الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تدعو جوبا لإيجاد اتفاق نفطي مع الخرطوم

واشنطن تدعو جوبا لإيجاد اتفاق نفطي مع الخرطوم
11 يوليو 2012
دعت الولايات المتحدة جنوب السودان لإبرام اتفاق نفطي مع الخرطوم، وإلا ستتفاقم الأزمة الاقتصادية في هذه الدولة الفتية التي استقلت منذ سنة بالتحديد. وشدد المبعوث الخاص إلى السودان وجنوب السودان برنستون ليمان في مؤتمر عقده في واشنطن على القول “إن على جنوب السودان أن يتصدى على الفور لأحد أكبر تحدياته من خلال مقاربة شجاعة وبرغماتية في مواجهة أزمته الاقتصادية الحالية. فمن دون عائدات نفطية سيتأخر (تنفيذ) الكثير من مشاريعه الإنمائية”. ويمر جنوب السودان الذي استقل في التاسع من يوليو 2011 بدعم من الغرب، بصعوبات اقتصادية خطيرة، إذ ان هذه الدولة الفتية المأهولة بغالبيتها من الأرواحيين والمسيحيين محرومة من 98% من عائداتها منذ يناير الماضي عندما اوقفت انتاجها للخام بسبب نزاعها مع الخرطوم حول تقاسم الثروة النفطية التي كان يملكها السودان قبل التقسيم. ولفت المكلف أعمال سفارة جنوب السودان في واشنطن دانوجاك اوبونغو إلى أن حكومته في جوبا تنوي بناء خط انابيب باتجاه جيبوتي في غضون ثلاثين شهرا. لكن في نظر ليمان فإن هذا الجدول الزمني “متفائل للغاية” لأن مثل هذه الاشغال تستغرق بين أربع إلى ست سنوات. وقال الدبلوماسي الاميركي “يجب التوصل الى اتفاق مع السودان لتأمين مداخيل لحكومة (جنوب السودان) تمكنها من العمل”. وقال المبعوث الأميركي الخاص لجنوب وشمال السودان إن البلدين يلعبان لعبة مميتة تهدد نجاحهما. وقال ليمان إن العلاقات المتأزمة بين السودان وجنوب السودان ستؤدي إلى إبطاء نمو مطلوب بشدة ما لم يتفاوض البلدان لتسوية قضية الحدود والنفط التي لا تزال بدون حل على الرغم من مرور عام على الانفصال. وقال ليمان “يعتقد كل طرف أن الآخر أكثر ضعفا.. لكن هذا الأسلوب خطير للغاية. إنه شكل من أشكال النهج الانتحاري الاقتصادي”. وقال ليمان إن مفاوضات أجريت منذ أن أوقف السودان إنتاجه النفطي لكن لم يتم حل سوى قلة من القضايا الرئيسية. وجاء تقييم ليمان القاتم بعد ضغط مارسته الولايات المتحدة على الطرفين لحل خلافاتهما التي تهدد بإلقاء ظلال على صورة جنوب السودان بصفته أحدث دولة مستقلة في قارة افريقيا. ووعدت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بمساعدة جنوب السودان اقتصاديا، وعرضت على السودان الذي تدرج الولايات المتحدة اسمه ضمن الدول التي ترعى الإرهاب، وتخضع لحظر تجاري أميركي منذ عام 1997، إقامة علاقات أفضل معه إذا هدأت النزاعات العالقة مع الجنوب. وأوقف جنوب السودان 98 في المئة من عائداته في يناير عندما أغلق إنتاج النفط بسبب نزاع مع الخرطوم حول تقاسم العائدات ورسوم استخدام خط أنابيب يمر عبر السودان، وهو المخرج الوحيد لصادرات النفط. ويكافح جنوب السودان، وهو من أفقر دول العالم لتوفير الخدمات الأساسية لمواطنيه البالغ عددهم نحو 8.2 مليون شخص، وأصبح الكثير من مواطني الجنوب يتساءلون عن المكاسب المادية للاستقلال. ويكافح السودان الذي خسر ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي والكثير من دخله عندما انفصل الجنوب تضخما ومشاكل اقتصادية أخرى أدت إلى خروج احتجاجات شعبية. وأعلنت الخرطوم الشهر الماضي إجراءات للتقشف بوقف دعم سلع كالسكر والوقود، لان الحكومة التي تواجه أزمة ديون متصاعدة لم يعد بإمكانها تحمل التكلفة. وزادت الأزمة الاقتصادية المتنامية من التأزم السياسي بين الجارين اللذين يتنازعان في مناطق حدودية مثل ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ومازالت الخلافات بينما قائمة حول مصير منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها. وحصل جنوب السودان على استقلاله العام الماضي بعد عقدين من الحروب بين الجنوب ذي الأغلبية المسيحية والشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة مما أسفر عن مقتل مليوني شخص. من جانب آخر، أحيا أبناء جنوب السودان المقيمون في السودان بتكتم أمس