بيروت - رفيق نصرالله:
مرة أخرى ترتكب إسرائيل مجزرة جماعية وفي قانا تحديداً وبعد عشر سنوات على المجزرة الأولى حيث نفذت الطائرات الاسرائيلية هذه المجزرة بحق الأطفال والنساء والشيوخ في بلدة قانا شرقي صور في جنوب لبنان وذهب ضحيتها نحو 60 مواطناً معظمهم من الأطفال والنساء· فقد شن الطيران الاسرائيلي غارات مكثفة على بلدة قانا عند ساعات الفجر الأولى امس، وقصف مبنى مكونا من ثلاث طبقات، كانت تحتمي في ملجئها عدة عائلات ودمرته بالكامل على من فيه، فأصيب جميع من كان بداخله بين قتيل وجريح· واكتشفت المجزرة عند الساعة السابعة صباحاً حيث بدأت عملية انقاذ واسعة وانتشال جثث ضمت ثلاثين طفلاً دون العاشرة من اعمارهم، اضافة الى النساء والشيوخ الذي يتجاوز عددهم الثلاثين· وهذه هي المجزرة الثانية التي ترتكبها قوات الاحتلال في نفس البلدة بعد مرور عشر سنوات على المجزرة الأولى التي ذهب ضحيتها 113 من الأطفال والنساء والشيوخ ابان عدوان عناقيد الغضب أبريل عام ،1996 حيث لجأ اهالي البلدة الى مقر قوات ''اليونيفل'' للاحتماء وعمدت قوات الاحتلال الى قصفهم عمداً· وفي محاولة لاعاقة اعمال الاغاثة واخلاء الضحايا، عادت الطائرات المعادية وقصفت الطرقات المؤدية الى مكان المجزرة وقطعتها، حيث توقفت سيارات الاسعاف والدفاع المدني واضطر رجال الانقاذ الى قطع المسافة سيراً على الاقدام للوصول الى المبنى المدمر وسط القذائف والغارات المتلاحقة· واحصت المصادر الأمنية تعرض بلدة قانا الى 55 غارة جوية منذ فجر أمس، ادت الى تدمير عشرات المنازل وسوتها بالأرض، واشارت الى ان الطيران المعادي طارد السيارات المدنية التي كانت تنقل المصابين من ضحايا مجزرة الملجأ على الطرقات ودمرت العديد منها، ومنعت نقل الجرحى الى المستشفيات· وفي محاولة إسرائيلية لتبريرالمجزرة زعمت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن ''حزب الله'' اتخذ هذه البلدة موقعاً لاطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل، وحملته مسؤولية الغارات التي استهدفت البلدة مبررة ذلك بالرد على مصادر اطلاق الصواريخ، ونفى الحزب نفياً قاطعاً ان يكون قد اطلق اي صاروخ من هذه البلدة· وكانت إسرائيل قد بررت نفس الاسباب لمجزرة عام ·1996 وحولت الغارات الجوية المعادية بلدة قانا الى منازل مدمرة ومهشمة، ولم ينج اي بيت فيها من الخراب والدمار·
عدد اليوم
