الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اعتقال الترابي بعد حديثه عن انتفاضة محتملة

اعتقال الترابي بعد حديثه عن انتفاضة محتملة
19 يناير 2011 00:11
اعتقلت القوات الأمنية السودانية ليلة الاثنين الثلاثاء الزعيم المعارض حسن الترابي بعد ساعات من إعلانه احتمال قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس الاسبوع الماضي. وقال عوض بابكر مساعد الترابي (78 عاما): “طوقت قوات الأمن المنطقة حول منزل الترابي وقامت باعتقاله”. من جهته قال صديق الترابي ابن الزعيم المعارض:”نعم لقد اعتقلوه. عندما يعتقل الناس لا يشرحون لهم سبب اعتقالهم. قد يكون ربما بسبب المؤتمر الصحفي الذي عقدته أحزاب المعارضة الأحد”. وتابع “لقد اعتقل أيضا اعضاء آخرون في حزب المؤتمر الشعبي، إنها موجة اعتقالات”. وتفيد متابعات صحيفة “الاتحاد” في الخرطوم بأن الترابي كان يستعد لمخاطبة ندوة سياسية اليوم بدار المؤتمر الشعبي يتناول خلالها تطورات الأحداث السياسية في البلاد. ويعتبر الاعتقال السادس لزعيم الحركة الإسلامية في السودان منذ انشقاقه عن الرئيس السوداني عمر البشير قبل 11سنة. وفي تصريح لـ”الاتحاد” أدان القيادي بالمؤتمر الشعبي الدكتور بشير ادم رحمة اعتقال الترابي ورفاقه , وقال إن حزبه ينتظر تفسيراً من قبل الحكومة لاعتقال زعيم الحزب ورفاقه مندداً بالخطوة التي اعتبرها “عرقلة لجهود الوفاق الوطني وبداية غير موفقة لدولة الشمال”. وأضاف “ كان الأجدر بالمؤتمر الوطني أن تتجه لفتح قنوات الحوار مع المعارضة بدلا عن سياسية تكميم الأفواه”. وأعلن نائب الأمين العام في حزب المؤتمر الشعبي عبدالله حسن احمد في مؤتمر صحفي عقده أمس “نعطي حزب المؤتمر الوطني خيار تكوين حكومة انتقالية تنظم انتخابات حرة نزيهة وتكتب دستور السودان الدائم وإلا سننزل إلى الشارع”. وأضاف بلهجة حادة “سنغير النظام عبر عمل مدني في الشارع”. من جهتها قالت مريم المهدي ابنة زعيم حزب الأمة الصادق المهدي إن “الوضع في السودان حساس”. وأضافت المسؤولة في حزب الأمة “في البداية قام حزب المؤتمر الوطني برفع أسعار المواد الغذائية بعدها اعتقلوا مسؤولين في حزب المؤتمر الشعبي”. وقالت وصال المهدي زوجة الترابي وهي تبكي “انه عمل إجرامي .. كيف تعتقل رجلا في الثامنة والسبعين من عمره وتزج به في السجن. نخاف عليه”.وقال شاهدان إن قوات الامن أغلقت الطريق المؤدي الي منزل الترابي وإن خمس سيارات للشرطة مملوءة بجنود مدججين بالسلاح اقتادوه من منزله بينما كان افراد اسرته يبكون ويرددون “الله أكبر”. وقال مسؤولان بحزب المؤتمر الشعبي المعارض لرويترز ان تسعة مسؤولين في الحزب سواء من الزعماء او الاقل مكانة اعتقلوا من منازلهم في حملات في ساعة مبكرة من الصباح. ويرجح محللون سياسيون في الخرطوم بأن الاعتقالات في صفوف حزب المؤتمر الشعبي ذي التوجه الاسلامي تمت على خلفية تصريحات الترابي الأخيرة والتي تحمل مناهضة لنظام الحكم. وقال الدكتور جمال حسن عبد الدائم المحاضر بجامعة النيلين في الخرطوم إن الحكومة تراقب عن كثب تحركات المعارضة والتصريحات الأخيرة لها بشأن إحداث ثورة شعبية في البلاد إذا لم يتح لها فرصة المشاركة في الحكم وتكوين الحكومة الانتقالية.وأشار إلى أن قراءة الحكومة لتصريحات الترابي على أنها دعوة صريحة لزعزعة الأمن وتحريض الشعب للقيام بثورة في وقت حرج من تاريخ البلاد. ونقل موقع المركز السوداني للخدمات الصحفية المقرب من أجهزة الاستخبارات السودانية صباح أمس أن “الأجهزة الأمنية المختصة حصلت على وثائق ومعلومات تؤكد علاقة حزب المؤتمر الشعبي بحركة العدل والمساواة (المتمردة في دارفور) وذلك بعد الإفادات التي أدلى بها قادة الحركة الذين تم أسرهم بغرب دارفور مؤخرا”. وأضاف المصدر نفسه حسب ما نقل عنه هذا الموقع “أن الإفادات والوثائق أكدت دور المؤتمر الشعبي في توجيه وتمويل أنشطة حركة العدل والمساواة بالإشراف المباشر على عملياتها العسكرية بدارفور لإثارة التوتر دون أدنى مراعاة لمعاناة أهل دارفور”. ولم يشر الموقع إلى اعتقال الترابي. وكانت السلطات الأمنية قد أعلنت عن أسر عدد من القيادات