تحقيق-خولة السويدي:
الذين يعشقون التاريخ يتذكرون ان نهضة دبي العمرانية والتجارية بدأت بشارع آل مكتوم وسوق الذهب وسوق مرشد وامتدت بعد ذلك عبر السنوات لتطال العديد من المراكز التجارية التي تميزت ونجحت في اجتذاب الزوار من داخل وخارج الدولة، ومع انتشار مراكز التسوق الفخمة في انحاء الامارة إلا أنها لم تستطع سحب البساط من محال شارع آل مكتوم الذي يضم أكبر عدد من الوكالات الحصرية لأشهر الماركات العالمية·· والان ومع التطور التجاري المذهل الذي تشهده دبي تجاهد المنطقة التجارية القديمة للحفاظ على طابعها التقليدي وعلى زبائنها ، وطبقا لاصحاب المحال في شارع آل مكتوم ومرتاديه فقد نجحت المنطقة الى حد بعيد في المنافسة مع ''المولات'' الحديثة مدعومة بتاريخها التجاري وجودة ما تقدمه من سلع وخدمات · ''الاتحاد'' تجولت في شارع آل مكتوم وطرحت جملة من الاستفسارات على اصحاب وموظفي المحال التجارية وبعض عملاء الشارع لمعرفة تاريخ المنطقة للاجيال الجديدة والمشكلات التي تواجههم في عملهم اليومي ·
الشكوى من الازدحام
يقول محمد بشير من محل ألبير توجورداني: ان المحل افتتح منذ ثماني سنوات في شارع آل مكتوم وزبائننا هم من النوع الخاص وأغلبهم من يفضل الهدوء· إلا ان ذلك لا يمنع أن يكون لدينا محلات في المراكز التجارية لأن سياح المراكز يختلفون عن سياح الشارع المفتوح·
واشتكى بشير من التعديلات والتجديدات التي تقام في الشارع والتي ادت الى الازدحام، والأزمة التي يجب أن يوجد لها حل في أسرع وقت هي مواقف السيارات فأقترح إنشاء مواقف سيارات متعددة الطوابق لأن هذه الأزمة تؤثر على تردد الزبائن للشراء من محلات شارع آل مكتوم·
ومن جانبه يقول حسن صبرا موظف في محل بال زاليري ان حركة البيع ضعيفة كثيراً عن السابق وعدم وجود مواقف للسيارات هو السبب الرئيسي في ضآلة عدد الزوار لأن الزبون إذا لم يجد موقفا بالتأكيد سيرحل أما عن مسألة الازدحام فلا تعد مشكلة لأن دبي بشكل عام بها ازدحام وليس زوار شارع آل مكتوم هم الوحيدين الذين يعانون من هذه المشكلة، ويوضح صبرا أنه لابد من حل مشاكل الشارع بأسرع وقت حتى يعود الازدهار للشارع·
تكامل تجاري
وتقول سعاد أبو لوفا موظفة في دار وليد عطا الله للأزياء ان المنافسة بين محلات شارع آل مكتوم ليست واردة لأن لكل محل طابعه الخاص والزبون الذي يقصد الشارع يتجه الى محل بعينه تعود عليه ويعرف ماذا يقدمه ، وفيما يتعلق بمشكلات الازدحام التي يعاني منها الشارع فيمكن تجاوزها فلا توجد منطقة تجارية تخلو من معوقات· وقال سيد علي من مطعم جراند أبوشقرا ان المطعم يلاقي نجاحا كبيراً رغم افتتاحه مؤخراً لوجوده في شارع آل مكتوم· وباعتباره المطعم الوحيد بجانب عدد من الفنادق ولموقع الشارع في وسط دبي يتردد عليه الزبائن من مختلف مناطق دبي، كما أن زبائننا هم صفوة المجتمع ومن جميع الجنسيات إلا أن الاكتفاء بفرع شارع آل مكتوم ليس منطقياً لأن التوسع من أسس نجاح التجارة· ويبين علي أن المحل لا يعاني من مشكلة عدم وجود مواقف سيارات للزبائن لأن التوسع الذي حدث خلف المطعم أدى إلى تسهيلات للزوار كما أن المطعم يطل على مواقف دائرة الأراضي والأملاك وهي مواقف سيارات ضخمة حلت المشكلة إلى حد ما·
