بعد مكاسب قياسية بلغت قيمتها 94,5 مليار درهم خلال شهر يوليو الماضي، تعرضت الأسهم المحلية في بداية تعاملات شهر أغسطس الحالي أمس، لعمليات جني أرباح طبيعية طالت الأسهم القيادية كافة، أفقدت الأسواق نحو 6,5 مليار درهم من قيمتها السوقية.
وتراجع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 0,82%، محصلة انخفاض سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1,2%، بعدما تخلى المؤشر من جديد عن مستوى 5000 نقطة، بعد من انخفاض كبير للأسهم القيادية في قطاعي البنوك والعقارات، فيما نجح سوق دبي المالي في احتواء عمليات جني الأرباح وتقليص خسائره من أكثر من 1% إلى أقل من ربع في المائة، وبقى فوق مستوى 4800 نقطة.
ولم تثر تراجعات الأمس أية مخاوف لدى المستثمرين والمحللين الماليين الذين اعتبروها صحية للأسواق، بعد ارتفاعات جيدة طيلة شهر رمضان استعادت معها الأسواق أكثر من 70% من خسائر شهر يوليو، بل إن سوق دبي المالي استعاد كامل خسائره.
وتوقع هؤلاء أن تدعم نتائج الشركات القيادية للربع الثاني بقاء الأسواق على مسارها الصاعد، ولكن بوتيرة هادئة، بسبب موسم الصيف الذي يشهد هدوءاً في التعاملات، مع سفر غالبية المستثمرين لقضاء الإجازة الصيفية في الخارج.
وقال وائل أبو محيسن مدير عام شركة الأنصاري للأوراق المالية، إن الأسواق حافظت على إيجابيتها بدعم من نتائج الشركات للربع الثاني والتي تعتبر جيدة للغاية، الأمر الذي ساعدها على احتواء عمليات جني أرباح من قبل مستثمرين، بعد مكاسب جيدة طيلة الشهر الماضي، وخصوصاً في الأسبوع الأخير من شهر رمضان والذي شهد ارتفاعات جيدة.
وأضاف: «من الطبيعي أن تتعرض الأسواق بعد كل ارتفاعات جيدة، لضغوط بيع من قبل مستثمرين يرغبون في التسييل الجزئي لأسهمهم والعودة من جديد للشراء عند مستويات سعرية أقل»، موضحاً أن الشركات التي ستعلن عن نتائج أفضل للربع الثاني، ستتفاعل أسهمها بإيجابية أكبر مع هذه النتائج، بعكس الشركات التي تعلن عن نتائج أقل من التوقعات، حيث ستتعرض أسهمها لضغوط بيع.
وأوضح أن النتائج المعلنة حتى الآن تشير إلى أن أرباح الشركات المدرجة جاءت في غالبيتها أعلى من التوقعات، خصوصاً القطاع المصرفي الذي حافظ على معدلات نمو تتجاوز 15%، الأمر الذي يدعم أسهمه، في وقت تترقب الأسواق نتائج شركة إعمار العقارية، بعدما جاءت نتائج شركات عقارية أخرى جيدة مثل أرابتك والاتحاد العقارية.
ومن جانبه، قال المحلل الفني فادي الغطيس مدير شركة ثنك للدراسات المالية، إن الأسواق حافظت على أفقيتها بشكل جيد، وستظل في هذا المسار الأقرب للصعود منه إلى الهبوط، حتى تصل إلى نقاط مقاومة نفسية جديدة عند 5000 نقطة لسوق دبي المالي، كما سيظل سوق أبوظبي للأوراق المالية يتأرجح بين 5000 - 5200 نقطة.
وأضاف أن الحركة الأفقية جيدة، بعد ماراثون صعودي طيلة الشهر الماضي دفعت الأسواق للتعافي من موجة التصحيح التي تعرضت لها في شهر يونيو الماضي، مضيفاً أن النتائج الجيدة التي أعلنتها البنوك الكبرى ساعدت الأسواق في استرداد كثير من خسائرها، وتفاوتت ردة فعل المستثمرين معها، وإن كانت لم تكن بالإيجابية الكافية، بسبب أن غالبية النتائج صدرت متزامنة مع دخول إجازة عيد الفطر، وكذلك أن أرباح الربع الثاني جاءت مقاربة لأرباح الربع الأول من ذات العام.
