السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ملكة الفواكه» والليمون ضيفا مهرجان ليوا للرطب

«ملكة الفواكه» والليمون ضيفا مهرجان ليوا للرطب
17 يوليو 2011 19:17
شذرات من التراث وخفقات من ماضي الأجداد تنتشر في أرجاء مدينة ليوا حالياً، مع احتفائها بواحد من أهم مفردات التراث والإنسان الإماراتي عبر التاريخ، ألا وهو الرطب لما له من دور في تأمين الغذاء لسكان البادية، ما جعله مورداً اقتصادياً مهماً خلال عقود ماضية، بخلت فيها الطبيعة على سكان الصحراء بأي مورد عدا النخلة الأم وما تقدمه من خيرات مختلفة وعلى رأسها «الرطب». ما شجع على الاحتفاء بها بإقامة مهرجان «ليوا الرطب» الذي ينظم للعام السابع على التوالي وسط اهتمام محلي وعالمي غير مسبوق. اشتمل مهرجان «ليوا الرطب»، الذي يقام حالياً للعام السابع على التوالي، على فعاليات تراثية وإسهامات مجتمعية كثيرة ومميزة، أدت إلى ظهوره بهذا الشكل المبهر لكل من رأى. ومن أبرز الأشكال التراثية لمهرجان هذا العام، إدخال مسابقة خاصة بكل من المانجو والليمون، باعتبارهما من مكملات التراث الإماراتي، واستخدمت هاتان الفاكهتان في التهادي بين الأسر والعائلات في المناسبات المختلفة. ملكة الفواكه عن الإضافة الجديدة إلى المهرجان، قال مبارك المنصوري، رئيس لجنة التحكيم في مزاينة الرطب لـ«الاتحاد» إنه درجت عادة أهل الإمارات في السابق أن يتهادوا التمور في موسم بشائر التمور، ويضمنوا الهدية حبة أو اثنتين من المانجو، والتي كانت جزءاً رئيساً وحيوياً في التراث الإماراتي، ومن هنا كانت فكرة إدخال مسابقة المانجو بغرض تشجيع المواطنين على المشاركة بمنتجاتهم المختلفة، والاستفادة من الزخم والاهتمام الكبير الذي يحظى به المهرجان محليا وعالميا. وأوضح أن المانجو تعتبر من أهم الفواكه وتلقب في كثير من الأحيان بـ «ملكة الفواكه»، ويوجد في الإمارات أكثر من مائة ألف شجرة مانجو، يثمر منها ثمانية وثمانون ألف شجرة، أما إجمالي حجم الإنتاج، فيبلغ عشرة آلاف طن سنوياً تقريباً، مشيراً إلى أن مسابقة المانجو التي تم استحداثها ضمن المهرجان تنقسم إلى فئتين رئيسيتين، وهما المحلي، التي تتعلق بالمانجو الإماراتي الأصيل المنتج في مزارع الإمارات وعلى أرضها منذ القدم، والمنوع التي تعني بأصناف المانجو المستوردة من الخارج وتتم زراعتها في الإمارات. ومن أنواع المانجو المشاركة في المسابقة: السهكة، قرين الموز، الرأس، عويس، العسيلي، أبيض، مسيلي، رقبة الوزة، زبدية، يادامي، ساندهاري، مالدا. إلى ذلك، كشف المنصوري عن أن معايير التفاضل بين تلك الأنواع عديدة منها: النظافة والخلو من الإصابات والأضرار الميكانيكية، درجة الحلاوة، وزن النواة والقشرة، سمك جدار الثمرة، اكتمال النضج، نسبة اللب، نضارة الصنف ولون القشرة ولون اللب. وحول إدخال الليمون في المهرجان، ذكر المنصوري أن الليمون كان موجودا في الإمارات قديما وكان الناس يستخدمونه بأشكال مختلفة، سواء كان أخضر أو بعد تيبيسه من أجل إضافة نكهات مميزة للطعام. وكان من الدارج في تلك العهود أن يتم تهادي التمر مع حبات الليمون خاصة في منطقة العين وبعض الإمارات الشمالية، لافتا إلى أن هناك أصنافا عديدة من الليمون منها المحلي، ومنها ما تم إدخاله مثل التاهييتي وهو صنف عديم البذور، وهناك الأضاليا، والسوبر لاين والبرس لاين. وأكد المنصوري أن اختيار هذين