الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطاقة الخضراء... هل تقلل الاعتماد الفلسطيني على إسرائيل؟

الطاقة الخضراء... هل تقلل الاعتماد الفلسطيني على إسرائيل؟
17 يوليو 2011 21:44
ريبيكا كولارد رام الله اليوم صيفي قائظ خارج مكتب خالد السبعاوي بالضفة الغربية، ولكن الحرارة في الداخل لا تتعدى 23 درجة مئوية، بدون استعمال التكييف الهوائي التقليدي. فعبر تزويد هذا المبنى بالهواء البارد المنقول عبر الأنابيب المدفونة تحت سطح الأرض، تعد شركة السبعاوي "مينا جيوثيرمال" جزءاً من حركة طاقة خضراء فتية يمكن أن توفر ملايين الدولارات بالنسبة للسلطة الفلسطينية التي تعتمد اعتماداً كبيراً على المساعدات، كما يقول السبعاوي. وفي أثناء ذلك، يمكنها أن تقلص الانبعاثات وتنوع موارد السلطة الفلسطينية الطاقية، مما يجعلها أقل اعتماداً على إسرائيل ويزيد نمو الاقتصاد الفلسطيني. وفي هذا السياق، يقول السبعاوي: "هذا المبنى لا يدخله الديزل... إننا نوفر حوالي 65 في المئة من فاتورة الطاقة". ورغم ارتفاع درجات الحرارة في الصيف إلى الثلاثينيات وانخفاضها في الشتاء إلى ما دون الصفر، فإن درجة الحرارة تظل ثابتة عند 17 درجة مئوية على عمق بضع عشرات من الأمتار تحت سطح الأرض في رام الله. وعبر استغلال الحرارة الثابتة التي تحت سطح الأرض، يستهلك المبنى حوالي نصف كمية الكهرباء التي يتطلبها نظام تقليدي للتبريد والتدفئة، ويقلص انبعاث ثاني أكسيد لكربون بـ30 في المئة. غير أن القلق على البيئة ليس الدافع الوحيد إلى البحث عن الطاقة المتجددة هنا. ذلك أن الطاقة في الأراضي الفلسطينية قليلة وباهظة، وكلها تقريباً تأتي من إسرائيل. وهذا الوضع لا يمنح الفلسطينيين أي أمن في مجال الطاقة تقريباً، فهو وضع هش في منطقة معروفة بحالة من عدم اليقين، وبخاصة في ظل ازدياد الطلب على الطاقة بما يصل إلى 10 في المئة سنويا. وفي هذا السياق يقول الصباوي، الذي يعد جزءاً من مجموعة صغيرة من الأفراد والمنظمات تأمل في التشجيع على حركة أكبر من أجل طاقة مستقلة ومستديمة في الأراضي الفلسطينية: "ليس لدينا خيار آخر غير التفكير بشكل مبتكر". وتستورد الأراضي الفلسطينية أكثر من 95 في المئة من كهربائها ووقودها من الخارج، ومن إسرائيل بشكل خاص، بينما تستورد كميات صغيرة من الأردن ومصر. أما الكهرباء الوحيدة التي ينتجها الفلسطينيون بشكل مستقل، فتولدها محطة كهربائية بمدينة غزة تعتمد على الوقود المستورد، وذلك لأن الأراضي الفلسطينية لا تمتلك موارد طاقية تقليدية، عدا عن احتياطي من الغاز لم يستغل بعد قبالة سواحل غزة وقد تم اكتشافه عام 2000. وفي غزة، تترك انقطاعات التيار الكهربائي المبرمجة، السكانَ بدون كهرباء لفترات قد تصل ثماني ساعات يومياً. ورغم أن معظم المناطق في الضفة الغربية تتوفر على الكهرباء على مدار اليوم، فإن النمو الديمغرافي الاقتصادي يدفعان الطلب على الطاقة بـ 10 في المئة سنوياً. وعلاوة على ذلك، فإن الفلسطينيين يدفعون حوالي 15 في المئة أكثر عن كل كيلووات- ساعة مقارنة مع نظرائهم الإسرائيليين، وما يصل إلى ضعف المعدلات الموجودة في الولايات المتحدة علماً بأن أجورهم أقل مما هو موجود هناك. كما أن وقود الديزل الذي يستعمل عادة لتدفئة منزل فلسطيني يظل بعيداً عن متناول الكثيرين ممن يعيشون هنا. وفي هذا السياق يقول السبعاوي: "إن فلسطين تواجه مشاكل ضخمة في مجال الطاقة"، مضيفاً: "لدينا واحد من أعلى معدلات الكثافة السكانية في العالم... وندفع واحدا من بين أعلى أسعار الطاقة في الشرق الأوسط كله وشمال إفريقيا". والجدير بالذكر هنا أن هذه الأنظمة التي تستغل الحرارة الجوفية للأرض لا تزيد إجمالي إنتاج الطاقة، وإنما تقلص كمية الطاقة اللازمة للتبريد والتدفئة، التي تصل إلى 60 في المئة من الطاقة المستهلَكة من قبل المباني. غير أنها تحتاج لاستثمارات، يقول السبعاوي إن المانحين الأجانب والسلطة الفلسطينية والمطورين الخواص مترددين في توفيرها. والحال أن الاستثمار في البنى التحتية للطاقة المتجددة الآن سيساعد على تقليل الاعتماد على المساعدات الأجنبية مستقبلا. وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول السبعاوي: "بغض النظر عن مدى جاذبية الطاقة الخضراء، إلا أنها إذا لم تكن متاحة بأسعار معقولة وفي المتناول، فلا أحد سيستعملها". والواقع أن الطاقة الحرارية ليست سوى واحد من عدد من موارد الطاقة الإضافية التي يدرسها الفلسطينيون لدعم اقتصادهم الفتي. وفي هذا السياق، يقول جمال أبو غوش، مدير وحدة مراقبة البرنامج بوزارة الطاقة في السلطة الفلسطينية: "يمكنك أن تبني منزلا، لكن إذا لم تكن ثمة كهرباء فلا أحد سيأتي ويستأجره"، مضيفاً: "إن نقصاً في الكهرباء سيسبب مشاكل للاقتصاد، ولقطاع المياه، ولكل شيء. لذلك، فإن تطوير الكهرباء يجب أن يكون أسرع دائماً". لكن بالنسبة للفلسطينيين المفتقرين لمصادر الطاقة، فإن الطريقة الوحيدة لتحسين الأمن في مجال الطاقة تكمن في استغلال الطاقة المتجددة، كما يرى عفيف حسن، عميد كلية الهندسة بجامعة بير زيت بالقرب من رام الله. ويذكر هنا أن الطاقة الشمسية تستعمل منذ بعض الوقت لتدفئة المياه، ومن المرتقب أن تمد تربينة رياح مصممة للخليل المستشفى الرئيسي للمدينة بحوالي 40 في المئة من احتياجاته من الكهرباء. ويقول حسن: "لدينا إمكانيات كبيرة في ما يتعلق بالطاقة الشمسية"، مضيفاً أن الجامعة وحدها لديها فاتورة كهرباء سنوية تناهز نصف مليون دولار. وبالنظر إلى غياب الأمطار تقريباً، والعدد المحدود من الأيام الغائمة بين شهري مايو وسبتمبر، فإن استغلال الطاقة الشمسية يمكن أن يساهم بشكل فعال في حل مشكلة الطاقة بالأراضي الفلسطينية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©