الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأجهزة الرقمية اليدوية تنهي عصر الكمبيوتر

الأجهزة الرقمية اليدوية تنهي عصر الكمبيوتر
31 يوليو 2006 23:22
إعداد - عدنان عضيمة: يبدو أن راي أوزي، الذي تسلم قيادة مايكروسوفت ليخلف بذلك رائد ثورة المعلومات بيل جيتس، أتى لتوّه إلى هذه الشركة العريقة في الوقت المناسب ليتحدث عن مستقبل الكمبيوتر الشخصي بلغة فلسفية مثيرة يمكنها أن تقلب الطاولة في وجه كل من سبقه من مستشرفي المستقبل القريب لثورة المعلومات· ويذكر العالم كيف رافق الصعود السريع لنجم مايكروسوفت الانتشار الهائل للكمبيوتر الشخصي خلال العقد الأخير حتى أصبح الجهاز آلة لصيقة بمشاريع التطور والنمو في كل مكان من العالم· ويقول أوزي أن ذلك الوقت ولّى وانقضى وانضمّ إلى صفحات التاريخ، وليعلن على الملأ أن عصر اختفاء الكمبيوتر الشخصي تماماً بات وشيكاً· وعندما انضم أوزي إلى قسم البرمجة في شركة مايكروسوفت العام الماضي، كان يعلم جيداً أنه أصبح في المكان المناسب لتفجير إبداعاته وقدراته على الابتكار· ولم يكن غريباً بعد كل ما قدمه للشركة في هذه الفترة الوجيزة التي قضاها فيها أن يرتقي بسرعة هائلة في تصنيفه الوظيفي حتى أصبح الآن رئيس مهندسي البرامج التطبيقية، وهو المنصب الذي يستطيع أن يرسم من خلاله مستقبل الاستراتيجية التكنولوجية للشركة· وفي حديث له مع صحيفة فاينانشيال تايمز على هامش الاجتماع التقييمي السنوي لمايكروسوفت الخميس الماضي، أشار بجرأة إلى أن النشاط الرئيسي الذي تزاوله شركة مايكروسوفت في مجال تأليف وإعداد البرامج التطبيقية الحاسوبية أو السوفتوير، سوف يصبح هامشياً لا قيمة له بسبب التطورات الهائلة التي تنتظر ثورة المعلومات في المستقبل القريب· عصر التحوّل وفضّل أوزي أن يكون سبّاقاً لاستخدام عبارات غير معهودة في إطار حديثه عن التطورات المقبلة حيث يقول: (في العصر السابق الذي كان فيه الكمبيوتر الشخصي سيّد الموقف!، كان من الطبيعي أن تبدأ مايكروسوفت نشاطها بإنتاج البرامج التطبيقية؛ ولكننا الآن بدأنا بدخول عصر جديد؛ عصر ستمثل فيه الإنترنت مركز الثقل ومحور التطور)· وبدا مثل هذا الكلام الخطير مثيراً لاستغراب ودهشة المحللين؛ خاصة لأن أوزي جهر به في مقر الإدارة المركزية لمايكروسوفت في ضاحية ريدموند بمدينة سياتل· ثم إن الحديث بمثل هذه اللهجة الجريئة كان ذات مرة أمراً معيباً وخارجاً عن أصول اللباقة المهنية بين جدران هذه الشركة الرائدة· وكثيراً ما كان بيل جيتس ذاته يرفض أي طرح يشير إلى أن العصر الذي احتل فيه الكمبيوتر الشخصي الدور المركزي في ثورة المعلومات ولّى إلى غير رجعة· فماذا كان ردّ بيل جيتس على هذا الخرق الواضح لتعاليمه من قبل موظف جديد في شركة يعود إليه فضل تأسيسها وقيادتها إلى قمة النجاح؟