المنتجين جاء بهدف تشجيع المزروعات المختلفة في الدولة بغية الإسهام في إنجاح سياسات تحقيق الأمن الغذائي في الدولة، عن طريق تشجيع إكثار الزراعات المختلفة سيما تلك التي ارتبطت بالتراث والهوية الإماراتية. مسابقات إضافية كشف المنصوري عن أنه من المتوقع أن تشهد الأعوام المقبلة إضافة مسابقات أخرى لمنتجات زراعية منتجة داخل المجتمع الإماراتي. ولفت إلى أنه جار حالياً الاستفادة من كل الموارد الزراعية المتاحة في كافة إمارات الدولة، لأجل تحقيق الأمن الغذائي، مؤكداً أن تنوع التربة الإماراتية من حصوية ورملية إلى ثقيلة يسهم في تنوع الإنتاج الزراعي الإماراتي من نباتات دائمة الخضرة إلى أخرى موسمية، وهذا يساعد إلى حد كبير في إنجاح الخطط الموضوعة. وقال المنصوري، الذي يسهم في مهرجان «ليوا لمزاينة الرطب» منذ سنوات عديدة، ويشاهد تطوره عاماً بعد عام، إنه «يشرفه أن يشارك في حدث محلي وعالمي بهذه الشكل المبهر»، موضحاً أن المهرجان ما كان ليصل إلى هذا المستوى إلا بدعم الشيوخ وزياراتهم المتكررة له، وتوجيهاتهم وملاحظاتهم، ما يؤدي إلى بث الحماسة في نفوس المواطنين لإخراج أفضل ما لديهم من أجل إنجاح هذا الحدث التراثي المهم. وداخل أروقة المهرجان كان للفن نصيب، من خلال إقامة معرض للصور الفوتوغرافية الخاصة بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ترصد متابعاته المتكررة لعملية حفظ التراث الإماراتي بمختلف أشكاله، ودعم زراعة النخيل ونشرها في أرجاء الإمارات. كان أحمد المزروعي من على مقعده المتحرك غارقاً في تأمل إحدى الصور المعروضة، وبسؤاله عن سر اهتمامه بهذه الصورة عن غيرها أجاب أنها تعود إلى العام 1981، وتبين مدى اهتمام المغفور له، بالزراعة بأشكالها المختلفة وتفقد أحوال الرعية والناس، وكذلك تكشف عن التطور الحادث في مجال الزراعة والذي أرسى قواعده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد رحمه الله، من خلال دعمه للمزارعين في كل مكان في الإمارات». أما الصورة الأخرى التي أشاد بها المزروعي، فتم التقاطها عام 1980، وتصور المغفور له جالساً إلى مجموعة من مزارعي الرطب، وتبين مدى اهتمامه بالرطب الذي يعتبره الجميع أهم مفردات ومكونات التراث الإماراتي. بيت الشعر من السمات التراثية التي شهدت إقبالاً ملحوظاً من زوار المهرجان، «بيت الشعر» الذي توسط الخيمة الكبرى المخصصة للمسابقات التراثية، وفيه تجلت مظاهر الحفاوة والكرم الإماراتي من خلال تقديمه للقهوة العربية للزائرين لدى جلوسهم لأخذ قسط من الراحة داخل البيت. كما تشارك مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة في فعاليات معرض مهرجان ليوا السابع للرطب، بجناح يعرض من خلاله لنشاط المؤسسة وجهودها لتقديم خدمات الرعاية الإنسانية والاجتماعية للفئات المشمولة برعايتها من ذوي الإعاقة والأيتام على مستوى إمارة أبوظبي. في هذا السياق، قالت مريم القبيسي، رئيسة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة بالمؤسسة، إنه انطلاقاً من غاية حكومة أبوظبي في القطاع الاجتماعي الرامي إلى تحقيق الاندماج الاجتماعي، وتشجيع بناء مجتمع تتوفر فيه فرص متساوية للجميع، وتوافقاً مع رؤية المؤسسة في أن تكون حائزة على ثقة المجتمع وتتميز بالكفاءة في تحقيق أهداف وآمال فئاتها من ذوي الإعاقة والأيتام ليصبحوا أفراداً فاعلين بالمجتمع، يأتي حرص مؤسسة