الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسرحية «زايد والحلم» تبهر المشاهدين في مسرح إيزنهاور

مسرحية «زايد والحلم» تبهر المشاهدين في مسرح إيزنهاور
17 يوليو 2011 19:34
مجدداً تتقدم “مسرحية زايد والحلم” لتأخذ مكانها على أرقى مسارح العالم، ومجدداً يحتشد الجمهور من جنسيات مختلفة ليتابع تفاصيل سيرة حياتية لقائد تاريخي استثنائي، أمثولة زاخرة بالعبر، وحياة عابقة بالإنجاز، ومسيرة يحيط بها المجد من جوانبها كافة. للمرّة الأولى، وبعد سلسلة من العروض العربية والدولية الناجحة التي أقامتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لمسرحية “زايد والحلم” في أبوظبي وبيروت وباريس ولندن ودبي. استضافت الولايات المتحدة الأميركية مساء يومي 15 و 16 يوليو الجاري عرضين لهذا الإنجاز المسرحي الذي يروي قصة اتحاد الإمارات، ودور مؤسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في بناء الدولة ونهضتها الحضارية، وذلك على مسرح إيزنهاور بمركز كينيدي في واشنطن، حيث أقيمت العروض مع ترجمة للغة الإنجليزية التي ينطق بها أيضاً الرواي في العمل. تتناول المسرحية التي أشرف على إنجازها الكوربوغراف العالمي المتألق عبد الحليم كركلا حكاية باني مجد دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتدور أحداثها على التخوم المشتركة بين السرد التاريخي والاستلهام الوجداني، حيث تحضر الصحراء بكامل ألقها وقدرتها على الإدهاش، ويكون للراوي فرصة استنطاق الدلائل الموحية التي تبشر بولادة قائد يحمل في عزيمته المضمرة خيراً كثيراً لهذه الأمة الذاهبة نحو حقها في الحياة، كذلك يقوم السرد الإيحائي على كواهل فرسان سبعة يحملون رايات الشجاعة والحق والصبر والحكمة والخير والإيمان والعدل، قدم الفرسان السبعة من رحم الماضي حاملين فضائلهم ليمنحوها لمن يستحقها، وهي جميعها سمات إنسانية شاملة ترتقي بحاملها نحو مرتبة الرمز الكوني، والأمر لا ينطوي على مبالغة، وإن بدا لوهلة كذلك.. جاء الفرسان يحيط بهم عبق التاريخ، وفي صحراء أبوظبي أمكنهم العثور على الوليد الذي ستكون له بصمته المؤثرة في صناعة فجر أمته، ليست الحكاية عائدة للمصادفة، ولا هي مجرد لحظة تاريخية مضيئة، بل كان هناك في الأفق الصحراوي البعيد إشارات مضيئة ترسلها الطبيعة الحاملة لأسرار كثيرة، كانت جميعها ترصد ولادة إنسان استثنائي لن يلبث أن يكبر ويكبر معه، وبه، قومه وبلاده.. بعد أن استطاع الفتى القادم من البعيد أن ينجح في اختبارات الفضائل التي يحمل الفرسان راياتها، يقرر الفرسان منحه ما هو ملكه من خصال كانت ودائع بين أيديهم. في عمق الذاكرة ويرصد المشهد المسرحي ببراعة لافتة مناخاً وجدانياً بالغ الإيحاء، وينجح في رسم لوحة متخيلة عميقة الصلة بالواقع، سياحة تاريخية تخترق الماضي لتجول في مختلف أرجائه منقبة عن مصادر هذه العظمة المستولدة من صميم الأرض، ومتوغلة في أعماق الذاكرة، هكذا لا يعود العمل المسرحي مجرد تمجيد مشروع لقائد استثنائي، بل يتحول بمهارة تحسب لصانعيه ليصير قراءة ابداعية متمكنة في مسار زمني معطاء، تمخض عن كثير من الإنجاز، وأسس لكم هائل من الإشراقات لا يزال بعضها يستولد بعضاً. منذ اللحظة الأولى يبدو المكان الشاسع، كما لو أنه ينتظر أحداً ما، وتظهر الصعوبات كما لو أنها تبحث عمن يذللها، كذلك ترتسم فوق ملامح الناس علامات تبعث على التفاؤل برغم كل ما يدور حولهم من إشارات جدب وقحط، هو موعد مباغت مع زمن مغاير، وهي مكافأة تمنحها الحياة لأبنائها ممن استعذبوا قهر الصعاب ومعاندة الريح، وهي أيضاً معجزة لا تزال تتحقق مع كل فجر، وأهزوجة لاتزال