دعت وزارة الخارجية الفرنسية أمس عائلات الفرنسيين المقيمين في اليمن إلى مغادرة هذا البلد بسبب تدهور الوضع الأمني، وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو «نظرا إلى تدهور الوضع الأمني الناجم عن الأحداث الأخيرة في اليمن، ندعو الرعايا الفرنسيين إلى توخي أقصى درجات اليقظة والحذر»، وأضاف «في هذا الإطار، ندعو العائلات والأطفال إلى مغادرة الأراضي اليمنية، وهذا تدبير احتياطي مؤقت اتخذ لارتباطه بالمؤسسات الفرنسية الكبيرة الموجودة في اليمن وبعد إبلاغ السلطات اليمنية به».
وأوضح المتحدث أن “أجهزة السفارة الفرنسية في اليمن ستواصل عملها بشكل طبيعي”، ويناهز عدد الرعايا الفرنسيين في اليمن 840 شخصا. ولم تقدم الوزارة إيضاحات عن عدد العائلات والأطفال الذين طلبت منهم المغادرة، وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كرر أمس الأول للرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يقوم بزيارة إلى باريس دعم فرنسا لبلاده على صعيد مكافحة الإرهاب، بعد ازدياد الاعتداءات التي اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها في اليمن. وقتل مواطن فرنسي في تبادل لإطلاق النار الأسبوع الماضي في العاصمة اليمنية صنعاء، وقال التنظيم الاثنين إنه بصدد تشكيل قوة قتالية جديدة لحماية المسلمين من “الصليبيين” الغربيين.
الى ذلك، اعتبر الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس الأول أن تنظيم القاعدة يواصل “برنامجا داميا” في اليمن بعد عشر سنوات على الاعتداء على الباخرة الأميركية “يو اس اس كول” التي قتل فيها 17 أميركيا في 12 اكتوبر 2000، وبعد أن وصفه بـ”اعتداء مشين” أوقع أيضا خمسين جريحا، أشاد اوباما بـ”شجاعة وتضحيات الذين قwتلوا في هذا الاعتداء وكذلك أشاد بعائلاتهم”، حسب ما جاء في بيان نشره البيت الأبيض. وجاء في البيان أن “تنظيم القاعدة يواصل استعمال اليمن وكذلك أماكن أخرى في العالم أرضية لمواصلة برنامجه الدامي، ونحن نواصل العمل بشكل وثيق مع شريكنا اليمني ومع شركاء آخرين للتصدي لتهديد القاعدة”.
وكان السفير الأميركي الجديد لدى صنعاء جيرالد فايرستين أكد الأحد التزام واشنطن بمساعدة اليمن على التعامل مع تهديد القاعدة، مشيرا إلى قلق بلاده من التهديدات التي يمثلها التنظيم. وقال فايرستين الذي وصل إلى صنعاء قبل أسبوعين إن الولايات المتحدة “ملتزمة بالعمل مع حكومة اليمن وشعبها للتغلب على القاعدة في شبه الجزيرة العربية”. وأكد مواصلة “تدريب قوات مكافحة الإرهاب اليمنية وتوفير المعدات لها للتخلص من التهديدات المباشرة التي تشكلها القاعدة على مجمل أمننا”.
القربي: اليمن يحتاج إلى 10 مليارات دولار للتنمية
باريس (رويترز) - قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن بلاده بحاجة إلى نحو 10 مليارات دولار من أجل التنمية الاقتصادية والقضاء على الفقر، بينما تتطلع لكبح تأثير القاعدة على سكانها. وقال القربي في مقابلة مع رويترز في باريس “اذا نظرت الى الجانب الاقتصادي.. القضاء على الفقر.. هناك حاجة لان يكون هناك مليارات الدولارات.. أقرب الى عشرة مليارات دولار من أجل التنمية”.
وقال القربي الذي تلقى تعليمه في بريطانيا “كان هناك اتفاق بين اليمن والجانب الفرنسي على التعاون في تبادل المعلومات حول الإرهاب وتوفير مزيد من التدريب لوحدات مكافحة التجسس (لدينا) وتقديم دعم لوجستي”، وعلق القربي على تقارير مفادها أن الولايات المتحدة تقوم بتنفيذ غارات بطائرات من دون طيار على أهداف لمتشددين على الأراضي اليمنية، بالقول “ إن الولايات المتحدة قدمت معلومات فقط للقوات الجوية اليمنية عند تنفيذ الغارات لكن ذلك انتهى الآن”، وتعليقا على إعلان التنظيم المتطرف أمس الأول أنه بصدد تشكيل قوة قتالية جديدة لحماية المسلمين من “الصليبيين” الغربيين، قال القربي “لست مندهشا.. هذه هي وسيلة التأثير على الشبان.. إنها معركة دعاية”.
عدد اليوم
