الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنطقة الغربية.. طائر بثمانية أجنحة

المنطقة الغربية.. طائر بثمانية أجنحة
12 يوليو 2012
السلع.. في الخاصرة الغربية لجغرافية البلاد، وعلى مسافة 350 كم من المدينة الفاضلة، وفي الفاصلة تقطن شجرة الخلود، شبهانة الحلم الأبدي، مداها 100عام من زمن الثبات والنبات.. هي بوابة لإياب وذهاب، العطر والمطر، وأحلام البشر وأحاديث المسافر، والعابر والمثابر، والمجاهر بعشق الفضاءات الواسعة، هي العلامة والخدمة المستدامة، والشامة والقامة والاستقامة، والقوامة على تضاريس ونواميس وما جاش في القلوب من نبرة وعبرة، وخطوات الماشين على سجادة الأمل البهي، هي مفصل النوافل والقوافل والتواصل. مدينة السلع، نخوة الذين شيّدوا الشريان، وعقدوا العزم على نث الخير عند رمش التطلع ومقلة التفوق، والتألق والتناسق الباسق.. مدينة تحدها الأشواق شمالاً عند مربط القلب لمهبط اللب، هي فراشة تلون التضاريس بأجنحة التحلي باتجاه آخر، زاخر وماطر وساهر، على صلة وبوصلة.. مدينة السلع، خطوة بنشوة أحلام الأولين، بصبوة آمال الراهنين، بسطوة الرمل الملتهب، ترسم لوحة وتهدي فوحة بقوة الإرادة، تتربع بفرادة، وبمقاييس أهل العزم والكرم، تلون العيون بكحل وأمل، وجلال وآمال وآصال. مدينة السلع، كأنها العنق والأفق، كأنها الحدق، يغسل في الصباحات أطباق الحياة، بأنامل الذين يزيد اشتياقهم للوجود بازدياد الوثبة، ورحابة السحابات الممطرة.. مدينة السلع، الكامن والضامن، والقديم والراهن يتجلى مسافة تبسط النفوذ على وعد وعهد، ومستقبل، وغد. المرفأ الشاهد المرفأ، على مرتفع من الذاكرة، عند قامة عالية في الذهن، تظل كشاهد عيان على طبيعة بديعة، وسحر وفخر، بحر عريق، سليل الدهاء والدماء وسواعد الذين أرووا الحلم، من ملح وجرح، وهذا الساحل المجيد يعلي النشيد من زمان، في المكان ويساهر وشوشة الموجة الندية، مسترخياً يقرأ وجه القمر وما سطّر القدر من نور وحبور، لوّن الوجوه ببشاشة ونضارة، ما جعل الكون بكواكبه ونجومه يرتل ويتبتل، ويجدل ضفائر الحلم، وما اختلج في السرائر، وما حرره الشوق من رسائل اللهفة لكائنات الله، وما أنجبه البحر من رهبان الماء، وناسكي الجبلة الأولى.. المرفأ كأنها الحارس النبيل، كأنها النابس بالبوح الجميل، كأنها القابس في الليل، يضع الأسئلة ولا ينام، ولا يسأم من سرد الحكاية، عن ماء هو طهر التاريخ ودثر الجغرافيا، وقماشة القلب حين يلف القلب شفافه بالشوق والحنين، لزمان وأثر، هي راحة الأقدام المتلظية، يوم كانت الأرض جمراً، والشمس قدراً مقتدراً، والنهار يشوي أسماكه على فيح اللظى، والليل يغشي العيون بالعرق والألق. المرفأ، تخبر عن وقت وخبر، وعن إنسان متجذر، وعن قارب صف الواحة بمسامير ومزامير، وأسارير وحرير الإرادة، المرفأ التي تحطب في غابة القدرة البشرية وتصيد غزلان الهوى، بصنارة الإرادة، وترتب أشواقها على حبة الرمل، وقطرة الماء، وتسطر للتاريخ كتاباً عسى أن تقرأه الأجيال بتأنٍ، وتعرف أن لأيدي الصحراء ثمانية أصابع، إبهامها المرفأ، يشير إلى الماء أن سمكة هنا، كانت تحرك الزعانف محتفية، بزهو وازدهار بلد، لا مثيل لبريقه ولا سبيل لرقيه غير الرقي والتهجد عند نافذة العلا. مدينة ريانة مدينة زايد.. ريانة، نشوانة باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبالعشب القشيب، تطوق عنقاً وأفقاً، وتتجلى بزينة العمارة التقليدية، طالعة من الصحراء بابتسامة الطبيعة، وشهامة المزملين بالنخوة، هي بداية الولوج في باحة الغربية، هي حكاية الخروج إلى الوثبة