الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التحالف الثلاثي يثير الجدل في صناعة السيارات

31 يوليو 2006 23:34
إعداد - عدنان عضيمة: فيما تتناقل وكالات الأنباء أخبار المفاوضات الدائرة الآن على قدم وساق بين ائتلاف نيسان-رينو الذي يقوده اللبناني الأصل كارلوس غصن من جهة ورائدة صناعة السيارات في العالم جنرال موتورز من الجهة الأخرى، بدأت تقارير المحللين تتوالى وهي تحمل في طياتها الإشارة إلى كل من المزايا والمساوئ المحتملة لأضخم عملية اندماج في تاريخ صناعة السيارات· وأشار جوزيف تشيني في مقالة تحليلية نشرت على موقع (ذي كار كونيكشن دوت كوم) إلى أن التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن هذا التحالف سوف يؤدي بالضرورة إلى تغيّر كبير في أسواق صناعة السيارات في العالم أجمع لأن ائتلاف الشركات الثلاث سيشكل أضخم شبكة صناعية عالمية في هذا الميدان، ويقدر بشكل مبدئي أن يبلغ مجمل إنتاج الشركة الجديدة 14 مليون سيارة سنوياً· ولا يلبث تشيني أن يبدي تحفظه على هذه التوقعات باعتبار أن الأمر لم يحسم بعد ولن يحسم نهائياً إلا بعد انقضاء فترة (الخلوة التفاوضية) التي حددت بين الطرفين بتسعين يوماً انقضى منها حتى الآن ربعها· مصطلحات محيرة وقد تتضح أهمية هذه الصفقة من خلال ما تبديه الأوساط الصناعية العالمية بمجرياتها وحيث أصبح أي تصريح أو تعقيب يصدر عن المجتمعين يعد نقطة محورية يمكن أن تبنى عليها الكثير من التحليلات الجديدة· ويذكر في هذا الصدد أن عقداً من الزمان انقضى على آخر سلسلة من عمليات الاندماج في صناعة السيارات عندما سجل اندماج شركتي نيسان ورينو، وأعقبه اندماج آخر أكثر ضخامة بين شركتي ديملر - بنز الألمانية وكرايسلر كوربوريشن الأميركية لتولد بذلك مجموعة (ديملر كرايسلر)· وينبغي الانتباه هنا إلى أن كبار المحللين الاقتصاديين يصابون بالحيرة عندما يحاولون اختيار التعبير المناسب عن عمليات المشاركة هذه خاصة بسبب الاختلاف الكبير في طبيعتها بين حالة وأخرى؛ فهل يستخدمون تعبير(اندماج) أم (ائتلاف) أم (شراء أصول أو جزء من الأصول)؟ وعلى سبيل المثال: ماذا يمكن أن يطلق على الشراكة الغريبة التي نشأت بين نيسان ورينو بعد أن اشترت الثانية 40 بالمئة من أصول الأولى لتبادر الأولى لشراء 15 بالمئة من أصول الثانية؟· ويبدو أن كلمة (اندماج)- بالرغم مما تحمله من غموض- مثلت التعبير الأكثر تطابقاً مع الواقع حول ''هذا الذي حدث''· وغالباً ما كانت عمليات الاندماج بين الشركات تحدث على شكل موجات متتالية وكأنها عواصف تهب مرة واحدة ثم تسكن من جديد· ولهذا فإن العديد من شركات صناعة السيارات تترقب الآن بكل اهتمام ما يحدث في كواليس نيسان ورينو وجنرال موتورز؛ ومن ذلك مثلاً ما يتوقعه تشيني من أن تشرع هوندا بالبحث عن شريك يمكنه أن يدعم السيولة المالية التي تفتقد إليها وأن يزيد من طرز السيارات المحدودة التي تنتجها؛ وهل يمكن لصنّاع السيارات الأقل حجماً مثل بي إم دبليو وبورش، أن يكونوا في حال أفضل لو اتفقوا على صيغة ما من صيغ الاندماج؟· وهناك أيضاً المزيد من الأسئلة المحورية الأخرى التي تطرحها التطورات الجديدة؛ فماذا سيكون موقف (فورد) الشركة الثانية من حيث القوة في أميركا بعد جنرال موتورز؟ لا شك أن نجاح مشروع الشركات الثلاث في تحقيق عملية الاندماج الجديدة سوف يمثل أداة ضغط بالغة القوة على شركات كانت في منأى عن المشاكل مثل مرسيدس بنز وديملر كرايسلر وفورد وحتى تويوتا وغيرها· شراكة في المنصات ويتحدث هيلتون هولوي خبير السيارات في مجلة (أوتوكار) الإنجليزية عن أمور تقنية ذات أهمية كبرى في قضية الاندماج بين نيسان ورينو وجنرال موتورز فيشير إلى أنه وبالرغم من الانتقادات التي وجهت لهذا التحالف الضخم إلا أنه ينطوي على الكثير من الفوائد السوقية للأطراف الثلاثة· ويتحدث هولوي عن قضية حساسة في صناعة السيارات تدعى (المشاركة في المنصّات) يشير إلى أن (المنصّات) التي تمتلكها شركة ما تعد واحداً من أهم مقاييس قدرتها على تنويع موديلات سياراتها· والمنصة هي هيكل الأساس لسيارة جديدة تنتمي إلى فئة معينة· وقد يكلف بناء منصّة جديدة أو حتى تعديل منصة قديمة بضع مئات الملايين من الدولارات· وكانت شركة فولكسفاجن سباقة إلى تنفيذ فكرة الاشتراك في منصات مع صنّاع سيارات آخرين بهدف تنويع المنتجات وتخفيض التكاليف· وجاءت سيارتها الأولى ذات الاستخدامات الرياضية (طوارق) حصيلة جهود مشتركة مع خبراء شركة بورش التي سارعت بدورها إلى بناء أولى سياراتها للاستخدامات الرياضية (كاين)· وقد توضح هذه الأمثلة التنوع الضخم للمنصات الذي ستحتكم إليه الشركة الناتجة عن اندماج نيسان رينو جنرال موتورز والتي ستتمكن عندئذ من بناء كل أنواع وفئات السيارات فوق منصاتها المستخدمة حالياً· ويمكن تقدير قيمة هذه الثروة الكبيرة (المنصات) من مجرد الإشارة إلى أن شركة تويوتا تمكنت من بيع 1,38 مليون سيارة كورولا، و1,36 مليون سيارة كامري، و1,17 مليون سيارة ياريس، علماً بأن السيارات الثلاث تشترك مع بعضها في منصة واحدة· ويمكن القول أن الائتلاف المنتظر بين نيسان ورينو وجنرال موتورز سوف يؤدي إلى دخول صناعة السيارات عصر جديد من القدرة على تنويع الموديلات وتطويرها كما أنه سيفتح أبواب الاندماجات الأخرى بين الشركات الأصغر على مصاريعها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©