الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اليمني يبدأ اقتحام زنجبار لتحريرها من «القاعدة»

الجيش اليمني يبدأ اقتحام زنجبار لتحريرها من «القاعدة»
17 يوليو 2011 23:30
(صنعاء) - بدأ الجيش اليمني عملية عسكرية واسعة لاقتحام مدينة زنجبار ، عاصمة محافظة أبين الجنوبية التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم “القاعدة” ، منذ أواخر مايو الماضي وسط أنباء عن اندلاع “معارك شرسة” بين القوات العسكرية والمسلحين المتشددين ، خلفت قتلى وجرحى من الجانبين، واستمرار القبائل المسلحة في حشد قواتها لمحاربة التنظيم المتطرف بعد أن كان موضع ترحيب في السابق. وقال مسؤول يمني محلي لـ”الاتحاد” إن معارك عنيفة اندلعت بين قوات الجيش المرابطة على مشارف مدينة زنجبار، ومسلحي تنظيم القاعدة استمرت طوال ساعات ليل السبت الأحد ، موضحا أن الجيش “بصدد اقتحام مدينة زنجبار وتخليصها من المسلحين”. وأضاف المسؤول، المتواجد في مدينة عدن الجنوبية الساحلية، :”دوي الاشتباكات كان يُسمع من مدينة عدن” القريبة من عاصمة محافظة أبين ، التي سيطر مقاتلو “القاعدة” على أجزاء كبيرة منها خلال الشهرين الماضيين ، لافتاً إلى أن مسلحي تنظيم القاعدة “يفرون” من مدينة زنجبار باتجاه مديرية خنفر ، كبرى مديريات محافظة أبين. وقال :” هناك أنباء تتحدث عن مواجهات عنيفة بين المسلحين ورجال القبائل في خنفر”. وذكرت مصادر صحفية مقربة من “الحراك الجنوبي” الانفصالي، إن مدينة زنجبار شهدت ، الليلة قبل الماضية “أشرس المعارك” بين تنظيم القاعدة وقوات الجيش اليمني، مشيرة إلى أن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين المتشددين الذين يطلقون على أنفسهم اسم جماعة “أنصار الشريعة”.وأوضحت أن من بين القتلى ناصر المعرجي “أحد أبرز أعضاء تنظيم القاعدة في أبين” والذي ينتمي إلى مديرية مودية شمال المحافظة. بدورها، أكدت مصادر طبية يمنية لـ”الاتحاد” وقوع إصابات في صفوف القوات الحكومية جراء المعارك الدائرة في أبين ، مشيرة إلى أنه تم نقل أربعة جنود ، مساء أمس الأحد ، إلى مستشفى باصهيب العسكري في عدن ، بعد إصابتهم بتلك المعارك. وتشترك قوات اللواء 25 ميكانيكي ، بقيادة العميد محمد الصوملي وقوات اللواء 119 بقيادة العميد فيصل رجب، في عملية واسعة لتحرير مدينة زنجبار من المسلحين الذين يسيطرون عليها منذ 29 مايو الماضي، حسبما أفاد مصدر عسكري يمني لـ”الاتحاد”. وأشار المصدر إلى وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى معسكر اللواء 119 المرابط في وادي دوفس ، الواقع بين مدينتي عدن وزنجبار، موضحاً أن التعزيزات تضمنت “جنوداً ومدرعات ودبابات وراجمات صواريخ”. وتوقع وكيل محافظة أبين أحمد الرهوي ، في حديث لـ”الاتحاد”، أن يتمكن الجيش “قريباً” من السيطرة على كافة مناطق محافظة أبين، قائلا إن “النصر بات وشيكاً”.