الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضياع الأمور الجميلة

30 يوليو 2006 23:40
أين ذهبت تلك الأيام الخوالي عندما كانت الأمطار تصب يوميا؟ ولا وجود لمثل هذه الكلمات (جفاف، سكري، أو سرطان أو كوليسترول)!! أين ذهبت المحبة والبركة والعزة والكرامة والأمن والأمان؟ على الرغم من الفقر الذي كانوا يعيشونه إلا أن إكرام الضيف عندهم كان أهم شيء ولو على أنفسهم· وإذا حل هذا الضيف في البلد ترى الجميع حضر (السبله) وكل شخص أتى بما يملك من زاد ليقدمه لضيفه العزيز ترحيباً به، أذن ذهبت أيام الجار وابن العم والصديق الذي يقول كلمة الحق دفاعاً عن الحق ورداً عن عرض أخيه الغائب؟ أليس هذا بسبب التحضر والتمدن والبعد عن تعاليم الإسلام ومكارم الأخلاق؟ في الماضي عندما كان الأب يسافر خارج البيت ويأتي الضيف الى البيت ترى ابنه الولد الصغير يرحب بالضيوف ويقهويهم ويعشيهم ويتحدث معهم وكأن رب البيت موجود· أين ذهبت هذه العادة الجميلة؟ كان زمان الأول ''الحرمة'' لا تسجن، ولو ارتكبت أي مخالفة تسجن في بيتها بدون شائعات ولا فضائح· أما اليوم فقد حرر الإعلام المرأة من الحشمة، ولكن زرع الشك وسوء الظن في قلب الزوج والأخ والأب حتى الحب العذري بين أبناء العمل أصبح من الأحلام الخيالية فما أن تبتسم المرأة مثلاً في وجه الرجل، أكان هذا الرجل قريبها أو عاملاً، أو زميل عمل أو جاراً حتى يظن الرجل الذي ابتسمت له الفتاة انه أسرها وأصبحت كالخاتم في إصبعه لماذا؟ لأننا ابتعدنا عن تعاليم الإسلام والأخلاق والعادات الحميدة· المرأة كانت تجز وترعى وتحلب وتسقي وتطبخ وتستقبل الضيوف و ''تقهويهم'' وتتحدث معهم من وراء الحجاب، وما عاب فعلها أحد من المشايخ·· لماذا؟ لأن القلوب والألسن والأعمال كانت طاهرة ونقية والآن لو وقفت في الطريق تسلم على أختك المتزوجة لتكلم الناس عنك وعنها بالباطل· اليوم تذهب يوم الجمعة الساعة التاسعة صباحاً لكي تسلم على جارك، يخرج لك الخادم ويرد عليك (بابا) في (نوم) تعال الساعة 12:·35 بالله عليكم هل هذه حالة؟!! سهر على الإنترنت والدش والشيشة و''الأتاري'' طول الليل، ونوم طول النهار لا صلاة الضحى ولا صلاة الفجر ولا زيارة للأقارب ولا الجيران ولا الأصدقاء وكأنك تعيش في مقبرة ليس في بلاد العرب· ماذا استفدنا من نشر الجرائم الدموية وفضائح هتك العرض وفسخ الخطوبة وخيانة الزوج وآخر عروض الموضة والمكياج والتسريحات؟ هل نحن في حاجة ملحة حتى تنشر صحفنا ومجلاتنا النسائية هذه المواضيع التافهة السقيمة؟ الإعلام والتربية هما أهم وزارتين في أي دولة، وتستطيعان أن تبنيا أمة مثقفة متعملة ايجابية متدينة، وكذلك تستطيعان أن تبنيا أمة جاهلة شهوانية لا هم لها إلا الاهتمام بالأمور الدنيئة وبالشهوات والرذائل· كلامي هذا ليس إسقاطا من قيمة وهيبة الإعلام أو وزارة التربية والتعليم، وإنما نصيحة وذكرى للمدرسين والصحفيين ومقدمي البرامج الإذاعية في أن قيمة الأمة في غيرتها وتمسكها واحترامها لتعليم دينها الإسلامي وعاداتها وتقاليدها العتيقة وتمسكها بمكارم الأخلاق وليس العكس· وكما تعلمون أن تمرد الفتاة وتميع الشاب من أجل حبيبة أو سيارة أو هاتف لن يؤدي إلا للمزيد من الأمراض النفسية والجسدية والأخلاقية وسوء الظن· أحمد سليمان
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©