السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السيسي: «المبادرة المصرية» فرصة حقيقية لحل أزمة غزة

السيسي: «المبادرة المصرية» فرصة حقيقية لحل أزمة غزة
3 أغسطس 2014 18:25
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، أن المبادرة التي عرضتها مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين «حماس» وإسرائيل ما زالت قائمة، وتشكل «فرصة حقيقية» لايجاد حل للأزمة في غزة وإيقاف نزيف الدم، بعد أن خلفت الحرب المحتدمة منذ 7 يوليو الماضي، آلاف القتلى والجرحى وتسببت بدمار هائل، لافتاً إلى أن «الوقت حاسم، لابد من استثماره وبسرعة لإيقاف إطلاق النيران»، وحذر من أن فقدان الوقت وهذه الفرصة يؤدي إلى مزيد من تعقيد الأمور. ووسط استعدادات في القاهرة لمفاوضات يفترض أن تنطلق اليوم بمشاركة طرفي النزاع والوسطاء، واتصالات أميركية مع كل من قطر وتركيا، قررت تل أبيب بعد اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة أمس، عدم إرسال وفد في الوقت الحالي إلى العاصمة المصرية لإجراء المباحثات بشأن وقف النار متعللة بعدم جدية «حماس»، بحسب مسؤول كبير ووسائل إعلام عدة على خلفية خطف الجندي الإسرائيلي بمعبر كرم أبو سالم ليل الخميس الجمعة، بينما وصل الوفد الفلسطيني الموحد إلى القاهرة مساء أمس. وفي وقت لاحق مساء أمس، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الجيش سيواصل عملياته ضد «حماس» في القطاع «طالما تطلب الأمر ذلك. . وبكل ما يلزم من قوة». وتوعد نتنياهو باستمرار القتال لحين تدمير الأنفاق بشكل كامل ومن ثم سيتحرك الجيش الإسرائيلي وفقاً للاحتياجات الأمنية والدفاعية، لإعادة الأمن لمواطني إسرائيل، وتوعد «حماس» بدفع ثمن باهظ إذا ما استمرت في القتال، مؤكداً أن الجيش سيبقى في القطاع. وسارعت «حماس» للرد على تهديد نتنياهو قائلة إنها ستستمر في المقاومة لحين تحقيق أهدافها، واصفة خطاب نتنياهو بأنه «موتور». واعتبرت «حماس» التي أعلنت أنها لا علم لها بموضوع ومكان الجندي المخطوف مرجحة مقتله بكمين قرب رفح، أن قرار الحكومة الإسرائيلية بعدم إرسال وفد للتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق نار دائم في القطاع يمثل «استخفافاً بالجهود الدولية والعربية وإمعاناً بالإجرام ضد شعبنا». في حين دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بوقف مجازرها في قطاع غزة، وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة التي لن تحقق العدالة لأبناء الشعب الفلسطيني، ولن تنتصر لدماء الأطفال الأبرياء، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية ماضية في طريقها لمحاكمة إسرائيل دولياً على جرائمها بحق أبناء القطاع والضفة. كما طالب الحمد الله المجتمع الدولي، لا سيما اللجنة الرباعية ومجلس الأمن، بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية بإنقاذ الفلسطينيين من هذه الكارثة. وقال السيسي في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي «المبادرة المصرية هي فرصة حقيقية لإيجاد حل حقيقي للأزمة في غزة وإيقاف نزيف الدم». وأضاف أن «الوقت حاسم، لابد من استثماره وبسرعة لإيقاف إطلاق النيران وإيقاف نزيف الدم الفلسطيني»، متابعاً أن «فقدان الوقت يؤدي إلى مزيد من تعقيد الأمور». وشدد السيسي على ضرورة أن «ننتهز الظرف الصعب ونقول إن لدينا فرصة حقيقية لننهي الأزمة الحالية ونبني عليها حلًا شاملًا للقضية الفلسطينية». ودافع السيسي عن المبادرة المصرية قائلًا إن «المبادرة تتيح فرصة حقيقية للتهدئة ولدخول المساعدات ومن ثم المفاوضات». وقال السيسي هذه ثالث مرة يحصل نزيف دم للفلسطينيين مشيراً للمواجهتين السابقتين بين «حماس» وإسرائيل في 2008 و2012. وأضاف أن المبادرة قائمة وقادرة على حل المشكلة مشيراً إلى أن الجهود المصرية مستمرة منذ بداية الأزمة وهناك أشياء يتم الإعلان عنها فيما يخص الاتصالات المصرية مع كافة الأطراف وهناك