الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

30 يونيو تزعزع شركاء «الإخوان» في تركيا

30 يونيو تزعزع شركاء «الإخوان» في تركيا
15 يوليو 2013 00:36
سكوت بيترسون إسطنبول إذا أردنا إصدار حكم بناءً على الخطاب الشرس والمعارض للانقلاب الصادر عن تركيا، فمن الواضح أن خلع الرئيس المصري المنتمي لجماعة «الإخوان المسلمين» من قبل الجيش، زعزع زعماء تركيا ذوي التوجه الإسلامي. ذلك أن الحزب الحاكم في تركيا استثمر كثيراً في حكم محمد مرسي الذي دام عاماً واحداً، حيث قدّم دعماً سياسياً وقروضاً واتفاقات تجارية بقيمة ملياري دولار لأول حكومة منتخَبة لمصر، نظر إليها باعتبارها روحاً إيديولوجية مشابهة ودليلاً على الجاذبية الشعبية للإسلام السياسي. غير أنه إذا كان رئيس الوزراء التركي، أردوجان، قد انتقد بشدة ثورة 30 يونيو، أو انقلاب مصر كما يسميه، كما لو كان موجهاً ضد حزبه «العدالة والتنمية» الذي واجهت الأحزاب ذات الميول الإسلامية مِن قبْله عدة انقلابات عسكرية، فإنه كان وحيداً في ذلك تقريباً؛ حيث تعهدت بعض دول مجلس التعاون الخليجي بتقديم 12 مليار دولار لمساعدة أي نظام بعد مرسي. وقال أردوجان في كلمة متلفزة هذا الأسبوع: «بغض النظر عن مكان حدوثها... فإن الانقلابات سيئة»، مضيفاً: «إن الانقلابات عدو للديمقراطية». كما قال في رسالة عبر الفيديو إلى تجمع في ألمانيا يوم الثلاثاء الماضي: «إننا لا نحترم أولئك الذين لا يحترمون إرادة الشعب، لأننا دفعنا ثمناً باهظاً، ولا نريد أن يدفع إخواننا المصريون الثمن نفسه». والواقع أن الخط المنحاز لمرسي كان جد قوي لدرجة أن وزارة الخارجية المصرية دعت هذا الأسبوع «الشخصيات التركية» للإدلاء بتصريحات «دون الانحياز إلى طرف ضد طرف، وبطريقة تشمل جميع المصريين»، وفق تقارير إخبارية تركية. وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول مصطفى أكيول، المعلق السياسي وكاتب العمود في صحيفة «حريات ديلي نيوز»: «إن العديد من الأتراك يقرأون مصر بطريقة تركية»، مضيفاً أن «أردوجان وحزبه يتضامنان مع مرسي بقوة، في حين يقول خصومهما: أترون؟ لقد ارتكب مرسي في مصر الأخطاء نفسها التي ترتكبونها هنا، وترون ما حدث له». منتقدو أردوجان الذين خرجوا إلى الشوارع بعشرات الآلاف منذ أواخر مايو الماضي، يقولون إن موقف «حزب العدالة والتنمية» القائل بأنه الحائز على الأغلبية -والذي يعتبر الفوز في صندوق الاقتراع بمثابة رخصة لتجاهل الأحزاب والمنظمات الأصغر- يؤدي إلى حكم سلطوي متزايد من قبل أردوجان، ويفسر هتافات «الديكتاتور» المتكررة. وبالمثل، فإن مرسي الذي فاز بأغلبية بسيطة (51 في المئة) وعد بحكومة شاملة ومستوعبة للجميع، لكنه يُتهم بالحكم لصالح «الإخوان المسلمين» وأجندتهم الإسلامية الخاصة بهم في مصر، وتجاهل المعسكر العلماني الذي لعب دوراً حاسماً في الإطاحة بمبارك في فبراير 2011. ومن المؤشرات على العلاقة الوثيقة بين أنقرة والقاهرة خلال الأشهر الماضية، أن حكومة مرسي اختارت تجاوز