الأول الذكرى السنوية الأولى لاستقلال دولتهم، حيث يأمل الكثيرون في إمكانية العودة إليها على الرغم من التوترات السياسية والعقبات المالية. ولا يزال مئات آلاف السودانيين الجنوبيين وبعضهم من لاجئي الحرب الأهلية (1983-2005) يقيمون في الشمال، ولا يأمل قسم منهم الانفصال عن شريك حياته أو ترك عمل يقوم به. لكن قرابة 40 ألفا يقيمون في مساكن بدائية في مخيمات انتظار من دون موارد أو وسيلة نقل للعودة إلى الجنوب. وأوضح احدهم “نحن لا نحتفل”. وأضاف “إنه موضوع حساس للغاية”. وأعلن المسؤول عن كاتدرائية “جميع القديسين” الانجليكانية في الخرطوم أن احتفالا متوقعا في منطقة الحاج يوسف، حيث توجد مخيمات، وأنه يتوقع وصول نحو مئة شخص. وأضاف أن صلوات شكر ستقام بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستقلال الجنوب في هذا اللقاء، إضافة إلى الدعاء من أجل حض حكومتي البلدين على السلام. وأبناء جنوب السودان هم في غالبيتهم من الكاثوليك، في حين أن السودان بلد مسلم. وبحسب القائم بأعمال دولة جنوب السودان بالخرطوم، فإنه لم تنظم أي احتفالات في الخرطوم بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستقلال جنوب السودان “بسبب الوضع السائد في السودان”. ويشهد السودان منذ ثلاثة أسابيع حركة احتجاج غير مسبوقة ضد زيادة الأسعار وسياسة التقشف والحكومة، وتخللتها سلسلة تظاهرات صغيرة تم تفريقها بعنف. إلى ذلك، وقعت صدامات أمس الأول من دون إصابات في منطقة ابيي المتنازع عليها بين السودانين، في حين كان أبناء جنوب السودان يحيون الذكرى السنوية الأولى لاستقلال البلاد، كما أعلن مصدر مقرب من الملف. واحترق متجر واضطر جنود الأمم المتحدة إلى التدخل لإعادة الهدوء إلى مدينة ابيي بين أفراد قبيلة الدينكا المقربين من أبناء جنوب السودان وقبيلة المسيرية، وهم من البدو الرحل المتحالفين مع الخرطوم، بحسب هذا المصدر الذي رفض الكشف عن هويته. وقال المصدر نفسه إن “أبناء جنوب السودان كانوا يحتفلون، ووصل أفراد المسيرية”. وأضاف “وقعت صدامات خفيفة بين المجموعتين”. ووضع منطقة أبيي، وهي منطقة أراضٍ خصبة، هو إحدى المسائل الحساسة التي تركت عالقة أثناء انفصال الجنوب السوداني في التاسع من يوليو 2011. وكان يفترض أن يجري استفتاء في المنطقة بما يسمح لها بالاختيار بين الانضمام إلى الجنوب أو الشمال، لكنه أرجئ إلى أجل غير مسمى بسبب غياب أي اتفاق بشان إدراج أسماء أفراد المسيرية، وهم مربو ماشية من البدو الرحل الذين لا يمضون سوى قسم من السنة في المنطقة، على اللوائح الانتخابية. والوضع في أبيي مدرج على جدول أعمال مفاوضات السلام بين الخرطوم وجوبا برعاية الاتحاد الافريقي. وتحت ضغط مجلس الأمن الدولي سحب البلدان جنودهما من المنطقة. أوغندا تقترح عقد قمة بين البشير وموسفيني الخرطوم (الاتحاد) - تقدمت دولة أوغندا بمقترح للحكومة السودانية، بعقد قمة رئاسية بين الرئيس عمر البشير ونظيره الأوغندي يوري موسفيني خلال قمة الاتحاد الأفريقي المقررة هذا الأسبوع بأديس أبابا، وأقرت بأن علاقات الدولتين تتسم بالريبة وعدم الثقة. وقالت سفيرة أوغندا في الخرطوم بيتي أكيج أوكولو في حوار خاص مع جريدة “المجهر السياسي” السودانية، إن بلادها اقترحت أن تتسم القمة بالصراحة الشديدة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية وقضايا الخلاف. وأضافت من الطبيعي أن تكون كمبالا أقرب إلى جوبا من الخرطوم بحكم الجغرافيا والحدود والإثنيات المشتركة واستدركت قائلة “هذا لا يعني أن كمبالا تعادي الخرطوم .. بل تتطلع إلى بناء علاقة قائمة على الأخوة”. ونفت أوكولو أن تكون قوات بلادها شاركت مع جيش جنوب السودان في احتلال منطقة هجليج التي أعادها الجيش السوداني، مؤكدة أن دولتها طرحت مبادرات عدة لنزع فتيل الأزمة بين جوبا والخرطوم ولحل القضايا العالقة. وذكرت أن الحكومة السودانية رفضت وصول وفد إلى الخرطوم للمساهمة في حل مشكلاته بالجنوب بسبب وضعية أوغندا واعترفت بأن علاقات البلدين تتسم بالريبة وعدم الثقة.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©