وقال موفق دلول مدير مؤسسة الحاجب للتجارة العامة في دبي وأبوظبي والشارقة ان افتتاح المحل في بداية شارع آل مكتوم منذ 26 عاماً ويعد من أوائل المحلات التجارية التي افتتحت في الشارع وفرع دبي هو الفرع الوحيد ولعراقته في التواجد في شارع آل مكتوم جعل منه معلما يعرفه المتسوق، أما عن الازدحام وعدم وجود مواقف سيارات، فقال انها لا تعد عائقاً لأن الزبون إذا كانت له حاجه في المحل سيتحمل مثل هذه المضايقات لشراء ما يحتاجه· غير ان حنا شوفان مدير ماجستيك يشير الى ان مشكلة الازدحام تفاقمت مؤخراً وأثرت على تردد الزبائن على شارع آل مكتوم· ويقول شوفان ان محل ماجستيك افتتح منذ 25 عاماً وهو أول أفرع مجموعة محلات ماجستيك الذي يملك 10 أفرع في إمارة دبي وواحدا في أبوظبي· ويبين شوفان أن افتتاح مراكز التسوق وكثرتها له أثر لأن أغلب المحلات الشهيرة قد افتتحت لها فروعاً في المراكز، ولكن لا يزال هناك فئة من الناس تفضل الاماكن المفتوحة مثل شارع آل مكتوم الذي يضم معظم الوكالات العالمية·
أرقى الشوارع
وتقول شذى صباغ مديرة مجوهرات المنارة ان شارع آل مكتوم من أرقى شوارع البلد لأنه يستقطب الطبقة المخملية التي تبحث عن المنتجات الراقية والمتميزة، وتضيف صباغ أن الطفرة الاقتصادية التي تشهدها إمارة دبي لها أثر إيجابي إلى جانب الأثر السلبي وما من تطور أو تغيير إلا وله عقبات لابد وان نتخطاها· وزبائن شارع آل مكتوم لا يأتون للفرجة لأن المكان يتميز بالخصوصية· وتوضح فاتن الحاج من محل أيسبرج أن حركة الزبائن في شارع آل مكتوم متوسطة وتعتمد على مواسم التسوق· ويتطور الشارع عاما بعد عام إلا أن فكرة افتتاح فرع جديد في شارع مفتوح أمر غير وارد لأن محلاتنا في المراكز التجارية تلاقي النجاح بشكل أكبر· وتقول ريتا طرشا من محل ماري كلير ان المحل افتتح في عام 1981 أي من 25 عاماً، وحركته التجارية كبيرة وفرعنا في شارع آل مكتوم هو الفرع الوحيد وأعتقد أننا لا نحتاج إلى افتتاح أفرع أخرى، لأن زبائن المحل يعرفون جودة البضائع التي يوفرها المحل واعتدال أسعارها لذلك يأتون من مختلف أنحاء الدولة للتزود باحتياجاتهم· وتؤكد طرشا أن إدارة المحل لا تفكر في الانتقال إلى أي من المراكز التجارية الكبيرة بخاصة ان محلها افتتح في شارع آل مكتوم منذ ما يزيد على عشرين سنة وبات معروفاً لزبائنه· وحول مشكلة عدم وجود مواقف سيارات تقول سونيا نهرا من محل ماري كلير انها مشكلة كبيرة وتؤدي إلى خسائر فادحة وبسبب مشكلة المواقف أغلقنا فرعنا الآخر الذي كان يوجد في سوق الذهب منذ 32 عاماً بسبب عدم وجود مواقف للسيارات· ويتفق في هذا الرأي مع ''سونيا نهرا'' فادي عوض مدير المحلات الكبرى مؤكدا أن عدم وجود مواقف للسيارات له أثر في الحركة التجارية إلا أننا لا نعاني كثيراً من هذه المشكلة لأننا نعتمد على التجارة من الدول الأخرى مثل إيران وروسيا وأفريقيا· وتقول جوليا من محل جوتشي ان حركة شارع آل مكتوم وحيويته لا يشعر بها إلا من تعود عليها، لأن له طبيعته الخاصة ومحاله تقدم بضائع لأكبر الوكالات المشهورة في العالم، والأمر الذي يميز هذه المحال هو الخصوصية في التعامل التي لا يجدها المتسوق في متاجر المراكز الكبرى·
عدد اليوم