العسكرية بحركة العدل والمساواة وعلى رأسهم ابراهيم الماظ نائب رئيس الحركة إلى جانب محجوب الجزولي عز العرب وآخرين. وكان متمردو حركة العدل والمساواة شنوا في مايو 2008 هجوما عسكريا واسعا على ام درمان في ضواحي الخرطوم من الأراضي التشادية إلا أن قوات الأمن السودانية تمكنت من صدها. وكانت الأحزاب السودانية المعارضة ومن بينها حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي المنضوية في إطار ما يعرف بـ”قوى الإجماع الوطني” ، اعتبرت الأحد “أن الأزمة الحالية في السودان لن تحل إلا بسقوط النظام وإنهاء الشمولية وانتهاء حكم الحزب الواحد”. وأضاف بيان المعارضة أن اجتماعا سيعقد “خلال الأيام القادمة لرؤساء الأحزاب المعارضة لتحديد كيفية الإطاحة بالنظام” السوداني برئاسة الرئيس البشير. ويعتبر الترابي مهندس الانقلاب العسكري الذي قام به الرئيس الحالي عمر حسن البشير عام 1989. الا ان الرجلين اختلفا منذ نحو عشر سنوات ما دفع الترابي الى انشاء حزب جديد اطلق عليه اسم “المؤتمر الشعبي”. ويأتي اعتقال الترابي متزامناً مع اقتراب الجنوب السوداني من الانفصال النهائي وقيام السلطات السودانية بسبب مشاكلها المالية بوقف الدعم الذي كانت تقدمه لبعض المواد الغذائية الأساسية ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعارها، وإلى نقمة شعبية على الغلاء المستفحل. اتفاق بين الخرطوم وجوبا يعيد الهدوء إلى أبيي الخرطوم (الاتحاد) - وقعت الحكومة السودانية المركزية وحكومة جنوب السودان اتفاقاً يقضي بتهدئة الأوضاع المتأزمة في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الجانبين وتضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه عقب مباحثات ماراثونية بين وزيري الداخلية في الشمال والجنوب حزمة من الإجراءات على المستويين الأمني والاجتماعي للحيلولة دون عودة العنف الذي شهدته المنطقة منذ نحو أسبوعين. ويقضي الاتفاق بتراجع قوات الجيش الشعبي إلي حدود 1965م وفتح الطريق أمام الرعاة من المسيرية للتنقل بمواشيهم حتى حدود 1965م تحت حماية قوات من الوحدات العسكرية المشتركة والي ذلك تأمين العائدين إلي الجنوب.وأكد وزير الداخلية بالحكومة الاتحادية إبراهيم محمود حامد أن الاتفاق يهدف إلى تأمين قوافل العودة الطوعية إلى الولايات الجنوبية بواسطة القوات المسلحة والشرطة الاتحادية إلى جانب فتح المسارات الرعوية لقبائل المسيرية وتأمينها حتى حدود 1/1/ 1956م. ويلزم الاتفاق الجيش الشعبي بتأمين مسارات الرعاة داخل حدود الولايات الجنوبية وكذلك تجميع قوات الشرطة داخل المدينة واستبدالها بكتيبتين من القوات المشتركة على أن تقوم الأمم المتحدة بالإشراف ومراقبة تنفيذ الاتفاق وتقديم الدعم اللوجستي اللازم للتنفيذ إلى جانب تكوين لجنة فنية من ضباط الشرطة لمعالجة المهددات الأمنية لمنطقة أبيي كما أوصى الاجتماع برفع تصور لهيئة الرئاسة بضرورة الإسراع في إيجاد حل دائم لمشكلة أبيي. وفي تصريح خاص لـ”الاتحاد”قال رئيس كتلة المؤتمر الوطني في إدارة ابيي مجاك ماتيك ايون إن الاجتماع الذي استمر لساعات طويلة شارك فيها إلى جانب وزيري الداخلية في الشمال والجنوب رئيس إدارة أبيي دينق اروب وعدد من القيادات العسكرية والمدنية في ابيي.وبحث الاجتماع ملابسات التصعيد الأخير في منطقة ابيي بين قوات الحركة الشعبية والمسيرية ودينكا نقوك مؤكداً على أهمية ضبط النفس والحفاظ على السلام في المنطقة التي عرفت عبر تاريخها الطويل بأنها مثال للتعايش السلمي بين قبيلتي المسيرية الشمالية ودينكا نقوك الجنوبية. وأكد أن الاجتماع هدف إلى الحد من النزاعات المسلحة في المنطقة والإعلاء من شأن الحوار والتفاوض في حل القضايا الشائكة بين القبيلتين مشيراً إلى هدوء الأحوال الأمنية في المنطقة. وقال إن الاتفاق أعاد الهدوء إلى المنطقة التي بدأت تتنفس الصعداء بعد أن تم فتح الطرق والمسارات لرعاة المسيرية للتنقل بقطعان الماشية إلي المراعي حتى حدود 1956م قد أشاع شعورا بالارتياح في أوساط المسيرية والجنوبيين العائدين إلى الولايات الجنوبية.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©