الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأبراج التراثية مرآة الماضي وذاكرة الوطن

الأبراج التراثية مرآة الماضي وذاكرة الوطن
14 أكتوبر 2010 20:35
لا يزال البرج الذي يعد أحد أهم مكونات القلاع في التاريخ، يستحوذ على جزء كبير من ذاكرة أبناء الوطن، ويستقر في وجدانهم كشاهد على تعلقهم بالماضي، ويطلق على البرج «بري» مثل بري نهار في دبي، وهناك بري لأي قلعة تاريخية أو ما يسمى محلياً حصن، مثل تلك الحصون التاريخية التي لا تزال شامخة متحدية الزمن والعوامل المناخية. في كثير من الأماكن أصبح هناك مواطنون مهتمون بإضافة البري أو البرج لقائمة مكونات المنزل، سواء في المدينة أو في المناطق الصحراوية التي تحولت إلى مدن، أو تلك الجبلية التي لا تزال تعتز بأن جبالها كانت رافداً رئيسياً لبناء القلاع أو الحصون، خاصة الأبراج التي كانت تستخدم للمراقبة سواء خلال الأيام العادية أو في زمن الحروب. كان البرج الأثري المكمل لمشهد القلعة أوالحصن، وفي كل الأزمان مقراً للأسر الحاكمة أوالسلطة التي تدير شؤون تلك القرية أو المدينة أو الإمارة، حيث كان حارس الحصن أو منزل الأسرة الحاكمة يراقب أوضاع المنطقة، ويتحرى مجيء أي زائر قبل أن يصل ليبلغ المكان كي يستعد الأهل لاستقبال الضيوف، كما كانت الأبراج أحد أهم الأماكن الاستراتيجية أثناء زمن الخوف أو توقع حدوث أي حرب، حيث لا توجد في ذلك الزمان كاميرات إلكترونية للمراقبة. اليوم لا يزال الكثيرون مهتمين بإضافة البرج تعبيراً منهم عما يختلج في وجدانهم لذاك الزمن الجميل، ولأن البرج يعكس تاريخاً ممزوجاً بالشجاعة والحذر، فأصبح يشاهد في مختلف أنحاء الإمارات اليوم، حيث يصمم حسب مكونات البيئة المحيطة بالمنزل، أو بما يتناسب والمشهد الخاص بالبلدة أو القرية أو المدينة، كما أصبحت المعالم التراثية التي تقلد الأبراج الأصلية نقاط جذب للسياح، سواء المواطنين أو الأجانب حيث يتوقفون لإلقاء نظرة على تلك الأبراج التراثية باعتبارها مرآة الماضي، وعاكسة للحضارة والموروث والقيمة الأصلية للأبراج الحقيقة، التي أصبحت نادرة في زمن بعيد كان أهله بحاجة للقلاع والحصون والأبراج. اليوم يستطيع المصمم أن يجد ذات المكونات الأصلية لبناء البرج، وإن كان يبنى بحجم أصغر تسهل مشاهدته، وأيضاً يمكن خلال الإنشاء التخلي عن بعض المكونات مثل القش الذي كان يعجن مع الطين أو الجص ليصبح بديلا عن الطوب أو الحجر، وفي كل الأحوال كان البناء يختلف من منطقة إلى أخرى حسب المنطقة المحيطة، ففي الجبال كانت أحجار الجبل المكون الأساسي، فيما في الصحراء ومناطق مثل الذيد والعين كانت تبنى من تلك الأحجار المصنوعة من مزج القش مع الطين ثم تجفف في الشمس. أما في المناطق التي توجد على الساحل مثل أبوظبي والشارقة وعجمان وحتى في دبي، فسوف يلاحظ الزائر عند الوقوف قرب الأبراج الأثرية توافر الأحجار المرجانية أكثر من الأحجار الأخرى، وتضاف دعائم من الجندل «جذوع أنواع من الأشجار» إلى جانب استخدام جذوع النخيل، التي تستخدم كعوارض وكدعم للسقوف، وكان الأهالي قديماً يسهمون في عمليات البناء، واليوم عند بناء برج تراثي أصبح البعض يضيف لمساته الشخصية على البرج الخاص به. وترافق عمليات إنشاء البرج الذي يضاف إلى الحصن أو القلعة بعض الطقوس، ولكن ذلك لا يعني أن يهب الكثيرون للإسهام في العمل، فذلك جزء من فطرة الإنسان في ذاك الزمن، وبالمقابل تُقدم الوجبات والحلويات لمن أسهم في العمل ضمن مأدبة تقام خلال الضحى أو الغداء.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©