الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العمال»... وفك الارتباط مع النقابات

15 يوليو 2013 00:36
بن كوين لندن كشف «إد ميليباند» زعيم حزب العمال البريطاني المعارض يوم الثلاثاء الماضي، عن خطط لإجراء عملية إعادة صياغة راديكالية للعلاقة التاريخية بين حزبه واتحادات العمال البريطانية، التي جرى ترسيخها منذ ما يقرب من مئة عام، وذلك في إطار سعيه لتحويل الأزمة السياسية التي يمر بها حزبه في الوقت الراهن إلى فرصة سياسية. والسبب الذي دفع ميليباند لاقتراح إعادة رسم ملامح العلاقة بين حزبه وأكبر اتحاد عمالي في بريطانيا «يونايت» -بشكل جزئي على الأقل- من خلال إلغاء رسم تلقائي يتعين على أعضاء الاتحاد دفعه لحزب العمال، هو الجدل الدائر في الوقت الراهن حول ادعاءات مؤداها أن الاتحاد قد اختطف صلاحية اختيار مرشح العمال الذي يتنافس على المقعد البرلماني في مدينة «فالكيرك» الإسكتلندية. ففي خطاب ألقاه بعد أن كان قد وصف الأحداث في «فالكيرك» بأنها تمثل «سكرات الموت للسياسات القديمة» قال ميليباند: «في القرن الحادي والعشرين ليس هناك معنى في أن يكون أي شخص تابعاً لحزب سياسي ما لم يكن قد اختار هو ذلك بمحض إرادته». والخطاب المذكور كما يرى كثير من المراقبين ينطوي على قدر كبير من المخاطرة -بما في ذلك احتمال نشوب حرب أهلية مريرة داخل الحزب- قد تكون لها تداعيات على قيادة ميليباند للحزب، من بينها أن الحزب قد يصبح معوقاً من الناحية المالية، إذا ما اختارت اتحادات العمال، فك رابطة التبعية بينها وبين الحزب. وفي الوقت نفسه، إذا ما تمكن ميليباند من وضع تلك الخطط موضع التنفيذ، ونجح في إنقاذ الحزب من انشقاق مدمر، فإن ذلك قد يكون رداً سريعاً وملائماً على الاتهامات، التي تتردد دوماً، بشأن عدم قدرته على قيادة الحزب. وكان الدافع لخطاب ميليباند، تقرير داخلي لحزب العمال، جاء فيه أن أعضاء اتحاد «يونايت» كان يتم تقييدهم في سجلات الفرع المحلي لحزب العمال في مدينة «فالكيرك» من دون علمهم، في محاولة للتلاعب في إجراءات المسابقة التي يتم عن طريقها اختيار مرشح حزب العمال هناك لانتخابات 2015. وهناك ادعاءات أخرى مؤداها أن اتحاد «يونايت» قد دفع رسوم العضوية لأولئك الأعضاء الزائدين الذين تم تسجيل أسمائهم من دون معرفتهم في فرع حزب العمال في «فالكيرك»، بدلاً من قيام كل عضو على حدة بالتوقيع مباشرة على إيصال رسوم عضوية، للتأكد من أن ذلك الانضمام قد تم انطلاقاً من رغبة حقيقية للعضو. وتفيد تقارير صحفية أن 100 عضو قد تم تسجيلهم في «فالكيرك» بدون علمهم، بواسطة اتحاد «يونايت»، وأنه قد طلب منهم السماح لآخرين بالإدلاء بأصواتهم، بالنيابة عنهم، أثناء العملية الانتخابية، وهو ما كان سيمكن الاتحاد من التلاعب في صناديق الاقتراع لمصلحة مرشحه المفضل. وتلك الفضيحة كانت سبباً في الاتهامات الصادرة من حزب المحافظين، بأن حزب العمال قد أصبح في «جيب الاتحادات النقابية العمالية» التي كان دعمها عاملاً رئيسياً في ضمان فوز ميليباند بزعامة حزب العمال في انتخابات عام 2010، التي كان أقرب منافسيه فيها هو شقيقه ديفيد. ويريد ميليباند من خلال خططه الجديدة، خلق آلية يتم من خلالها سؤال أعضاء الاتحاد المذكور عما إذا كانوا يريدون دفع الرسوم عن طيب خاطر، وبكامل إرادتهم لحزب العمال. وهو يعتقد أن تلك الآلية ستخلق مسافة صحية بين الاتحادات وبين الحزب، كما يعتقد أيضاً أن العلاقة الحالية لا تشجع على انخراط أعضاء الاتحادات في السياسة. وعلى رغم أن تلك الخطوة، ستعني الاستغناء عن مبالغ التبرعات، التي تصل قيمتها لملايين الجنيهات الاسترلينية لصالح خزينة الحزب، إلا أن ميليباند يرى أن تلك الإجراءات يمكن أن تؤدي من ناحية أخرى لزيادة عدد الأعضاء من الرقم الحالي وهو 200 ألف عضو إلى رقم أعلى من ذلك بكثير. وعلى رغم الاعتراضات التي واجهت اقتراحات ميليباند المشار إليها آنفاً، والتي تتركز معظمها على أن وضع تلك المقترحات موضع التنفيذ قد يؤدي لتقليص عضوية الحزب، والحد إلى درجة كبيرة من قدرته على الحشد وتنظيم الحملات الدعائية في الانتخابات العامة، وتعريض العلاقة التاريخية الوثيقة بين الحزب وبين الاتحادات للخطر، فقد كانت هناك أيضاً مؤشرات إيجابية ضمن ردود الفعل الأولية على خطاب زعيم حزب العمال. فخطط ميليباند لقيت تأييداً علنياً من شخصيات كبيرة في الحزب أبرزها رئيس الوزراء الأسبق توني بلير الذي كانت نظريته المتمثلة في التركيز على الطريق الثالث بين اليسار واليمين سبباً في الاحتفاظ بعدد كبير من أعضاء الحزب الذين اختاروا التموقع على يمين الحزب. وذهب «بلير» في تأييده لميليباند إلى حد وصف موقفه بشأن أعضاء اتحادات العمال بأنه موقف يدل على «قدرة قيادية». كما صرح لين ماكلاسكي الأمين العام لاتحاد «يونايت» الذي دافع بشراسة عما قام به من إجراءات في «فالكيرك» واصفاً الخطاب الذي أدلى به ميليباند بأنه «يتميز بالشجاعة والإقدام». وقال ماكلاسكي أيضاً إن الثناء الذي أسبغه «بلير» على ما قام به ميليباند ووصفه إياه بأنه «عمل من أعمال القيادة» يبدو وصفاً «في محله تماماً». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©