الأولية، هي قصة من قصص الرومانسية في المضمون والنسيج، وكأنك قرأ في شوارعها قصيدة نبطية بقافية ميمية، ولا يزيد وزنها على وزن زايد المؤسس. مدينة زايد، جميلة الصحراء، هي الوضيحي السارد لبعد الأيام، وما أنتجه التاريخ من تفاصيل وفواصل، وما أعلنته الجغرافيا عن قدرة الأرض على نسج حرير الحياة، من رمل وأمل، وما تألق في المقل، هي الصحوة واليقظة، هي الحلم والنهضة، هي مدينة زايد، وقصيدته الفصحاء على صفحة الأرض، وفسيح العشب والقلب، هي روضة ونبضة، هي فكرة وقدرة، هي حبر وخبر، هي فريدة عتيدة، هي مدينة مسكوبة مصكوكة من ذهب التعب، ومن جوهر النسل والأصل، ومن نقش ورقش ورمش، وحدس وحس، هي هيفاء جدلت عقص البهاء، وأجزلت في الفصيلة والخصال النبيلة، هي ترفع اليوم ريانة مزدانة بنعيم قديم وجديد حليم، هي تنعم بطفولة وغضاضة، وبراءة التراب، وعفوية الحلم، وبسالة المخلصين وجزالة الواهبين.. وبذل الحادبين في الجد والاجتهاد.. مدينة زايد، رافلة بقلائد وقصائد، وطوية بطهر الماء وصفاء السماء. مدينة زايد هي الذاكرة المتجددة على طفولة متجددة، هي القُبلة المحتدمة على شفتي عارف وعازف ونازف، وسارف في الحب حتى التلف، هي الشعاع في ظرافته ورهافته وبداهته، وأبديته وخلوده، هي اللمعة الناهضة من هضبة الاشتياق، هي النسق الشاهق، وهي من جبين الأرض ولجين السماء، اتسعت ونصعت وطوّرت نسلاً حضارياً، معتنية بالأصول والفصول منتمية لتربة وهضبة، متنامية عند هامة القمر، متوازية مع قامة النهار المقتدر. غياثي والغوث غياثي، موئل الأثر القديم، وما جد له الإرث المديم، والأساطير والأحافير بقدم ملايين عام.. هي الرقية على زند الأحلام المتوالية، هي اللقية المؤثرة في صناعة المجد المجيد، والماضي التليد، والوقت المخضب والمكان المخصب، والعشب القشيب، والغصن الرطيب، والأصل الأريب، ولقيا الحبيب بالحبيب، والنار بالثلج، وما حدج وما أفرج الكثيب، عن باحة وراحة وواحة، واستراحة، إذ مرِجت الأرض بالماء والخضرة، والقصد الحسن. غياثي، نعيم يتفرع ويتوزع ويتنوع بما أبدع الفكر، وما أمتع الدهر، وما جاء به الخبر، عن مدينة تختال ضاحكة مستبشرة.. بخير الخيرين، وفضل الفاضلين، وجزيل المجزلين، هي في الأصل غيث من نث وحث، هي في النصل غمد ووعد، هي في السلالة جزالة، هي في الهوى قصيدة وحياة رغيدة، هي قدرة المشتاق في التصور والتطور، والتسور بأساور البريق الأنيق.. غياثي، كأنها الخطوة حين تبدو الخطوة، قدوة وقدر، حين تكون القدوة مثالاً وخبر، حين تكون القدرة اقتداراً مقتدر.. غياثي، سحنة الأبد وسنحة الأمن، غياثي الملتفة فوق جدران الذاكرة، المتلفعة بتاريخ يستمد نصوعه من وجد الذين عشقوا واتسقوا وتناسقوا وتباسقوا، وحققوا ما ذكرته الصحائف والكتب، وسطرته الأحلام في صفح السحب، ونقشته الأيام كلون منسكب، وزخرفته الطبيعة كأنه اللوح الرطب.. غياثي، غوث وغيث، وقاسم مشترك بين الجمال والجملة العقلية، وشراكة بين العقل والعقال، وحبل سري يربط ما بين الوريد والورد، وما بين القلب والقلادة، وما بين النفس والنفيس، وما بين الجوهر والجهور، وما بين الحسم والحسام، والسيف والسلام، والنون والنباط.. غياثي، هي التمادي في التطلع لصناعة الغد من مخمل العزيمة، وحرير الإصرار، هي كل هذا لأنها من سواعد الكل، شيدت اللحن الشجي. دلما اللؤلؤة دلما، لؤلؤة ولألأة، وجلجلة البريق وخلاخيل الناي الأنيق، وعزف منفرد، وتغريد النافلة والقافلة، وفاصلة عند جملة تنتهي إذ لا ينتهي الإرث الفني.. فإذ يسأل الغواص عن درٍ وبحر، ويسأل البحار عن ماء عذب وبئر، وعن نحر يضيء الدروب