الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أسرار المذنبات الشاهدة على بدء الحياة في الكون

أسرار المذنبات الشاهدة على بدء الحياة في الكون
3 أغسطس 2014 17:09
يكشف المسبار الأوروبي روزيتا شيئا فشيئا طبيعة المذنب "تي جي 67 بي" المكتشف في العام 1969، في مهمة ترمي الى فهم حقائق حول تشكل المجموعة الشمسية والكون والحياة، بعدما اثارت هذه الاجرام على مدى الوف السنين فضول البشر وخيالهم الغيبي. ففي الماضي، كانت المذنبات تثير فضول البشر واهتمامهم لاعتبارها ذات تأثير غيبي على الإنسان وعلى مجريات الأمور على الأرض. لكن البشرية اليوم باتت تهتم بهذه الأجرام لأسباب مغايرة، اذ ان هذه المذنبات ما زالت تحتوي على المادة الاولية التي تكونت منها مجموعتنا الشمسية قبل اربعة مليارات و600 مليون سنة. والمذنبات هي اجرام صغيرة ضمن المجموعة الشمسية، لها نواة صلبة مكسوة بالجليد والغبار. وتسبح المذنبات في مدارات اهليجية تجعلها تمر من وقت بشكل غير دائم قرب الشمس. ولدى اقترابها الشمس ترتفع حرارتها فتنبعث منها الغازات والبخار، وهو ما يعطيها شكل جرم ذي ذنب. ويشبه علماء الفلك المذنبات بانها اسطوانات شاهدة على نشأة النظام الشمسي الذي يقع فيه كوكبا. وعلى ذلك، فان الاطلاع على ما في داخل هذه الاسطوانات من جليد ومواد اخرى، يزود العلم الحديث بمؤشرات مذهلة حول اصل المجموعة الشمسية وربما عن اصل الحياة في الكون كذلك، اذ انها تحتوي على جزيئات عضوية. وبحسب بعض النظريات العلمية، فإن الحياة على الارض تشكلت حين ارتطمت مذنبات تحمل المياه والمواد العضوية على سطح كوكبنا ذي البيئة المناسبة لنشوء الحياة وتطورها. وفي القرون الخمسة والعشرين الماضية ارتطم بالارض 2000 مذنب. ومع تقدم الانسان في غزو الفضاء القريب، حلقت مسبارات قرب مذنبات والتقطت لها صورا، منها المذنب هالي الشهير الذي مر المسبار الاوروبي جيوتو على ارتفاع 600 كيلومتر من سطحه في العام 1986. لكن هذه المرة، تنفذ وكالة الفضاء الاوروبية مهمة فريدة من نوعها، اذ ان المسبار روزيتا (حجر الرشيد) سيواصل اقترابه من المذنب "تي جي 67 بي" الى ارتفاع بضعة كيومترات، ومن ثم سينزل على سطحه روبوتا صغيرا لدراسته. وتمكن روزيتا حتى الآن من التقاط صور من مسافات مخلتفة اثناء اقترابه على مدى اشهر من المذنب. وفوجئ العلماء بالشكل الذي نقلته الصور، اذ تبين من صورة ملتقطة من مسافة اربعة كيلومترات ان للمذنب نواة مؤلفة من جزأين متداخلين، التحما على ما يبدو اثر ارتطامهما بسرعة بضعة امتار في الثانية، وهي فرضية ينبغي التحقق منها في قابل الايام. والمسبار روزيتا مزود بجهاز "فيرتيس" لقياس الطيف الضوئي، وهو يزود العلماء بالمؤشرات الاولية حول درجة الحرارة على سطح المذنب، والتي قدرها العلماء اخيرا بانها في حدود سبعين درجة تحت الصفر. واقرت وكالة الفضاء الاوروبية ارسال هذه المهمة قبل عشرين عاما، وقد اطلق المسبار روزيتا قبل عشر سنوات، وتستمر مهمته الى العام 2015.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©