الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
30 يوليو 2006 23:41
''''1 بين وقت الضحى وآخر المساء تتجلى العين برؤية ساقطة هناك عند حافة ذاك الطريق وتلك الأزقة غير المنسقة ·· كان يمشي حاملاً ضجيج الشارع بكف وخفقة قلبه بكفه الآخر وعيناه زائغة منتكسة بأعماق الرمال وتكلس الطرق·· تارة يترنح ثملاً من رائحة أعقاب السجائر ورائحة يعيش مفردة نفسه المصلوبة وهناك كعادته يجلس على ذلك الكرسي وطاولته المعتادة في المطعم المجاور لمنزله وفي كل المرات التي اعبر هذه ''الحارة'' أجده متكأ على عصا غليظة وعيناه تتسع مدارات الزمن وقسوة الحياة·· ياه كم هي الأيام تمضي وهو يمضي لعجوزٍ هرمٍ أخذ منه الدهر عمراً وأبقاه صامداً· ''''2 هناك عند تلك الأماكن الصاخبة والنظرات المتلبسة برداء الخبث شاهدتها تعيش لحظة الارتماء على صفحات الحاجة وقلوب المترفين أسقطتها صنوف الألم في تلك الدهاليز المشتتة وحملتها أحزان الدنيا ''كلها'' على كف القدر لتبكي حالها وحال أبناء الضياع وغربة وطن صاغ الدمار·· هي تراتيل تائهة برحيلها من موطنها الأصلي تتوسم الحاجة من الجميع وتتوسد خيبة الأمل وظروف القسوة المضرجة بدموعها وآهات الحنين وتبيت في شرود حيث المكان واتساع الروح والأنين وصبر محال·· وأخيراً بعد عناء كابد رحلتها وغم سقطت صريعة حين كانت تعبر الشارع المؤدي إلى المستشفى ومضت ليمضي الوقت ويكتب الموت قضاء وقدرا· ''''3 تركها أبناؤها في لحظة من لحظات العمر والكل مضى بطريق ·· استفاقت يوماً على صوت بكاء وهناك وهي تمشي أردفت متسائلة: كيف لي أن أعيش صمت الجدران التي خلت من الأحباء والرفيق··؟! عادت منتكسة الرأس شاردة بآهات الوجع وبقلبها ونبض وفائها ولم يعد بها خفق لوريد ·· لملمت أشياءها راحلة إلى نفس الطريق وهي منصاعة لقلبها ''ضناها'' ودربها البعيد·· وأدت فكرة العودة وذهبت تطرق الأبواب هنا وهناك ولم يكن هناك المجيب فدعت ربها أن يعيد لها فلذات أكبادها وان يفعل الله ما يريد وبكت بحرقة وعادت تجر أذيال الخيبة ولم يزرها حتى ذاك الطبيب· موزه عوض
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©