مقديشو (أ ب)
أعرب كثير من اللاجئين الصوماليين عن حسرتهم وندمهم بعد أن عادوا إلى الصومال، إذ تبددت أمالهم في العيش بأمان في بلدهم الذي يعاني من وطأة هجمات تشنها حركة «الشباب» الإرهابية.
وتقول «مادينو دورو» عن عودتها إلى الصومال من «داداب»، أكبر مخيم للاجئين في العالم بكينيا بعد أن عاشت فيه قرابة 12 عاماً، «أشعر بأنني تعرضت للخيانة، فوعود الأمان والدعم عند العودة إلى الوطن لم تكن سوى وعود فارغة». و«دورو» من بين آلاف اللاجئين الذين غادروا المخيم، الذي يكتظ بزهاء 260 ألف لاجئ في كينيا المجاورة. وتعرض اللاجئون في بعض الأحيان لضغوط بعد أن أعلنت حكومة «نيروبي» أنها ستغلق «داداب»، واصفة إياه بأنه معقل تجنيد لحركة «الشباب» وقاعدة لشن هجمات.
ونفذت «الشباب» عدداً من الهجمات في كينيا انتقاماً لإرسال قوات كينية إلى الصومال في 2011 بهدف محاربة المتطرفين، الذين يشنون تمرداً ضد الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.
وتهدد الهجمات القاتلة التي يشنها المتطرفون في الصومال حياة العائدين من «داداب». وأوضحت «دورو» أن «كافة التحسينات الأمنية والمعيشية التي أخبرونا إياها كانت زائفة»، مشيرة إلى أن أطفالها الستة يبيتون في القذارة ويشربون مياه راكدة في مخيم النازحين بمقديشيو.
ويعيش العائدون في مخيم صومالي يعرف باسم «دارييل»، لكن الظروف فيه مأساوية، إذ تعيش الأسر في منازل مؤقتة من البلاستيك غير صالحة على الإطلاق لحمايتهم في موسم الأمطار المقبل، ناهيك عن العصابات المسلحة التي تهام المخيم في الليل.
وأفاد اللاجئون العائدون بأن كل أسرة حصلت على 400 دولار نقداً من الأمم المتحدة بمجرد أن توافق على العودة إلى الصومال، لكن الأموال لم تبق، مؤكدين أن الواقع ليس كما تصوره من كانوا يعيشون في «داداب» عندما تم الضغط عليهم لمغادرته.
وعاش بعض اللاجئين الصوماليين في «داداب» شرق كينيا لأكثر من عشرين عاماً، منذ أن انزلقت الصومال في الفوضى عقب إقصاء الديكتاتور السابق «سياد بري» على يد أمراء حرب، قبل أن ينقل كل منهم على الآخر.
وتحاول الحكومة الصومالية إعادة إعمار الدولة، وتترقب انتخابات رئاسية تم تأجيلها عدداً من المرات وسط مخاوف أمنية.
وتم دعم زهاء 35 ألف صومالي لدى عودتهم طواعية إلى الصومال منذ 2014، بحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
عدد اليوم
