الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رينجرز وسلتيك.. ديربي «الأخوة الأعداء»

رينجرز وسلتيك.. ديربي «الأخوة الأعداء»
30 ديسمبر 2016 20:52
جلاسكو (أ ف ب) تجمع خصومة فريدة ناديي سلتيك ورينجرز الإسكتلنديين، تمزج بين الشغف المرافق لمباريات كرة القدم، والعداوة العائدة إلى أكثر من قرن. لا يصنف ناديا مدينة جلاسكو في مصاف الكبار أوروبيا، وسجلهما القاري متواضع، إذ فاز سلتيك بلقب كأس الأندية الأوروبية البطلة عام 1967، ورينجرز بلقب كأس الكؤوس الأوروبية عام 1972. إلا أن مواجهات الناديين دائما ما تكون مميزة، ما يجعلها محط اهتمام الكثيرين حتى خارج اسكتلندا. ولا تقتصر المنافسة على الكرة، بل تتعداها للسياسة والثقافة، ما يمنح الدربي أهمية مضاعفة. ولعل أدق وصف لشعور المشاركة في دربي «اولد فيرم»، يعود للراحل ساندي جاردين، لاعب رينجرز بين 1965 و1982. وقال «لا يمكن العثور على مثيل للصخب والشغف» اللذين يرافقان المباراة، مضيفا «كنت محظوظاً بما يكفي لمشاهدة مباريات دربي عالمية، وليست هناك أي مواجهات مماثلة. عندما تدخل النفق المؤدي إلى الملعب، يصدمك مستوى الصخب الذي يتجاوز بفارق كبير المباريات العادية، أو حتى المباريات النهائية لمسابقات الكؤوس». وسيكون الاسكتلنديون على موعد جديد اليوم مع الدربي الرقم 404 بين فريقين أحرزا في ما بينهما 101 لقب في الدوري من أصل 120. ويحل سلتيك بطل المواسم الخمس الماضية، ضيفا اليوم على رينجرز في معقله «ايبروكس ستاديوم». ويدخل رينجرز المباراة متخلفاً، بعد 20 مرحلة، بفارق 16 نقطة عن غريمه المرشح للقبه السادس تواليا. وسيحتشد أكثر من 50 ألف متفرج في مدرجات الملعب التواق للدربي الغائب منذ 2012 بسبب هبوط رينجرز للدرجات الدنيا إثر إفلاسه. وتأمل جماهير رينجرز في ألا يلقى ناديها مصيرا مشابها لمباراة المرحلة الخامسة من هذا الموسم، حينما مني بهزيمة قاسية (1-5) في ضيافة خصمه على ملعب «سلتيك بارك». وتعود المباراة الأولى بين الفريقين إلى 28 مايو 1888، وكانت ودية أقيمت بدعوة من سلتيك. ويقول المؤرخ والمتخصص بشؤون سلتيك ديفيد بوتر «عندما انطلق الدوري، كانت العلاقة جيدة جداً بين سلتيك ورينجرز. لم تتدهور الأمور إلا في العشرينات من القرن الماضي)». تأسس سلتيك في نوفمبر 1887 على يد اندرو كيرينز، كمبادرة خيرية تخفف حدة الفقر في أوساط المهاجرين الأيرلنديين الذين قدموا إلى جلاسكو في زمن «المجاعة الكبرى» في العقد الخامس من القرن التاسع عشر. وكان يؤمل أن يكون النادي رمزا يفخر به هؤلاء المهاجرون الذين يعانون الظروف القاسية. أما رينجرز، فأسسته الغالبية البروتستانتية العاملة في اسكتلندا. ويوضح المؤرخ المتخصص بشؤون النادي روبرت ماكلروي «كان ثمة شعور داخل المجتمع الاسكتلندي بالحاجة لتأسيس ناد تكون قاعدته من المجتمع الاسكتلندي التقليدي بهدف منافسة سلتيك». ولم تقتصر حدة الخصومة على أرض الملعب، بل انعكست خارجه حوادث دامية بين المشجعين، وصلت أحيانا إلى حد القتل. واضطرت الحكومة الاسكتلندية للتدخل مراراً على خلفية مباريات الدربي، وأقرت في 2012 قانوناً يجرم التصرفات المسيئة في كرة القدم، بعد عام من دربي شهد اضطرابات واسعة. ويهدف القانون للحد من العصبية في الملاعب، إلا أن مشجعي الفريقين اتحدوا - ولو استثنائيا - على رفضه. وعلى رغم العلاقة المتوترة، يتكامل الفريقان في جوانب عدة، أبرزها المالي، اذ يستحوذان على معظم القدرات المالية للكرة المحلية. كما أن منافستهما، تدفع كل منها لتطوير أدائه للتفوق على الآخر. ويقول المؤرخ بوتر «عندما هبط رينجرز إلى الدرجات الأدنى)، أعتقد صراحة أن سلتيك اشتاق إليه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©