تطرب مع كل مساء. بالإضافة إلى العرضين اللذين شهدهما مسرح إيزنهاور، سوف يُقام عرضان إضافيان في مدينة لوس أنجلوس- جامعة كاليفورنيا يومي 23 و24 يوليو الحالي. احتفاء إعلامي وتستضيف خشبة مسرح آيزنهاور عادة مسرحيات وعروضاً موسيقية وأعمالاً أوبرالية وإنتاجات من الرقص المعاصر، ويحمل المسرح اسم الرئيس دوايت دي. آيزنهاور وأقيم بموجب قانون المركز الثقافي الوطني عام 1958. وقد بيعت كافة تذاكر العرضين في واشنطن وبلغت 2324 تذكرة قبل أسابيع من بدء العرض، وسط احتفاء إعلامي محلي أميركي في الصفحات الثقافية والفنية لكبرى الصحف. وقد شهد العروض المئات من الأميركيين وأبناء الدولة والجالية العربية، وحشد من الدبلوماسيين والمسؤولين والمجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية. وتمّ إنتاج المسرحية من قبل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وبالتعاون مع مسرح كركلا، وبتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث تم عرضها للمرة الأولى في أبوظبي بمناسبة العيد الوطني لدولة الإمارات في عام 2008. ويُشــارك في العمل نخبة من الفنانين والأدباء الإماراتيين والعرب وبعض دول العالم يتجـاوز عددهم الـ 100 مشــارك، إضافة لمشــاركات فنية من الإمارات والصين وإسـبانيا وأوكرانيا. كما ويشارك في المسرحية فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية التي أسستها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث العام الماضي في إطار استراتيجيتها الثقافية، وقد شاركت الفرقة في عدد من الفقرات التي حظيت بإعجاب الجمهور الكبير من مختلف الجنسيات. وتسعى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من خلال العروض العالمية لمسرحية “زايد والحلم” لتعزيز الروابط الإنسانية بين الحضارات وقيم الاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات، والنهوض بدور ثقافي ريادي عبر تطوير مشاريع تشجع على تقاسم التجارب حول التقاليد السائدة في مختلف أرجاء العالم. فخر واعتزاز من جانبه أعرب محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن فخره واعتزازه بنقل هذا الإنجاز المسرحي العظيم إلى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك تقديراً لمؤسس هذا الوطن الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعرفاناً لما قدمه الشيخ زايد رحمه الله للإنسانية جمعاء ولوطنه على وجه الخصوص. واعتبر المزروعي العروض في كل من واشنطن ولوس أنجلوس فرصة كبيرة للتعريف بالتراث الثقافي الإماراتي، نظراً لما تحظى به الثقافة من اهتمام وتقدير كبيرين في الولايات المتحدة، فضلاً عن ترسيخ الصورة المشرقة لدولة الإمارات، وتعزيز التعاون الثقافي الذي يتزايد دوره في المجتمع مع تطور العصر، خاصة وأن مسرحية “زايد والحلم” تعبر عن الحب والسلام وتماسك المجتمع. من جانبها أكدت سارة كوفمان من صحيفة واشنطن بوست أن هذه المسرحية المتألقة والنابضة بالحياة ظاهرة فريدة من نوعها في الولايات المتحــدة، فقد مرّ وقت طويل جداً على استضافة عمل مماثل، وقالت إنه لمن الممتع أن تكون جزءاً من عالم المسرح الراقص في الشرق الأوسط. تحظى فرقة كركلا بشهرة عالمية واسعة، وقد صاغت لنفسها لغتها الخاصة في الرقص لمد الجسور بين أنماط هذا الفن في الشرق والغرب. ومن منطلق أنها تجسد صورة لبنان والعالم العربي وتعمل مع فرق وفنانين من جميع أنحاء العالم، تعتبَر كركلا فرقة فنية رائدة في الشرق الأوسط وواحدة من أبرز فرق الرقص المسرحي على الصعيد العالمي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©