الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حديث الصباح والمساء».. تحفة درامية جمعت بين محفوظ وزايد

«حديث الصباح والمساء».. تحفة درامية جمعت بين محفوظ وزايد
13 يوليو 2015 18:40
سعيد ياسين (القاهرة) «حديث الصباح والمساء».. من روائع المسلسلات العربية التي كانت حديث الجمهور حال عرضه خلال شهر رمضان قبل 14 عاماً، خصوصاً أن المسلسل مأخوذ عن رواية غير تقليدية للأديب العالمي نجيب محفوظ أكد فيها أن الحياة كما تبدأ بصرخة وليد تنتهي بشهقة الموت، حيث جمع العمل في ظاهره قصصا من الأهل والأقارب والآباء والأبناء، وفي باطنه، ركز على قصة الحياة والموت والفلسفة التي تصدر منها، وكانت كل قصة من قصص العمل عبارة عن رواية كل كائن وإنسان على وجه الأرض، نفس البداية والنهاية، لا يختلف فيها صبي عن رجل عن امرأة عن فتاة، مهما اختلفت وتباينت الأحداث. الموت مرادف للحياة تناولت أحداث المسلسل تاريخ مصر الاجتماعي والسياسي من خلال ثلاث شخصيات هم الشيخ يزيد المصري «أحمد ماهر»، وصديقاه عطا المراكيبي «أحمد خليل»، والشيخ القليوبي «محمود الجندي»، وينجب كل منهم أجيالاً غاصت الأحداث في صراعاتهم وأدوارهم الاجتماعية وعلاقاتهم الإنسانية، ومواقفهم المختلفة تجاه الحياة والوطن بداية من الربع الأخير من القرن التاسع عشر. واحتوت كل حلقة من حلقات المسلسل على مفارقتين الأولى ميلاد مولود، والثانية وفاة شخص آخر، وكأنما الموت مرادف للحياة، وهذا ما رمز إليه نجيب محفوظ حين اختار اسم «الصباح والمساء» عنواناً لروايته. واستطاع المؤلف محسن زايد تحويل شخوص الرواية إلى شخصيات من لحم ودم، وجمع في خيط رفيع تفاصيل كثيرة ومتنوعة لم يفلتها من بين يديه، وجعل الجمهور أمام عالمين عالم الخيال بهدوئه ونقائه وشخصياته التي تقف برغم اختلاف أزمانها في مكان واحد، وعالم الواقع الذي يشهد ميلاد وموت وأفراح وأحزان أجيال كاملة، رغم أن محفوظ قدم عالماً واحداً في روايته لشخصيات بتسلسل أبجدي، وصنع حيلة جديدة في الحكي، حيث جعل الرواية مقسمة لحروف كل حرف يحمل حكاية صاحبه. الحب والجنون تتوقف ليلى علوي أمام المسلسل، وتقول إنه من أهم أعمالها على الإطلاق، وأنه عمل خارج المنافسة، حيث لا توجد مقارنة بينه وبين باقي المسلسلات التي عرضت طوال السنوات الماضية، واعتبرت شخصيتها في العمل من أفضل الأدوار التي تصدت لتجسيدها، خصوصاً أنها وجدت فيه ما تنشده، فإضافة لكون الدور كان جيداً، استغربه الجمهور واهتم به، وفكر في مضمونه أكثر. وجسدت عبلة كامل شخصية «جليلة» التي جمعت بين التقوى والحب والجنون، وتزوجت من «معاوية» واشتهرت في حيها وداخل العائلة بإيمانها الراسخ بكرامات الأولياء ومعتقدات المس والنحس والعفاريت وغيرها من الغيبيات.وأتاح المسلسل فرصة كبيرة للوجوه الشابة وقتها ومنهم منة شلبي بشخصية «شاكيرا» التي وقع «حامد» أحمد الفيشاوي في حبها، وطلب خطبتها في ظروف متعثرة، ووقعت خلافات كبيرة بينهما انتهت بالطلاق، وأحدث الدور الذي جسدته نيللي كريم نقلة فنية مهمة لها، حيث جسدت شخصية «دنانير» التي اشتهرت على مدار الحلقات بعشقها الخفي لابن خالها «عامر المصري»، وعلا غانم «سميرة» صاحبة المظهر الجذاب والعقل الراجح والزواج المتعثر من تاجر الأنتيكات، وتفوق أحمد زاهر في شخصية الشاب الإقطاعي المدلل «أحمد المراكيبي» وامتاز بحسن النية وطيب ورقة المشاعر، وترك إدارة أمواله وأملاكه الزراعية لأخيه محمود «محمد نجاتي» الذي تولى سلطة الأمر والنهي. ووضع الموسيقى التصويرية للمسلسل الموسيقار عمار الشريعي، وكتب كلمات المقدمة والنهاية فؤاد حجاج وقامت بالغناء أنغام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©