الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دور السينما والالتزام المفقود

30 يوليو 2006 23:39
كما يعلم الجميع أن دور السينما منتشرة بكثرة في دولتنا الحبيبة، ويرتادها الكبار والصغار من جميع الأعمار، والازدحام واضح عندما تنوي الذهاب لأحد الأفلام، والجميع له الحق في الذهاب لمشاهدة الأفلام، وإمضاء بعض الوقت في تلك الدور، ولكن ما تستغرب منه عندما تدخل لمشاهدة فيلم من أفلام الأكشن القوية، وتتفاجأ بوجود مجموعة أطفال بجنبك إما بمفردهم أو مع أحد من أهليهم، ويتبادر الى ذهنك ذلك السؤال وهو كيف يُسمح لمثل هؤلاء الأطفال بالدخول لمثل تلك الأفلام، وتكتمل القصة عندما تظهر تلك اللقطات المُخلة في ذلك الفيلم، فتُصاب بغصة في داخلك، وتتحسر على ضياع هؤلاء الأطفال وهم يشاهدون تلك اللقطات كانت أكشن أو مُخلة، فيخرج من السينما وفي رأسه ملايين الأسئلة وفوق ذلك ينقل ما شاهده لأصدقائه، فيكتمل مسلسل الضياع، ويبدأ رفاقه بتعليمه عن تلك المناظر تعليم خاطئ، وما أن يصل للبيت تتفاجأ الأم بولدها الذي تغير بعد فترة من الزمن، وكل ذلك يبدأ من الأسرة، ومن ثم تمر بدور السينما، وتكتمل مع رفقاء السوء، وتنتهي إما بضياع الطفل، أو نجده مقتولاً أو قاتلاً· المفروض فرض عقوبات قاسية على كل سينما لا تلتزم بتقييم الأفلام، فجميع الأفلام لديها تقييم وهذا التقييم يحدد الفئة التي يمكنها مشاهدة تلك الأفلام، فهناك أفلام قوية يجب ألا يُسمح بمشاهدة الأطفال لها، وكما نعلم أن الأفلام لديها تأثير على عقلية الطفل، وخاصة لو اجتمعت العناصر المساعدة للضياع وهو إهمال الأسرة، ورفقاء السوء، فهذه عناصر ستؤدي الى فقد أجيال المستقبل، ولو نظرنا للسينما في الدول الأجنبية فسنجد قوانين وشروط لدخول الأفلام، فهم يهتمون بتقييم الفيلم، فالطفل الذي لم يتعد الثانية عشرة لا يحق له الذهاب للسينما، وأما الطفل الذي لم يتعد الرابعة عشرة فيدخل الأفلام التي تناسبه فقط، ولا يُسمح له بالدخول لأفلام أكبر منه، لماذا لا يتم تطبيق ذلك في جميع دور السينما في دولتنا ؟ يجب أن توجد رقابة على تلك الدور؟ حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه من دخول أطفال لأفلام لا نعلم هل تابعت إدارة السينما الفيلم قبل عرضه وحذفت اللقطات المُخلة فيه على الأقل· في أحد أفلام الأكشن وكان يُعرض في سينما، حضر الفيلم تقريباً ما لا يقل عن عشرين طفلاً لا يحق لهم دخول مثل هذه الأفلام لو اعتمدنا على تقييم الفيلم، من هو المسؤول الأول عن هذه المهزلة التي تحدث ؟ ومن هو المسؤول عن ضياع الطفل، الذي تُرك حراً من الأهل في الذهاب أينما يُريد، وعدم وجود رقابة في دور السينما، والانتباه للفئات العمرية التي تدخل الأفلام، المسألة جداً خطيرة، ونتائج مثل هذا الإهمال وعدم الرقابة ستكون قاسية جداً ومؤلمة، ألم تسمعوا عن الفتاة التي قلدت إحدى شخصيات الكرتون فكانت النتيجة سقوطها من نافذة المنزل، حيث قامت بمحاولة الطيران، كما في فيلم الكرتون، إذا كان فيلم كرتون فعل هذا بفتاة، فكيف لو تحدثنا عن أفلام الأكشن والأفلام غير الملائمة للأطفال، ستكون أشد وأقوى تأثيراً من أفلام الرسوم المتحركة· وكما نقول دائماً كل مشكلة أو قضية لها حل، ودور السينما وقلة الرقابة ودخول الأطفال للأفلام، حلها في طريقتين، كما ذُكر آنفاً، فرض عقوبات على دور السينما التي لا تلتزم بالتقييم، فيجب على كل سينما أن تركز نظرها على التقييم الذي وضع للفيلم، فهذا التقييم لم يوضع للزينة، بل وضع لغرض مهم وهو تحديد الفئات التي يحق لها مشاهدته· ومن الحلول الأخرى عمل بطاقة اشتراك لكل من يريد الدخول للسينما تحتوي على الاسم والعمر وتاريخ الميلاد وصورة للشخص، وقبل أن يدخل السينما يعرض بطاقته للتأكد من أنه من الفئات المسموح لها بدخول الفيلم، وهذا الحل سيقلل كثيراً من دخول الأطفال للسينما، والتزامهم بمشاهدة الأفلام المناسبة لهم، وأيضاً أوجه رسالة للأهل، فالضياع يبدأ من المنزل، فعليهم الانتباه لأطفالهم ومتابعتهم وخاصة عندما يتوجهون لدور السينما، ومعرفة الأفلام التي يشاهدونها ونوعيتها · عبيد الكعبي- العين
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©