الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مصطفى عبدالمعطي «ينحت» هموم الإنسان

12 يوليو 2015 23:35
مجدي عثمان (القاهرة) يمارس الفنان التشكيلي مصطفى عبدالمعطي المدير الأسبق للأكاديمية المصرية للفنون بروما، هوايته وغوايته الثانية في مجال النحت، بعد أكثر من ثلاثة عقود احترف خلالها فن التصوير أو كما يطلق عليه بعض النقاد «الرسم الملون»، وذلك كتخصصه الأكاديمي الرئيس دراسة أو تدريسا، وممارسة، وربما يستغرب الكثيرون انتقال عبدالمعطي لفن النحت، ذلك الذي يحتاج إلى المجهود العضلي والصبر، بعد أن تجاوز السبعين من عمره، إلا أن عدم انفصال أعماله النحتية الأخيرة في معرضه بقاعة الفن بالزمالك، وهي التجربة الثانية لعرضه بالقاعة نفسها، عن عناصر أعماله التصويرية يؤكد حضور الفكرة في ذهنه قبل التنفيذ بزمن ليس بالقريب، كما يوضح بساطة التنفيذ من حيث المسطحات المستوية في أشكال المكعب والنجمة الرباعية والهرم، وارتباطها بالدائرة أو الشكل الكروي، وتلك العناصر هي نفسها التي اشتغل عليها سنوات عديدة في أغلب لوحاته، وهي بالأساس نماذج مبسطة لأشكال وعناصر مستوحاة من التراث البيئي والحضاري لمصر. ويقول عبدالمعطي: إن هذه الأعمال محاولة للكشف عن قيمة المجال الجمالي للعنصر، والذي لا حدود له، فقط علينا أن نفسح الطريق له ليشع نوراً يملأ حياتنا، ويقهر الظلام الذي يحيط بالإنسان المعاصر. ويوضح أنه لا يمكن أن نضع العنصر بين أقواس وهمية مغلقة خانقة لإمكاناته في بث القيم الجمالية، وإنه كلما تغيرت العلاقة بين العناصر أعطت أبعاداً جمالية لعالم جديد يحققها المجال الجمالي لكل العناصر المشكلة للعمل الفني مجتمعة، وأن الأعمال المعروضة هي برهان لهذه الرؤية، وانه حينما تتجول بين تلك الأعمال يتملكك الإحساس بأنك تعيش بين أفراد أسرة واحدة يجمعها في بعض الأحيان أجزاء من التشابه، مما يجعلك إذا ما أنصت إليها تسمع حواراً وهمساً يساعد الإنسان المعاصر على احتمال ضغوط هموم الحياة التي يعيشها، وذلك بأن تحقق له احتياجاً أساسياً مهماً بإحاطته بالجمال، ذلك الذي يسكن الإنسان بالطبيعة والفطرة، وإن المتلقي عليه فقط أن ينصت للنداء الذي ينطق به العمل الفني. ويرى عبدالمعطي أن الإنسان المعاصر يعيش حالة من الشك الدائم بعد أن انتهى عهده باليقينية، ويعيش عصراً ليس فيه ثوابت، وأصبح التغير الدائم هو قانون الحياة، ومن ذلك تسرب الشك إلى كل شيء، وما كان يعتقد أنه حقيقة، ثبت وبالدليل القاطع أنها مسألة نسبية، فليست هناك حقيقة مطلقة في العصر الحديث. ويوضح أن ذلك هو قانون عصر العلم، الذي يعتمد على الشك دائما، فليست هناك ثوابت في العلم، وأن الإبداع يعيش بالضرورة تلك الحالة وجدانيا وعقليا في الوقت ذاته، وبذلك انتهى العصر الذي كان الفن يعبر عن مذهب أو أسلوب، بل أصبحت الحالة الإبداعية رؤية لفنان يعيش عصرا تموج فيه الأفكار المتناقضة، والتي تعصف به بين لحظة وأخرى. ويقول عبدالمعطي: إن حكايته مع تجربة معرضه الثاني في النحت تبدأ بطرح مفردات لغة الشكل على مائدة الحوار، وهي كل الأشكال التي قد يتكون منها عالم التجربة، ويبدأ حوار التعارف والتآلف بينها، حيث يقترب عنصر من آخر، وينجذب عنصر إلى غيره من عناصر العمل، وهنا تبدأ لبنة البناء الأولى للعمل الفني، ونرى في بعض الأحيان الكرة تتخلى عن هيبتها التي يشكلها حجمها، والذي ينم عن ثقل كبير، وتتسطح وتتخذ شكلاً دائرياً للتعايش مع العناصر الأخرى، والشكل الهرمي أو الهرم عندما يتشكل في هيئة مثلث، وبالتبعية المكعب في هيئة مربع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©