وسائل الإعلام الرسمية في مصر وعقد اتفاق، بدلا من ذلك، مع وكالة أنباء الأناضول التركية التابعة للدولة لنشر كل البيانات الرسمية في مصر. كما قام وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، من جانبه، بإجراء عدة اتصالات هاتفية؛ حيث اتصل بعشرة من نظرائه في دول أخرى لصياغة رد مشترك يدين ما يسميه «الإخوان المسلمون» والمسؤولون الأتراك «المجزرة» بحق 51 من أنصار مرسي الذين قُتلوا صباح يوم الاثنين الماضي على يد الجيش المصري. ومنذ سقوط مرسي، تقوم وكالة الأنباء التركية ببث مباشر لتجمعات أنصار مرسي فقط. كما يقوم مسؤولو «حزب العدالة والتنمية» بتنظيم تجمعات مؤيدة لمرسي في تركيا، ويستعمل بعض أنصارهم صور مرسي على حساباتهم على تويتر. ويقول أكيول، مؤلف كتاب «الإسلام بدون تطرف: قضية مسلمة... دفاعاً عن الحرية»، عن دعم «حزب العدالة والتنمية» لمرسي: «إنهم قاموا بالاستثمار كثيراً بعض الشيء». ويقول أكيول في هذا الصدد: «لقد استثمروا في الإخوان المسلمين؛ وحكومة العدالة والتنمية يُنظر إليها باعتبارها داعماً للإخوان المسلمين في المنطقة، من سوريا إلى فلسطين»، مضيفاً: «وهكذا، فإن تلك السلسلة ربما قطعت الآن في مصر. وشخصياً، أشك في أنها ستعود إلى أيام مبارك التي كانت سيئة حقاً بالنسبة للعلاقات التركية المصرية، إلا أنه من الممكن أيضاً أن تكون الحكومة الجديدة أقل رغبة في الانخراط مع تركيا، الداعم القوي لمرسي». غير أن البلدين تجمعهما أوجه شبه قليلة جداً في الواقع. ذلك أن الاقتصاد التركي ازدهر خلال العقد الماضي تحت حكم «العدالة والتنمية»، في حين لم يزدد الاقتصاد المصري إلا تدهوراً تحت مرسي. كما أن «العدالة والتنمية» لا يواجه خطر السقوط على يد الجيش، الذي رغم دوره الكبير كمؤسسة نصّبت نفسها مسؤولة عن الدفاع عن العلمانية منذ تأسيس تركيا المعاصرة خلال العشرينيات، إلا أنه ظلّ يُدفع بعيداً عن السياسة من قبل «العدالة والتنمية» خلال السنوات الأخيرة، ويوجد المئات من كبار ضباطه في السجن حالياً، حيث يواجهون تهماً بالتآمر. ثم إن أردوجان تمكن من الصمود في وجه شهر من الاحتجاجات غير المسبوقة المعارضة له عبر البلاد، بينما أُسقط مرسي في غضون أيام فقط بعد أن خرج الملايين إلى الشوارع للتعبير عن معارضتهم له. وفي هذا الإطار، يقول جنجيز جندار، وهو كاتب عمود تركي مشهور: «ليس ثمة أي تهديد يواجه قبضة العدالة والتنمية على الحكم»، لكن انقلاب مصر عرقل هدفاً للعدالة والتنمية يتمثل في خلق محور تركيا- مصر في المنطقة». ويقول جندار: «كان التوقع هو أنه، ونظراً لسخاء تركيا حيال مصر، فإن مرسي وجماعته سيقرران محاكاة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوجان، لإثبات نظرية أن الإسلام والديمقراطية يمكنهما التعايش»، مضيفاً: «لكن العكس هو الذي حدث، حيث بدأ أردوجان يبدو مثل مرسي على نحو متزايد، وبدأ العدالة والتنمية يشبه الإخوان المسلمين أيديولوجياً». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©