الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انتشال عشرات الجثث في عملية مروعة بجنوب لبنان

1 أغسطس 2006 00:39
بيروت-الاتحاد، وكالات الأنباء: انتشل رجال الانقاذ 28 جثة في بداية مهمة مروعة لاخراج عشرات الجثث من تحت الانقاض في جنوب لبنان خلال تعليق يستمر 48 ساعة للهجمات الجوية الاسرائيلية فيما أكدت مصادر الدفاع المدني والصلب الأحمر اللبناني أمس، ان قوات الاحتلال الاسرائيلي ما زالت تحول دون تمكين فرق الإسعاف من إخلاء جثث حوالي 40 شهيداً سقطوا في بلدة صريفا الحدودية منذ اليوم الثاني لبدء العدوان على لبنان· قالت مصادر الصليب الأحمر اللبناني ان 12 جثة انتشلت في قرية صريفا وتسع جثث في زبقين وأربعة في القليلة وكلها تقع شرق صور· وانتشلت ثلاث جثث أخرى من ثلاث قرى غيرها· وأكدت المصادر أن مدفعية الاحتلال تستهدف السيارات التي تحاول الدخول الى البلدة، لمنع إخلاء الضحايا، ونقل الجرحى المحتملين، وإيصال مواد إغاثة الى عشرات المحاصرين داخل البلدة التي تعاني من فقدان الماء والطعام والدواء وروائح الموتى الذين لا يزالون تحت أنقاض منازلهم المدمرة· وأفادت مصادر طبية بأن 26 جثة تعود لشهداء من بلدة صريفا نفسها وصلوا الى مستشفى صور الحكومي أمس، وتوقعت ارتفاع العدد بعدما تمكنت إحدى فرق الانقاذ من دخول البلدة رغم مواصلة استهدافها بالقصف· وما زال عمال الانقاذ يبحثون عن عشرات الجثث التي يعتقد انها مدفونة تحت الانقاض في مجموعة من القرى والبلدات الحدودية قصفتها الطائرات الاسرائيلية على مدى الاسابيع الثلاثة الاخيرة· وحدد وزير الصحة اللبناني محمد خليفة عدد الجثث التي لم يتم انتشالها بعد بنحو 200 مما يرفع عدد القتلى في لبنان الى ·750 ويستخدم عمال الدفاع المدني الجرافات لازالة الانقاض من مكان يعتقد ان 30 مدنيا دفنوا فيه تحت المنازل التي دمرتها ضربة جوية اسرائيلية في صريفا منذ أسبوعين· كما عثرت عناصر الصليب الأحمر اللبناني أمس على 12 جثة على طرقات القليلة جنوب لبنان التي يستهدفها القصف الاسرائيلي من بينها جثة لطفل في الثامنة من عمره كما أفاد مصدر من المنظمة الانسانية· وأفادت الأنباء بأن الدفاع المدني لم يتمكن من سحب كافة الضحايا من تحت أنقاض منازل حي المرج في بلدة صريفا بسبب الافتقار لاليات ثقيلة تجري الاتصالات مع الصليب الأحمر الدولي للمساعدة في توفيرها· كما عثر في بلدة الحلوسية تحت أنقاض منزل مدمر على أكثر من ثمانية شهداء إلا أن رجال الدفاع المدني لم يتمكنوا من سحب الجثث بسبب كثافة وثقل الأنقاض الذي يتطلب آليات ثقيلة· من جهة ثانية وجه أهالي بلدة الطيبة الحدودية نداء الى الصليب الأحمر الدولي لانقاذ عائلة تحت انقاض أحد المنازل وعدد من العائلات والمسنين المحاصرين في البلدة· وقال مسؤولون ومصادر أمنية ان هناك عشرات من الجثث تحت أنقاض المنازل المدمرة في عدد من القرى بالقرب من الحدود مع إسرائيل· ويحاول عمال إنقاذ آخرون انتشال جثث في قريتين قريبتين من الحدود الاسرائيلية· وقد خيم خيم الصمت من جديد على أنقاض بلدة قانا غداة القصف الاسرائيلي الذي أسفرعن مقتل أكثر من 60 مدنيا لبنانيا بينهم 37 طفلا، لتبدو هذه البلدة التي نكبت بالمأساة نفسها مرتين خلال عشرسنوات، خاوية وساكنة· فقد غادر رجال الإنقاذ محيط الملجأ الذي كان عدد كبير من الذين قتلوا فيه يعتقدون انهم يستطيعون النوم فيه آمنين تماما مثل أولئك الذين وضعوا أنفسهم عام 1996 تحت حماية الامم المتحدة معتقدين ان وجودهم في ثكنة لجنود حفظ السلام يجعلهم خارج دائرة الخطر· وفتحت المأساة حينذاك الطريق الى التهدئة· وذهب الرجال الذين كانوا يحملون الرفوش وسيارات الإسعاف ومتطوعو الصليب الاحمر والدفاع المدني الذين انتشلوا جثث النساء والاطفال واحدة تلو الاخرى، ليزيلوا الدماء والغبار عن ملابسهم· ولم يتبق صباح أمس سوى بعض الأغراض الشخصية والحقائب والملابس التي تكدست أمام الفجوات الهائلة التي أحدثها القصف في المبنى الذي انهار ودفن تحت أنقاضه 63 مدنيا كانوا يتصورون أنهم بمنأى عن الضربات الإسرائيلية· ومن مدخل القرية التي كان يبلغ عدد سكانها 15 ألف نسمة قبل الهجوم الإسرائيلي، يشهد الدمار على عنف عمليات القصف التي ضربت القرية 19 يوما وأجبرت السكان على الفرار او الاختباء· فقد سويت منازل بالارض وبعضها احترق بالكامل، ودمرت واجهات المحلات التجارية وتمزقت ستائرها· أما الطرق فتغطيها الأنقاض والأبنية التي ما زالت واقفة خالية والمحلات التجارية التي تحطمت واجهاتها مقفرة· شوارع المدينة مقفرة لا يمر بها سوى بعض مقاتلي حزب الله ببزاتهم الصفراء والخضراء على دراجات نارية صغيرة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©