الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جدل في فرنسا حول اقتراح بإلغاء العرض العسكري

17 يوليو 2011 13:55
باريس (ا ف ب) - أثار اقتراح مرشحة الخضر للانتخابات الرئاسية إيفا جولي إلغاء العرض العسكري لمناسبة العيد الوطني في 14 يوليو، الاستنكار والاستياء في الأوساط السياسية لدى اليمين واليسار في فرنسا. وقالت إيفا جولي وهي قاضية سابقة من أصل نروجي فازت لتوها بترشيح أنصار البيئة لخوض الانتخابات الرئاسية في أبريل ومايو 2012، “اعتقد أن الوقت حان لإلغاء العروض العسكرية في 14 يوليو لأنها تنتمي إلى حقبة أخرى”. وأضافت “حلمت بأن نتمكن من استبدال هذا العرض، بـ “عرض المواطن” حيث نرى تلامذة المدارس ونرى الطلاب وأيضا المسنين يسيرون بسعادة معا ويحتفلون بالقيم التي تجمعنا” رافضة صورة “فرنسا المحاربة”. وأثارت هذه التصريحات جدلا بعد بضع ساعات من العرض العسكري الذي أهداه الرئيس نيكولا ساركوزي إلى الجنود الفرنسيين الذين سقطوا في أفغانستان. وتصاعدت حدة الجدل مع تصريح رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون من أبيدجان حيث يقوم بزيارة “اعتقد أن هذه السيدة لا تملك ثقافة قديمة جدا للتقاليد الفرنسية والقيم الفرنسية والتاريخ الفرنسي”. ولم يتأخر رد جولي الفرنسية النروجية التي قالت “أعيش في فرنسا منذ خمسين عاما، إذن إنني فرنسية”، مضيفة أنها نظرا لسنها (67 عاما) “عاشت في فرنسا أكثر منه”. وأضافت “ليس لأنني أثير ما يعتبر مشكلة حقيقية بالنسبة لي, يجب أن أفقد صدقيتي لأنني لست فرنسية بشكل كاف”. وعبر سكرتير الدولة للمحاربين القدامى مارك لافينور عن “استنكاره وصدمته”. وقال “اعتقد فعلا انه من المعيب الإدلاء بتصريحات مثل تلك وعدم الاعتراف بالعمل الهائل الذي ينجزه الجيش لفرنسا”. وفي اليسار تنصل الاشتراكيون الذين يعولون على تحالف محتمل مع الخضر في 2012 من تصريح إيفا جولي منددين في الوقت نفسه بتصريحات فيون. وقال الأمين العام بالوكالة للحزب الاشتراكي هارليم ديزير لوكالة فرانس برس “من المعيب بالنسبة لرئيس الوزراء أن يشكك بالهوية الفرنسية لمسؤول سياسي، خصوصا ان يفعل ذلك من الخارج”. واستنكرت حركة أوروبا بيئة الخضر التي تعتبر إيفا جولي مرشحتها إلى الانتخابات الرئاسية، ردود فعل تحمل مضمونا “معاديا للأجانب” صادرة عن الغالبية الحاكمة أو أقصى اليمين. في المقابل بين المرشحين للانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي للحصول على ترشيح هذا الحزب إلى الانتخابات الرئاسية، نأت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي مارتين اوبري بنفسها عن تصريح جولي. لكنها عبرت في الوقت نفسه في حديث لوكالة فرانس برس “عن صدمتها الكبيرة” إزاء تصريح فيون الذي “هزأ باسس وقيم جمهوريتنا”. ورأت اوبري أن رئيس الوزراء “ينضم إلى نظريات الجبهة الوطنية التي تميز بين الفرنسيين تبعا لأصولهم”. من جهتها قالت سيجولين روايال إن ايفا جولي “موهوبة في مكافحة الفساد أكثر من ارتجال مواقف”، مضيفة أن “ذلك لا يبرر رد الفعل المبالغ فيه لرئيس الوزراء”. وأكد فرنسوا هولاند “لا أشاطر إيفا جولي رأيها في عرض 14 يوليو لكن من حقها تماما الدفاع عن هذا الموقف دون الحاجة إلى التشكيك في ثقافتها لجهة قيم فرنسا”. وأسف الحزب الشيوعي الفرنسي لـ”جدل” دفع “إلى المرتبة الثانية الوفيات الجديدة للجنود” الفرنسيين في أفغانستان “في حرب لم يكن يتوجب أبدا خوضها”. وفي اليمين عبر رئيس الاتحاد من اجل حركة شعبية جان فرنسوا كوبيه عن “دهشته واستنكاره” لتصريحات هولاند وديزير اللذين هاجما رئيس الوزراء. وقال “كيف يريد الحزب الاشتراكي ومختلف مرشحيه إعداد برنامج مشترك لفرنسا مع الخضر الذين يريدون التشكيك بالعرض العسكري الذي يعتبر اللحظة التي تكرم فيها الأمة جنودها؟”. إلى ذلك سخرت رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبن بـ”عرض المواطن” الذي اقترحته جولي وتساءلت “هل سيكون هناك منصات أيضا لتدخين الحشيشة؟”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©