زايد العليا على المشاركة في فعاليات مهرجان ليوا السابع للرطب. وأضافت «استناداً إلى المبادرة الاستراتيجية التي تنص على توفير خدمات تعليم وتأهيل ودمج المعاقين بما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية، تأتي مشاركة المؤسسة في فعاليات المهرجان تجسيداً لسعيها نحو تقديم أرقى سبل الرعاية والاهتمام والمتابعة، ومواكبة الجهود التي تبذلها قيادتنا الرشيدة للنهوض بأوضاع ذوي الإعاقة، ومضاعفة رعايتهم وتأهيلهم وإدماجهم في المجتمع للمشاركة في مسيرة التطور والتنمية الحضارية».. وتابعت إن المشاركة تأتي كذلك انطلاقاً من الدور الإعلامي لأداء المؤسسة لأهدافها ورسالتها الإنسانية والذي يحظى باهتمام إدارتها العليا، إيماناً منها بالشراكة الحقيقية التي تربط عمل المؤسسة وجهودها وكافة وسائل وأجهزة الأعلام، وهو ما انعكس بصورة إيجابية على إبراز النشاط والجهود المبذولة لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة وكذلك فاقدي الرعاية الأسرية على مستوى أبوظبي. بصمة إيجابية أكدت القبيسي أن المؤسسة لديها خطط مبرمجة للتواجد في الكثير من الفعاليات والمناسبات والمعارض، كما أنها من أوائل المؤسسات والهيئات الحكومية التي تشارك بإيجابية في المناسبات الوطنية، وتتيح المجال أمام أبنائها المشمولين برعايتها من ذوي الإعاقة وفاقدي الرعاية الأسرية للإسهام في هذه المشاركات، ووضع بصمة إيجابية تعبر عنهم موجهين رسالة إلى الجميع بأنهم تمكنوا من تحدي الإعاقة، وأنهم قادرون على العطاء. وأوضحت أن المؤسسة تعرض في جناحها بالمهرجان وللمرة الأولى لنماذج متنوعة من إنتاج منتسبيها الملتحقين بورش العمل والتأهيل المهني في أبوظبي والعين، والبالغ عددها 18 مركزاً، تدرب ذوي الإعاقات ليكونوا مؤهلين في العمل بالمصنع مع نهاية عام 2012، علماً بأن المراكز الموجودة تخدم 171 طالباً و84 طالبة في أبوظبي، و115 طالباً وطالبة في العين في المراحلة العمرية من 15 عاماً فما فوق. ولفتت القبيسي إلى أن مشروع ورش العمل والتأهيل المهني الذي تتبناه المؤسسة لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الفني GIZ، وبإشراف من المجلس الألماني الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة (AHK)، انطلق رسمياً عام 2007 لتدريب ذوي الإعاقة على المهن الحرفية كصناعة النسيج والحدادة والنجارة والتحف وتغليف الهدايا والشمع والإلكترونيات والكهرباء، لإنشاء جيل جديد من الحرفيين المهرة من ذوي الإعاقة لدمجهم في المجتمع، ودفعهم إلى الإسهام في دفع عجلة التنمية، ووصلت منتجات تلك الفئات إلى أعلى مستوى من الرقي والجودة ولاسيما ورشة تصنيع الشمع التي بدأت مؤخراً في توريد منتجاتها إلى عدد من الفنادق العالمية. ويأتي المشروع تنفيذاً لتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، القاضية بتطوير مجمل الخدمات التي تقدم لذوي الإعاقة. أهداف المشاركة ذكرت القبيسي أن جناح المؤسسة بالمهرجان يضم نماذج من مطبوعات وإصدارات إعلامية متنوعة للمؤسسة بكافة قطاعاتها في إطار جهودها المنصبة نحو أفضل خدمات الرعاية والتأهيل على مستوى العالم تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة. وأشارت إلى سعى المؤسسة بجهود العاملين بها للوصول إلى أفضل المستويات الأداء الوظيفي والسعي الدؤوب إلى تأهيل وتنمية المهارات والإبداعات