الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حلي الربيع» تسخّر تقنيات الليزر والنانو لصياغة تفاصيلها

«حلي الربيع» تسخّر تقنيات الليزر والنانو لصياغة تفاصيلها
17 يوليو 2011 19:30
حفر فنان الحلي اليدوية د. سامي محروس اسمه في عالم الموضة والأناقة المترفة بأحرف من الذهب والفضة، فقد أصبحت إبداعاته المتفردة من المصاغ اليدوي محط اهتمام عشاق الفن الرفيع في العالم العربي، وتخطت نجاحاته الحدود ليحصد العديد من الجوائز المحلية والدولية في مجال تصميم الحلي والمجوهرات. واختار محروس أن يطرح أعماله تحت اسم “حلي من بلدي” لتغزو عواصم العالم ممهورة بتوقيعه. مؤخرا، طرح فنان الحلي اليدوية د. سامي محروس أحدث مجموعاته من الحلي التي أطلق عليها اسم “حلي الربيع”، وهي قطع مميزة تكاد تنبض بالحياة والحركة، وتفيض ترفا وإبهارا واستولت المجموعة على إعجاب سيدات المجتمع الراقي اللاتي يبحثن عن التفرد، من خلال حلي لها طابع ساحر تجمع بين القيم الجمالية في التصميم والموديلات المبتكرة والقيمة المادية، عبر انتقائه للأحجار ذات الجودة العالية والنقاء، فعكست التصاميم المستوى التقني والحرفية التي وصل إليها الفنان، من خلال محاكاته للطبيعة بكل عناصرها وتطويعها في تشكيلات فنية بديعة. تنوع الأفكار ضمت المجموعة كوليهات وأقراطاً وخواتم وبروشات ودلايات من الذهب والفضة مطعمة بالأحجار المصقلة الكريمة وشبه الكريمة، وتنوعت الأفكار والموديلات لتلبي احتياجات المرأة في العديد من المناسبات وظهرت قطع الحلي، وكأن كلاً منها تروي قصة إنسانية أو تسجل أحد مشاهد الحياة في ربوع مصر، وبعضها يعكس رؤية الفنان وتأملاته للكون والطبيعة بكل مفرداتها وعناصرها من نباتات وزهور وكائنات حية، مثل الأشخاص والطيور والحيوانات المحبوبة كالدببة أو الطاووس وفرس النهر وغيرها. وكشفت الحلي عن الأساليب الفنية والتقنيات المتعددة، التي لجأ إليها الفنان، وهو يتعامل مع الذهب والفضة بحرفية عالية ومهارة يدوية مميزة، حيث ظهر أسلوبه المتفرد في استخدام الطرق بالأقلام “الربوسيه” والسباكة الدقيقة بالشمع، وكذلك تعامله مع الأحجار، وتباينت ملامس الحلي لتظهر الحس النحتي للفنان في العديد من التصاميم، وظهرت التقنيات الحديثة التي أضافها لتثري بدورها الحلي مثل الأساليب غير التقليدية في ترصيع الأحجار الكريمة، وكذلك معالجة الأسطح المعدنية واستخدام علوم الليزر والنانو تكنولوجي في عمل نماذج الحلي. نبع الإلهام وعن النبع الذي يستلهم منه أفكاره، يقول محروس، أستاذ ورئيس قسم المنتجات المعدنية والحلي بكلية الفنون التطبيقية/ جامعة المنصورة “من تأملي للطبيعة بكل عناصرها عشقت التراث الفني والحضاري، سواء ما ينتمي منه للحضارة المصرية القديمة أو ما يضمه المصاغ الفرعوني من أفكار ثرية، أو الحضارة الإسلامية بكل فنونها مثل الخزف والمشربيات والنحاس والزجاج، فضلا عن الحياة المعاصرة وزمن الآلة والحركة السريعة”، مشيرا إلى أن الفنان ابن عالمه الكبير، ولا ينفصل عن تأثيرات بيئته المحيطة والقريبة منه. ولا يمكن أن تغفل الحالة المزاجية والنفسية، حيث يمر الفنان بحالات سعادة وحزن ورجاء ورغبة في التقرب إلى الله، وكل ذلك يتفاعل في وجدانه لينعكس على أعماله. ويضيف أن بعض التصاميم التي تحمل أدعية وموتيفات شعبية وغيرها محاكاة لمملكة النباتات والزهور. وحول سبب اعتماده على أساليب وتقنيات متعددة في التعامل مع الفضة أو الذهب، يقول “أحرص على الاطلاع على كل جديد في مجال الحلي إلى جانب متابعة البحث العلمي والأكاديمي ومتابعة العديد من المعارض الدولية، ما يتيح لي التعرف على أحدث التجارب في مجال صياغة الحلي والأساليب المبتكرة في صياغة المعادن وسباكتها، وأرصد الاتجاهات السائدة في الموضة العالمية”. ملامح حية يقول محروس “منذ سنوات أشارك في صنع الحلي من خلال تصاميم لبعض الشركات العالمية، وهو ما انعكس على عملي، ومع كل قطعة حلي أحاول استنباط أساليب جديدة في هذا العالم الذي يتطور بشكل دائم وسريع”، مؤكدا أن الدراسات العلمية التي يشرف عليها لدرجتي الماجستير والدكتوراه لتطوير مجال الحلي تعتمد على أحدث التقنيات المعاصرة لتصميم الحلي. وحول اختياره لاسم “حلي الربيع” لمجموعته، يقول “وجدت الاسم مناسباً لأفكار المجموعة ومعظم التصاميم يظهر فيها تأثري بفصل الربيع بما فيه من ملامح النباتات والزهور والطيور، وهناك قطع مختلفة فيها موضوعات متنوعة”. ويؤكد أن أسلوبه في انتقاء الأحجار، من حيث النوع واللون والحجم والشكل، يعتمد على عدة عناصر يحددها التصميم والفكرة، ومدى التناغم والانسجام بين لون وحجم وشكل الحجر مع التصميم، والتأثير الفني الذي يحققه وبعض التصاميم يمكن أن تقبل أكثر من حجر، مشيرا إلى أنه استخدم العديد من الأحجار منها اللؤلؤ والأماتيست والعقيق والأونكس والجات والسترين والروبي والفيروز. التنقل بين الطرز يبرر فنان الحلي اليدوية د. سامي محروس تنقله بين أكثر من طراز فني بعضها قديم والآخر معاصر، قائلا “أعشق التحرر من القيود، وأنا أضع أفكاري أراعي المرأة التي ترتدي تلك الحلي، وهي من أعمار مختلفة ولأوقات ومناسبات متنوعة، لكن هناك قواعد فنية وأصولا علمية لابد من مراعاتها عند اختيار تصميم معين، فإذا كان الطراز عثمانيا أو فرعونيا يجب اتباع الأساليب المتسقة مع روح التصميم من ناحية التعامل مع المعدن أو انتقاء الحجر الملائم له، وكذلك أساليب الزخرفة والتشكيل أو الحفر”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©