائلا لصالح من استمرارية عصبة نسائية مدعمة بالأطفال تفترش الأرض وتلتحف السماء في سبيل جمع حفنة من الدراهم؟ ومن جهتها قالت سميرة عثمان'' طبيبة'' : إن ما يحدث مقلق لابد من معرفة الأسباب التي تدفع النساء إلى ممارسة هذا السلوك غير الحضاري فضلا عن معرفة الوضع القانوني لهن ولاطفاهن والعمل على مساعدتهن من خلال الجهات الخيرية لان القضاء على هذه الظاهرة لن يتم دون القضاء على أسبابها الأصلية · لجنة دائمة وفي سياق متصل شكلت شرطة الشارقة لجنة دائمة للقضاء على ظاهرة التسول وذلك بناء على توجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية، وتنفذ دوريات شرطة الشارقة المختلفة حملات أمنية واسعة للقضاء على الظاهرة السلبية المتفشية في المجتمع التي تهدد أمنه واستقراره، وألقت القبض على أعداد كبيرة من المتسولين الذين تبين أنهم مخالفون لقانون العمل والإقامة بالدولة· وقال المقدم محمد راشد سلطان النعيمي مدير إدارة مراكز شرطة الشارقة في حوار نشرته مؤخرا مجلة الشرطي أن العميد صالح علي المطوع مديرعام شرطة الشارقة أصدر قراراً بتشكيل لجنة دائمة للقضاء على هذه الظواهر برئاسة مدير إدارة البحث الجنائي وأوكلت إليها مهمة اقتراح وإنشاء واستحداث شعبة لمكافحة التسول على أن يكون مقرها إدارة البحث الجنائي وتصب فيها جميع المعلومات المتعلقة بمجالات التسول والباعة المتجولين وتحديد رقم هاتف مجاني للإبلاغ عن هذه الحالات· ولفت إلى أنه وفقا لهذا القرار فقد تم تسيير حملة واسعة لمحاربة تلك الظواهر السلبية ووضع حد لها من خلال التركيز على مواقع تجمع تلك الفئات أمام المساجد وما حولها خاصة في المناطق السكنية والأسواق والمراكز التجارية وأمام البنوك وما حولها ومحطات تزويد الوقود والأماكن العامة· وأشار إلى أن هذه الظاهرة أصبحت منظمة ويعتمد عليها البعض في الرزق وجمع المال فضلا عن أنها تشكل خطورة كبيرة على الأسر خاصة المتسولين الذين لا تواجههم أية عوائق في دخول المنازل ما أدى إلى وقوع العديد من الجرائم من قبل هذه الفئات كجرائم السرقات والجرائم اللا أخلاقية، مؤكدا وجود أعداد كبيرة من النساء والفتيات صغيرات السن المتسولات مما يشكل خطرا جسيما لابد من القضاء عليه · فريق عمل وأكد المقدم الدكتور عبد الله ساحوه مدير إدارة الجنسية والإقامة ان هناك تنسيقاً أمنياً تاماً مع شرطة الشارقة في هذا الشأن حيث تم تشكيل فريق عمل لإلقاء القبض على المتسولين واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم مشيرا إلى أن هناك توجهاً للتنسيق مع مكتب العمل وبلدية الشارقة لتوحيد الجهود وتدعيمها· اضطرابات سلوكية وقال الدكتور احمد العموش أستاذ التربية وعلم النفس في جامعة الشارقة ردا على سؤالنا حول استغلال الأطفال في هذا الأمر وما يعقبه من كوارث نفسية واجتماعية : إن الطفل الذي يعيش في هذه الظروف الاستثنائية يتعرض لإساءة نفسية غير منظورة فضلا عن أنها تسبب أضرارا بالغة على قدرة الطفل على تكوين علاقات سوية مع الآخرين كما يولد لديهم اضطراباً في السلوك وألما نفسياً واضطرابات متنوعة كالكذب والبكاء المتكرر والحركة الزائدة ونقصان الشهية والتبول الليلي غير الإرادي ما يؤدي إلى تدني مهاراته وضعف كفاءته ومستواه· وأوضح العموش أن حياة الشارع لها اثر بالغ في إعداد هذا الطفل للولوج إلى عالم الجريمة من خلال استغلال المجرمين لهم إذ تتعدى المسألة التسول والأمراض وسوء التغذية وضربات الشمس وغيرها وتصل لحد الإجرام فالشارع مليء بالأخطار التي لا يراها إلا ابن الشارع فقط مما يخلق فتى مستعدا لممارسة أي فعل ابتداء بالمخدرات والعنف والسرقة وانتهاء بالدعارة نظرا لضعف روح الانتماء لدى هؤلاء الأطفال المحرومين من ابسط الحقوق الإنسانية وتزعزع مفهوم الوطنية لديهم وضياع الهوية وتعزز الإحساس بالظلم والقهر والتشبع بروح الانتقام· الحبس والغرامة وقال المستشار القانوني احمد صابر إن التسول جريمة يعاقب عليها القانون بحسب المادة 15 لسنة 1975 من قانون العقوبات · ويترتب عليها الحبس لمدة شهرين وبغرامة لا تتجاوز خمسمائة درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفي حال ان يكون المتسول وافداً أو زائرا فيحق للمحكمة اتخاذ عقوبة الإبعاد عن الدولة ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©