الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضحايا الإرهاب يقاومون الثأر!

17 يوليو 2011 21:50
هيلين تومبسون المسؤولة الإعلامية في منظمة "أخوات ضد التطرف العنفي" تلقت "حياتي إيكا لاكسمي" يوم التفجيرات التي حصلت في بالي عام 2002 مكالمة هاتفية من مندوب لشركة تأجير سيارات، قال فيها إن السيارة التي استأجرها زوجها مع بعض أصدقائه علقت في زحمة مرورية في منطقة كوتا السياحية القريبة، وأن قنبلة انفجرت على بعد ثلاث سيارات فقط. كانت إيكا قد سمعت عن التفجيرات، لكن لم يدر بخلدها أن زوجها يمكن أن يكون قد تأثر. وسرعان ما تحوّل رعبها الأولي بأن تكون جماعة ما قد قامت بهجمة كهذه، إلى حزن شخصي عميق، حيث بدأت بحثاً محموماً لمعرفة ما إذا كان زوجها حياً أم ميتاً. مضت سبعة أيام قبل أن تجد إيكا جثة زوجها مسجاة في المشرحة. "اضطررْت لأن أتعرّف على جثته بناءً على علامات خاصة أشار إليها فريق التشريح ومن خلال فحوصات الحمض النووي"، تقول إيكا. ثم تضيف: "أصابتني صدمة شديدة عندما ثبت أن الجثة X في كيس رقم 145 كانت جثة زوجي". ترك حدث موت الزوج إيكا وحيدة لتتولى تنشئة ابنيها الصغيرين. "كنت أعتمد على دخل زوجي. كان ولداي صغيرين جداً في ذلك الوقت، وقد بلغا السنتين والثلاث سنوات. تأثرنا جميعاً وبعمق. أصبت بالصدمة الشديدة والإحباط". لاحظت إيكا أن ولديها أصبحا غاضبين وحزينين، وأحياناً عدوانيين. شعرت في الذكرى الأولى للتفجير أن عليها فعل شيء لإخراج أسرتها من الحزن الذي غرقت فيه. حصلت إيكا، ولمدة ستة أشهر، على إرشاد من منظمة غير حكومية تساعد الناجين وأسر الضحايا. عند إتمام العلاج طلبت منها المنظمة البدء بالعمل معها، الأمر الذي وفر لها بعض المال. مثلها مثل العديد من النساء اللواتي تأثرن بالإرهاب، فقدت إيكا رب عائلتها وكافحت من أجل استمرارية العائلة اقتصادياً. فتحت بمساعدة والدتها دكاناً صغيراً لبيع البضائع المحلية كالسكر والبن والغاز. بعدما تمكنت من تحقيق الاحتياجات اليومية لحياتها، تحوّلت إيكا إلى الاحتياجات العاطفية لأطفالها وأخذتهم إلى الإرشاد الاجتماعي النفسي. أدركت أن العديد من العائلات تمر بنفس الصدمة، فقررت إحضار أصدقاء فقدوا أقارب في التفجيرات إلى جلسات الاستشارة. ساعدت إيكا تدريجياً على إيجاد شبكة من الضحايا اسمها "إيسانا ديواتا" (زوجات وأزواج وأطفال ضحايا تفجيرات بالي). تمكن الضحايا من خلال الحوار والدعم المتبادل من إيجاد القدرة للتغلب على مصاعبهم وتحويل حزنهم إلى عمل إيجابي. تتكون المجموعة الآن من 22 أسرة، وتضم 47 طفلاً. قتلت تفجيرات بالي أناساً من 22 دولة حول العالم ومن ديانات مختلفة. سافرت إيكا مؤخراً إلى فيينا لحضور مؤتمر "ماذرز موف" (Mothers MOVE) الذي نظمته منظمة "أخوات ضد التطرف العنفي" (SAVE)، وهو أول منبر نسائي لمكافحة الإرهاب في العالم. وتهدف منظمة (SAVE) إلى إيجاد شبكة عالمية من النساء، مكرسة لإنهاء التطرف وإبراز أصوات الضحايا لكشف الكلفة البشرية للإرهاب. في فيينا انضمت إيكا إلى نساء من نيجيريا واليمن ومصر وباكستان وفلسطين وإسرائيل وإيرلندا الشمالية، وجميعهن فقدن أقرباء لهن بسبب الإرهاب، أو ممن يعملن لمجابهة التطرف. شاركت إيكا بقصتها وتعلمت من تجارب الآخرين. وخلال الأيام الثلاثة، عملت النساء على بناء الثقة، واكتسبن إلهاماً من قصص بعضهن بعضاً وأدركن أنه حتى عبر الثقافات، فإن الألم الذي تشعر به الأم عند فقدان زوج أو طفل هو نفسه. تدرك إيكا أن تأثير الأم غاية في الأهمية: "الأمهات هن أساس العائلة. تستطيع الأم توجيه أطفالها. قد تمتلئ قلوب الأطفال الذين تأثروا بتفجيرات بالي بالغضب. وتستطيع النساء أن تشرحن لهم أن السعي للثأر هو أمر غير مفيد. تستطيع النساء من خلال التعاون مع الأمهات الأخريات دعم أطفالهن بصورة أفضل". "لقد تغيرت حياة أطفالي بسبب جبناء تصرفوا باسم الدين، ولكن هذه التفجيرات لا علاقة لها بالدين"، تضيف إيكا. "لا يُعلّمنا الإسلام أن نقتل بعضنا بعضاً. الدين حاجة أساسية، وهو أساس الحياة بالنسبة لي. لقد تعلمْت كيف أقدّر نِعَمَ الله تعالى وقدره وقبول ذلك كله بقلب صادق ودون ضغينة تجاه أحد، حتى تجاه الإرهابيين الذين قتلوا زوجي". ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©