الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحليل سياسي مجزرة قانا 2 تعيد خلط الأوراق

30 يوليو 2006 23:49
بيروت - رفيق نصرالله: عندما ارتكبت اسرائيل عام 1996 مجزرة قانا التي راح ضحيتها 113 شهيداً وشهيدة كانت المواجهات لا تزال قائمة، وكانت صواريخ الكاتيوشا لا تزال ترد على الضربات الاسرائيلية من وراء الشريط الحدودي المحتل، اضطرت اسرائيل يومها الى التسليم بمخرج لما يجري، وتعهد وزير الخارجية الاميركية وارن كريستوفر في ذلك الوقت الى الاذعان لايجاد مخرج لما يجري بعد ان فشلت اسرائيل في وقف الصواريخ فكان المخرج لجنة تفاهم ابريل حيث شكلت هذه اللجنة من الولايات المتحدة، فرنسا، سوريا، اسرائيل ولبنان وسجل يومها انتصار للمقاومة· واليوم وبعد مجزرة '' قانا2 '' أي منعطف ستأخذه المواجهة وماذا ستفعل وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس والى أين ستجنح المواجهة خاصة وان الرد على المجزرة سيكون حتمياً وقاسياً وفق كل المعطيات· مجزرة ''قانا''2 أعادت خلط الاوراق وهي ستحفر عميقاً في الايقاع الداخلي بعد ردات الفعل التي سجلت والتي دفعت الى الالتفاف حول موقف الحكومة اللبنانية· كما أنها ستنعكس سلباً على موقف حكومة أولمرت وعلى قيادة الجيش الاسرائيلي· ''قانا''2 بالدماء التي سقطت ربما شكلت محطة لم تتوقعها عام ،1996 فهذه المرة لا مجال للخطأ في التصويب المدفعي لأن مجزرة ''قانا2 ''كانت مقصودة في سياق ما قامت به اسرائيل منذ الثاني عشر من يوليو الجاري حيث ارتكبت مجازر متنقلة على طول الخارطة اللبنانية· لكن لقانا بعض رمزيتها، وجاءت في محطة ومفصل خطر في سياق المواجهة· إن لبنان امام مرحلة مختلفة بعد مجزرة ''قانا2 ''وحرب يوليو 2006 لن تنتهي كما تشتهي اسرائيل بل ستأخذ ابعاداً مختلفة ستتجاوز في نتائجها ما جرى عام ،1996 بل هي بكل ما تركت من نتائج أولوية عبر إحراج النظام السياسي العربي وإحراج الرأي العام الغربي وإحراج الأمم المتحدة· سوف تأخذ بالمواجهة الى أبعاد لا يتوقعها كثيرون بما في ذلك اسرائيل التي قد تضطر الى ارتكاب المزيد من المجازر وهي دخلت باب الدم كما دخلت باب جهنم· إن مهمة رايس باتت على حافة الهاوية وهي مضطرة لتقديم تنازلات ما في مكان ما· ولعل الشروط التي كانت معلنة قد سقطت ولم يعد بمقدور اسرائيل او الولايات المتحدة الاميركية ان تذهب بعيداً في هذه الشروط وعبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن ذلك عندما قال لقد سقطت الشروط وأهمها قبولنا بالتبادل فقط بالأسرى اللبنانيين، صار لدينا شروطنا الآن وعليهم ان يتوقعوا ذلك· خطأ عسكري ··· ليس كذلك، بل هو خطأ مقصود، وللخطأ نتائج سياسية في المواجهة ستظهر حكماً خلال الثماني والأربعين ساعة القادمة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©