السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصعب بن عمير .. سفير الرسول

12 يوليو 2015 22:15
محمد أحمد (القاهرة) مصعب بن عمير بن هاشم، صحابي جليل، يكنى بأبي عبد الله، ويطلقون عليه «مصعب الخير»، أمه خناس بنت مالك ينتهي نسبها إلى لؤي، أكثر أهل مكة ثراء وجاهاً ومالاً وقوة في الشخصية والمكانة، لها في كل قافلة إلى اليمن أو الشام أموال وأحمال وبضاعة وإبل، وكانت تنفق بسخاء على مصعب. كان مصعب أحد فتيان مكة المنعمين فمظهره وزينته يدلان على الثراء والنعيم، وأمه تكسوه أفخر الثياب ويفوح منه شذى عطوره، عُرف بالفتى المعطر، يحبه ويحترمه الجميع، كان متواضعاً وأخلاقه حميدة فضلاً عن حكمته، وكان كبقية أهل مكة يعبد الأصنام ويذهب للكعبة للطواف حولها. استجاب مصعب لدعوة التوحيد في العام التاسع قبل الهجرة وأعلن إسلامه وآمن بمحمد لما كان يعرف عنه من صدق وحكمة ورجاحة عقله، فعندما اتخذ طريقه سراً إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم ليستمع للنبي وسط أصحابه تفتح قلبه للإسلام، فكان من السابقين الأوائل إليه. اكتشفت أسرته أسلامه، وتغيرت أحواله من الفتى الثري المعطر المنعم المشرق الوجه إلى المؤمن الزاهد الصابر، فجاع وتعذب في سبيل الله، وحاولت أمه وقومه بكل الوسائل أن يعيدوه إلى دينهم، فقيدوه بوثاق متين وسجنوه في داره يلقون إليه ببقايا طعامهم وما بلي من ثيابهم حتى ضعف جسده واعتلّت صحته، ورغم هذا رفض أن يجبيهم مصراً على إيمانه. استطاع مصعب أن يهرب من سجنه ويهاجر إلى الحبشة مع المسلمين، فعاش سعيداً بإيمانه مطمئنا على نفسه، ولما أحس بالحنين لرؤية الرسول صلى الله عليه وسلم عاد إلى مكة. علم أهل يثرب بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى دين جديد، فقرر بعضهم أن يلتقوا بالنبي ليتعرفوا منه على حقيقة هذه الدعوة، وفي موسم الحج انتهز اثنا عشر رجلاً منهم الفرصة والتقوا الرسول سراً عند العقبة، فاقتنعوا بدعوته وأيقنوا أنه النبي الذي كثيراً ما سمعوا من اليهود باقتراب ظهوره في الحجاز فبايعوه على نصرته، وطلبوا من النبي أن يرسل معهم أحد أصحابه ليفقههم في دينهم ويعلمهم القرآن الكريم، فكان مصعب بن عمير هو سفير الرسول إلى أهل يثرب «المدينة المنورة» لما كان يعرفه النبي عنه من عمق إيمانه وحسن تفقهه في دينه وقدراته على الإقناع، فضلًا عن رجاحة عقله. نزل مصعب ضيفاً في دار «أسعد بن زرارة»، وكان من بين الاثني عشر رجلاً الذين بايعوا الرسول وكان الكثيرون يفدون للاستماع لحديث مصعب وينصتون إلى القرآن الكريم ويناقشونه في شؤون دينهم ويسمونه «المقرئ». استطاع مصعب بحكمته وحسن كلامه ولباقته أن يقنع كثيراً من الناس بدعوة الإسلام، ولما هاجر النبي وصاحبه أبو بكر إلى المدينة، وكان ابن عمر وابن أم مكتوم على رأس مستقبلي الرسول بالمدينة المنورة، استولى كفار قريش على أموال ومتاع ودور المهاجرين، فكان على المسلمين حربهم في بدر وحمل مصعب لواء في المعركة التي انتصر فيها المسلمون. في يوم أُحد أعطى الرسول لواءه لمصعب تقديرا لبطولته، ولما هجم الكفار على موقع النبي صلى الله عليه وسلم، سارع مصعب مع غيره من الصحابة للدفاع عنه وهتف: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ...)، «سورة آل عمران: الآية 144»، ووقف في وجه ابن قميئة الليثي أحد فرسان قريش الذي حاول قتل الرسول. استشهد مصعب في هذه المعركة وهو يدافع عن النبي، فقال صلى الله عليه وسلم لما رآه مقتولا في برده: «لقد رأيتك بمكة وما بها أحد أرق حلة ولا أحسن لمة منك، ثم أنت شعث الرأس في بردة»، ودعا له وقرأ «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً»، أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم وسلموا عليهم، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه. استجاب لدعوة التوحيد في العام التاسع قبل الهجرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©