لدى منتسبيها، وتقديم أفضل الخدمات لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة والقُصّر والأيتام لدمجهم بأفضل السبل في المجتمع. كما تعرض المؤسسة في الجناح الخدمات التي تقدمها لفئات ذوي الإعاقة وفاقدي الرعاية الأسرية سعياً لتحقيق هدفها الرئيسي بالعمل على دمج تلك الفئات في المجتمع، ومنها خدمات العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وعلاج النطق للفئات الخاصة ما كان له أثر بارز في إبراز خدمات المؤسسة، ونشر الوعي بين رواد المعرض، كما تم توزيع منشورات تثقيفية منوعة. وقالت القبيسي إن الأهداف الاستراتيجية للمشاركة تشمل تعريف أفراد المجتمع المحلي والإقليمي والعالمي بالدور الإنساني لعمل المؤسسة ورسالتها وما تقدمه من خدمات متنوعة للفئات التي ترعاها، والعمل على إبراز إمكانات وقدرات وإبداعات الفئات التي ترعاها، وتسهيل عمليات دمجهم في قطاعات التعليم العام، وتسليط الضوء على نجاح عملية الدمج، إضافة إلى السعي نحو خلق شراكات جديدة ومتنوعة مع الدوائر والهيئات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وإبراز المشاريع الجديدة للمؤسسة . الموظف الشامل من المشاركات المجتمعية المتميزة في مهرجان هذا العام، وجود ركن خاص لمركز «تم»، قال عنه صالح البريكي، الضابط الإداري في «تم» إن «من أهم أهداف المشاركة، تعريف أهالي المنطقة الغربية بالمركز، والخدمات التي يقدمها إلى الجمهور، ومن أهمها إنجاز جميع المعاملات الحكومية تحت سقف واحد وبأقل وقت مع سرعة في الإنجاز ودقة في إجراء المعاملات». وكشف عن وجود أربع وستين خدمة تشمل جميع الإدارات من تراخيص البناء والعقارات وإدارة الحدائق وإدارة الخدمات البيئية والاجتماعية، ويتم إنجاز هذه الخدمات جميعاً من خلال البرنامج المتميز، الذي استحدثه مركز «تم»، ويحمل اسم برنامج «الموظف الشامل»، الذي يقوم باستقبال جميع المعاملات ويقوم بإنجازها تبعة للرؤية العصرية للمركز، والمتمثلة في ضرورة توفير أرقى الخدمات للجمهور في كافة المجالات. وأشار البريكي إلى أن تواجدهم في المهرجان يتيح إنجاز كثير من الخدمات للمواطنين كبار السن، من خلال خدمة «عونك»، التي تستمر طيلة أيام المهرجان، وتقوم على ذهاب الموظف الشامل بنفسه إلى صاحب العلاقة في المنزل وجمع الأوراق المطلوبة حسب نوع المعاملة وإنهائها في المركز، ثم يقوم بإرجاعها لصاحب العلاقة مرة أخرى إلى المنزل، موضحاً أن هذه الخدمة مخصصة فقط لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ولا تتوافر في أي من مراكز تم سوى في مدينة ليوا فقط. مصنعان لتشغيل المعاقين في الغربية كشفت مريم القبيسي، رئيسة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة بمؤسسة زايد العليا، عن عزم المؤسسة افتتاح ورش للتأهيل المهني لذوي الإعاقة في ثلاثة مراكز تابعة لها في المنطقة الغربية في مدينة زايد وغياثي والسلع، بهدف تشغيل وتأهيل ذوي الإعاقة، وكذلك العمل على بناء مصنعين لذوي الإعاقات في أبوظبي والمنطقة الغربية، على أن يتم بدء عملية الإنشاءات مطلع العام المقبل، مشيرة إلى أن مهمة المصنع، المزمع إنشاؤه بالشراكة مع الشركة العامة القابضة لمصنع أبوظبي وشركة الحفر الوطنية (فيرتيل) في المنطقة الغربية، تصنيع الآلات ووضع خطوط إنتاج تتناسب وإعاقات الأفراد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©