هوى وشعر.. دلما إذ تمشي على عشب التاريخ، وتنشر للغواصين والبحارة أنشودة المطر، وخاتم وأسور، وخطم مجتاز لأعماق وأشواق، وقارب امتطى الموجة خيلاً، وتماهى مع الأزرق، محتدماً متحدياً متمادياً في الوثبة إثر الوثبة، يسأل البحر ماذا في أعماقه من جوهر ودر وماذا في فضائه من جومة بلا صبر. دلما، جزير الجزر، وقدرة القدر، والسر المستتر، وضمير الفاعل المنهمر، والشقاء اللذيذ، والورطة الأجمل، وخارطة الشهيق ساعة الخروج من غزوة وصبوة.. دلما، حبل وسبل للنجاة من كل محتمل، كان للغواص فيها رشفة من بلل. الواحة المختبئة واحة ليوا.. الواحة المختبئة في معطف الصحراء، هي مسقط الرأس النبيل، والنسل الأصيل، هي عند حافة الصحراء، تتهجى الحروف الأبجدية، وتكتب عن سلالة الربع الخالي، تكتب الرسالة بجزالة المل، وفضيلة الأمل، تكتب عن الكثيب، وما رتله الجواد الجامح ساعة الرحيل، تقول للآتي: هنا عشب الحياة، هنا اكسير النجاة، هنا واحة جذرت في الرمل أقدام الذين نحتوا في التراب، مجداً وصوتوا لأجل الحياة مستفتين الأفئدة، وما نزفته الأوردة، وما هدل به الحمام، لحظة الشجن بأحلى لحن، هم الذين أحبوا الله، فأحبب فيهم خلقه، حتى نطق التراب، في الذهاب وفي الإياب، هؤلاء هم أحباب الأرض، هؤلاء هم رفرفة الورق، ورفة الحدق، هؤلاء هم آل نهيان، الجذر والغصن، والأشواق والعشق.. هؤلاء هم نسق ليوا، وبريقها المتسق، هؤلاء هم النخوة والإرواء والرمق، هؤلاء هم الرفيف الرهيف والجل الشاهق، والمرفق والعنق. الرويس.. الحاضرة الرويس، صناعة الحاضر، لغد يمتد بامتداد المدى، لأيام الناس، لأحلامهم، لآمالهم، لثوب الحياة الجديد، لعقال عقل يلبي رقصة العشب، عند تهفهف النسائم على خد وقد، وعندما ترفرف أجنحة الطير توّاقة لفضاء أرحب، وزمن أخصب، وتاريخ أسهب، وهبة الروح لأجل إعلاء وعلياء، وعلو ومعالٍ، ترتل للغة المقال، وترتب فحوى السؤال، وتهذب سلوكاً في السجال.. الرويس، نشوة الأرض في التطلع إلى أفق ونسق. لا أحد يحدق هنا إلا في الأرض، لأنها النبع، والكعب العالي، والشموخ المتوالي، عند قمة ونعمة وعند وقت غير وتطور، واستدار حول محيط الخارطة، ليطوقها بسائل الحياة، فأل التفاؤل، وبشائر الخير تخط حروفاً من ذهب، بما وهب الله، وبما أسهب على الذين أحبهم وخصهم ببركة الحركة، وصاغ الأرض بأحلام زهت وترعرعت وتفرعت، فنصعت بياضاً في القلوب، واخضراراً في الدروب، وازدهاراً في الشمال والجنوب، بل في كل الثغور والجيوب، لأن معطف الشتاء صار دفيئاً، وقميص الربيع أمسى شفيفاً، وحقيبة اليد ملأى بالشكر والحمد.. الرويس، بقجة الزمن الجميل، والصباح المشرق بأزاهير الزنجبيل، وورد الياسمين والماء السلسبيل، وأشياء من نداء السماء، ونداوة الأرض تحت أقدام الأنام، وطراوة التربة الخصيبة كأنها الحلم الحليم لعين في المنام، كأنها السنام المؤزر بالرخاء، كأنها المقام المنمق بالعطاء وكأنها كل شيء حباه الله بالغيم الغمام، كأنها الأنثى لمعت بوجنتين من تحت اللثام، كأنها العذراء الأبية بنت الهُمام، كأنها الكاعب النهد تفترش ريش النعام، كأنها الهديل، كأنها بوح الحمام، كأنها الملكة المتوجة تقود سلالات وأقوام، كأنها حلم وجودي، يستعيد تاريخاً ويستدعي الكلام بلغة إماراتية، أبيه عفية شفية نقية، بلا شوائب ولا إدغام، كأنها وجد قديم يجدد شوقه، ولا يستفتي الأيام.. الرويس في النهاية والبداية، جزيرة كشامة على خد ندي، تصهل في النهاية، لأجل وعد وأمد، وحياة بلا كمد.. الرويس طاقة متجددة.. متمددة في الروح والجسد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©