ما لا يعلن عنه. وأوضح أن جوهر المبادرة يسمح بعدم وجود أي عقبات لوقف نزيف الدم الفلسطيني، مشيراً إلى أنه تم إطلاق المبادرة قبل الاجتياح البري من إسرائيل وقبل ارتفاع عدد القتلى بهذا الشكل وعدد المنازل التي دمرت. وأيد رينزي المبادرة المصرية لحل الأزمة ودعا لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي اتهمت تل أبيب «حماس» بخطفه لكن الجناح العسكري للحركة نفى ذلك. وقال رينزي إن «إيطاليا تدعم المبادرة المصرية للهدنة في غزة»، مشدداً على أنها «الإمكانية الوحيدة» للخروج من هذه الأزمة. في هذه الأثناء، قررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية بعد اجتماع لها أمس، عدم إرسال وفد في الوقت الحالي إلى القاهرة للمشاركة في المباحثات الرامية لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، والمقرر انطلاقها اليوم في القاهرة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن «التوصل إلى ترتيبات لوقف النار أمر لا يهم (حماس) التي لا تفعل سوى الاستهزاء بالمجتمع الدولي» مشيرة إلى قرار عدم إرسال وفد إلى القاهرة نقلًا عن مسؤول سياسي كبير. وكان من المقرر إجراء المباحثات في القاهرة بعد الإعلان ليل الخميس الجمعة عن وقف إطلاق نار وافقت عليه للمرة الأولى كل من إسرائيل و«حماس». وكان يفترض أن يجري الإسرائيليون والفلسطينيون بشكل منفصل، مع المصريين هذه المباحثات التي تضم أيضاً الأميركيين وذلك من أجل التوصل إلى وقف دائم للقتال. لكن الهدنة سرعان ما انهارت بعد ساعات قليلة من بدء سريانها صباح الجمعة وتم تأجيل مباحثات القاهرة. واتهم المسؤول الإسرائيلي الذي طالب بحجب اسمه، «حماس» بتضليل الوسطاء الدوليين. وقال المصدر إن «حماس أثبتت عدم مسؤوليتها وعدم مصداقيتها من خلال الأحداث الأخيرة ( في إشارة إلى خطف الجندي) مضيفًا أنه آن الأوان أن يدرك ذلك المجتمع الدولي، بحسب الإذاعة الإسرائيلية. من ناحيته، قال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، إن السلطة الفلسطينية أرسلت وفدها إلى القاهرة للمشاركة في المحادثات برغم انهيار وقف إطلاق النار. وتابع لشبكة «سي إن إن» بقوله أمس «نأمل أن يقنع وزير الخارجية الأميركي جون كيري إسرائيل بإرسال وفد». وأضاف «ينبغي لهم الذهاب إلى القاهرة لإثارة القضية ككل»، في إشارة إلى ادعاءات إسرائيل حول فقدان الجندي. وتابع «هذه هي الفرصة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن يتم منح فرصة لوقف إطلاق النار». وفي وقت سابق أمس أعلنت «كتائب القسام»، أنه لا علم لها بموضوع الجندي الإسرائيلي المفقود شرق رفح ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه. وقالت الكتائب في بيان نشرته وكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية «لقد فقدنا الاتصال بمجموعة المجاهدين التي تواجدت في أحد الكمائن خلال توغل الاحتلال شرق رفح، ونرجح بأن جميع أفراد هذه المجموعة قد استشهدوا بالقصف الإسرائيلي وربما قتل الجندي في كمين». بالتوازي، طلب كيري من قطر وتركيا المساعدة في إطلاق سراح الجندي المخطوف بحكم علاقاتهما مع «حماس»، فيما لم يتضح ما إذا كان وفد أميركي سيشارك في مفاوضات القاهرة. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين «وجهنا لهما (الدوحة وأنقرة) دعوة ومناشدة لاستخدام نفوذهما وفعل كل ما يمكنهما فعله لإعادة الجندي. . وإذا لم يحدث هذا فإن خطر استمرار التصعيد وفقدان المزيد من الأرواح كبير للغاية». وقال كيري إن المجتمع الدولي يجب أن «يضاعف جهوده الآن لوقف هجمات الأنفاق والصواريخ من قبل إرهابيي (حماس) على إسرائيل والمعاناة وخسارة الأرواح». وذكرت تركيا أنها ستفعل ما بوسعها للمساعدة لكنها أكدت على أن الهدنة يجب أن تكون أولوية وعبرت عن قلقها من ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين. ( عواصم - الاتحاد، وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©