· وربما كان بحكم الصدف وحدها أن بيل جيتس لم يحضر هذا الاجتماع لأنه كان خلال الأسبوع الماضي في أفريقيا؛ وهذه هي المرة الأولى التي يتخلّف فيها عن حضور الاجتماع السنوي للشركة؛ ومن المتوقع أن يصدر عنه في الأيام القليلة المقبلة ما يعبّر عن موقف مناقض لهذا الذي يتبناه أوزي؛ إلا أن المحلل الخبير في ثورة المعلومات ريتشارد ووتر يقول في تقرير نشرته الفاينانشيال تايمز أنه خلاف لما يقوله أوزي فإن الكمبيوتر الشخصي بعيد جداً عن حالة الموت، وحيث يقدر العدد الإجمالي للحواسيب الشخصية المستخدمة عبر العالم أجمع بنحو 850 مليوناً؛ ثم إن الكمبيوتر الشخصي هو الذي يقف وراء هذا التطور الكمّي والنوعي الضخم الذي شهدته تقنيات الحوسبة بكافة ضروبها وأشكالها· ويضاف إلى كل ذلك أن ثمة ربع مليون كمبيوتر شخصي جديد يقدّر أن تباع في العالم خلال السنة المقبلة؛ وهذا يفوق مجمل مبيعاته العالمية في عام 1995 بأربع مرات بالرغم من الإقبال الكبير الذي شهده في ذلك الوقت بسبب إطلاق البرنامج التطبيقي (وندوز 95) وانتشار استخدام الإنترنت على نطاق واسع· ومن ناحية أخرى، يفضل الخبير (روجر كي) أن يصحح بعض الأمور في معرض مناقشة هذه القضية الجدلية حيث يقول: (ليس المقصود من انتهاء عصر الكمبيوتر الشخصي أنه لن يباع بعد الآن، بل إن عصر نموّ مبيعاته هو الذي انتهى)· وقد يكون من الواضح من كلام (كي) أن العالم أصبح متخماً بعدد غير قابل للزيادة من الحواسيب؛ وهو يعني أيضاً أن تدفق الأجهزة إلى الأسواق بمثل تلك الغزارة أصبح شأناً من الماضي· بدائل الكمبيوتر فما مصدر التشاؤم على مستقبل مايكروسوفت ومعها بقية شركات إعداد وتأليف البرامج التطبيقية الخاصة بالكمبيوتر الشخصي؟· يعود ذلك إلى أن سلسلة جديدة من الأجهزة الرقمية التي لا تنتمي إلى الكمبيوتر الشخصي إلا بصلة قرابة بعيدة، بدأت تغزو أسواق العالم؛ وهي التي يبدو أنها اختطفت الأضواء من الكمبيوتر الشخصي بالرغم من أن برامجها التطبيقية ورقاقاتها الإلكترونية المصغّرة ليست من صنع (مايكروسوفت) أو (إنتل) في جلّ الأحوال· وبدأت أجهزة العصر الجديد مثل الموبايل ومنصّات الألعاب الإلكترونية والمشغلات الرقمية للوسائط الإعلامية المتعددة والتلفزيونات الرقمية التفاعلية والكمبيوتر اليدوي، تلعب دورها الأساسي في تشكيل الموجة العاتية الجديدة من الحوسبة الرقمية· وبالطبع، لم تكن هذه الوجهة التطورية خافية عن خبراء (مايكروسوفت) ذاتها، ودليل ذلك أنهم سارعوا إلى مضاعفة اهتمامهم بإنتاج البرامج التطبيقية لتشغيل هذه الأجهزة بالرغم من أنهم لم يحققوا في هذا المجال إلا نصف النجاح الذي سعوا إليه· وتمكنت الشركة حتى الآن من بيع نحو 30 مليون منصّة ألعاب إلكترونية بالإضافة لـ6 ملايين هاتف موبايل يعمل بنظام برنامج وندوز للتشغيل، و14 مليون كمبيوتر شخصي صممت بحيث يعمل كل منها كمركز للوسائط الإعلامية المتعددة عند وصله بالتلفزيون· ويخلص أوزي من كلامه بالإشارة إلى أن من المؤكد أن التكنولوجيا الرقمية الجديدة تتجه لابتكار المزيد من الأجهزة غير المسبوقة التي ستغني البشر تماماً عن استخدام ذلك الجهاز (القديم) الذي يحتل نصف الطاولة ويبدو كالكسيح لأنه فاقد القدرة على الحركة تماماً ·· والذي يدعى الكمبيوتر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©