وأكد الغطيس أن الشركات العقارية ستكون الداعمة للأسواق خلال الفترة المقبلة، وإن لم تحمل بعضها مفاجآت لكنها ستكون إيجابية، مما يدعم الاتجاه الأفقي الأقرب للصعود خلال المرحلة الحالية.
وعودة إلى الأداء، انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع خلال جلسة الأمس بنسبة 0,82% وأغلق عند مستوى 5241,89 نقطة.
وشهدت القيمة السوقية انخفاضاً بقيمة 6,48 مليار درهم لتصل إلى 787,29 مليار درهم، وبلغت قيمة تداولات الأسواق نحو 1,32 مليار درهم من تداول نصف مليار سهم، من خلال 9190 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 59 شركة من أصل 120 شركة مدرجة في الأسواق المالية، وحققت أسعار أسهم 16 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 36 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
وجاء سهم «أرابتك القابضة» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا، حيث تم تداول ما قيمته 434,86 مليون درهم موزعة على 100,9 مليون سهم من خلال 2259 صفقة.
وجاء سهم «الاتحاد العقارية» في المركز الثاني بتداولات بلغت قيمتها 239,83 مليون درهم موزعة على 111,24 مليون سهم من خلال 1466 صفقة.
وحقق سهم «مجموعة الصناعات الوطنية» أكبر نسبة ارتفاع سعري بنسبة بلغت نحو 8,3% إلى مستوى 3,25 درهم من خلال تداول 19,82 ألف سهم بقيمة 5,74 ألف درهم.
وجاء في المركز الثاني سهم «مصرف السلام - البحرين» بارتفاع نسبته 6,37% إلى مستوى 2,17 درهم من خلال تداول 24,96 مليون سهم بقيمة 53,78 مليون درهم.
وسجل سهم «الوطنية للتأمينات العامة» أكبر انخفاض سعري في بالحد الأقصى المسموح به هبوطاً في الجلسة الواحدة بنحو 10% إلى 3,60 درهم، من خلال تداول 9000 سهم بقيمة 32,4 ألف درهم، تلاه سهم «الشركة العالمية لزراعة الأسماك» بانخفاض نسبته 9,87% ليغلق على مستوى 6,48 درهم من خلال تداول 500 سهم بقيمة 3240 درهما.
ومنذ بداية العام بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 21,52%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 386,71 مليار درهم، وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 64 شركة من أصل 120 شركة، وعدد الشركات المتراجعة 44 شركة.
ويتصدر مؤشر قطاع «العقار» المرتبة الأولى مقارنة بالمؤشرات الأخرى، وارتفع عن نهاية العام الماضي بنسبة 42,48% ليستقر على مستوى 7533,64 نقطة، تلاه مؤشر قطاع «الاستثمار والخدمات المالية» بارتفاع نسبته 40,6% ليستقر على مستوى 7469,73 نقطة، ومؤشر قطاع «البنوك» بارتفاع نسبته 28,4% ليستقر على مستوى 3739,43 نقطة.
وارتفع مؤشر قطاع «الخدمات» عن نهاية العام الماضي بنسبة 15,3% ليستقر على مستوى 1725 نقطة، تلاه مؤشر قطاع «السلع الاستهلاكية» بارتفاع نسبته 12,4% ليستقر على مستوى 1668,05 نقطة، ومؤشر قطاع «الصناعة» بارتفاع نسبته 10,5% وحقق مؤشر قطاع «الاتصالات» انخفاضاً عن نهاية العام الماضي بنسبة 4,4% ليستقر على مستوى 2304,78 نقطة، تلاه مؤشر قطاع «النقل» بانخفاض نسبته 6,4% ليستقر على مستوى 3416,54 نقطة، ومؤشر قطاع «الطاقة» بانخفاض نسبته 0,22% ليستقر على مستوى 131,708 نقطة.
عدد اليوم