ولفت الرهوي إلى أن انضمام رجال القبائل المسلحة إلى جانب قوات الجيش في قتال تنظيم القاعدة أسهم بدرجة أساسية في إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم المحظور محلياً ودولياً، لافتاً إلى القبائل ، التي كانت تدعم تنظيم القاعدة، أعلنت الحرب عليه “بعد أن عرفوا (الأهالي) حقيقة مسلحي القاعدة الذين قاموا بنهب ممتلكات المواطنين”. وأعلنت قبائل يمنية في أبين ، مطلع الأسبوع الماضي ، حلفاً واسعاً لمحاربة مقاتلي تنظيم القاعدة ،المنتشرين في أكثر من مديرية. وبالفعل تمكنت هذه القبائل من “طرد” المسلحين المتشددين من مديرية مودية الشمالية. وكانت بلدة جعار، عاصمة خنفر، شهدت يوم الجمعة الماضي، تظاهرة شارك فيها المئات من السكان للمطالبة بخروج عناصر “القاعدة” من المدينة.وقال محسن سالم سعيد عضو السلطة المحلية في جعار إن “المواطنين أمهلوا “القاعدة” مدة 24 ساعة للخروج من المدينة، وإن أي مظهر لهم سيكون هدفاً للقتل على أيدي السكان”، مشيراً إلى “بدء مغادرة القاعدة باتجاه المناطق الزراعية الموجودة واختفاء معظمهم”. بدوره، قال أحد الأعيان المتعاطفين مع القاعدة إن “التحدي الذي يواجهه التنظيم هو وقوف القبائل ضده مما سيؤثر على نشاطه أكبر من خطر ملاحقته من قبل السلطات وإذا استمرت القبائل في هذا النهج فستزول القاعدة من المحافظة”.وأضاف :”تعاظم نشاط التنظيم خلال السنوات الماضية كان نتيجة استطاعته شبك علاقات جيدة مع القبائل وانضمام العشرات من أبنائها إلى صفوفه”.من جهته، اعتبر مسؤول عسكري ميداني في أبين مشاركة القبيلة كطرف في محاربة القاعدة “عنصراً مهماً في مكافحة التنظيم المتطرف”.وقال المسؤول العسكري ، لوكالة فرانس برس ، إن دخول “القبائل في تحالف غير معلن مع الدولة وتضييق الخناق على عناصر القاعدة أدى إلى التخفيف من هجماتها” على اللواء 25 ميكانيكي الذي حوصر منذ أواخر مايو الماضي.وأشار إلى أن القبائل “شلت حركة التنقل لدى التنظيم كما أنها تحد من وصول تعزيزات من مأرب وشبوة والبيضاء إلى زنجبار”. وطالب عدد من رجال الدين والمثقفين من أبناء محافظة أبين، نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي، بـ”تحرير مديريتي زنجبار وخنفر من العناصر المسلحة قبل حلول شهر رمضان” المبارك حسبما أفاد موقع “نيوز يمن” الإخباري المستقل. وأكدوا، في رسالة إلى نائب الرئيس اليمني ، على ضرورة تحقيق “العودة الآمنة” للأهالي الذين نزحوا من مناطق الصراع، خصوصا في مدينة زنجبار مطالبين بالكشف عن المتورطين في عمليات النهب التي استهدفت منازل المواطنين. كما طالبوا بإنشاء صندوق لإعادة إعمار المدن والقرى المتضررة جراء المواجهات بين الجيش وتنظيم القاعدة. وعلى صعيد متصل، كشفت صحفية “واشنطن بوست” الأميركية، إن الغارة الجوية التي استهدفت ، الخميس الماضي ، تجمعاً لمسلحي “القاعدة” في مديرية الوضيع في أبين، كانت تستهدف القيادي البارز في تنظيم القاعدة فهد القصع ، مشيرة إلى أن القصع نجا من الغارة التي أسفرت عن مقتل ستة مسلحين وإصابة عشرات آخرين.كما نجا القصع من غارة جوية ثانية ، وقعت بعد نحو ساعة من الغارة الأولى. وقالت مصادر صحفية يمنية في حينه إنها كانت تستهدف “هدفا متحركا” من عناصر تنظيم القاعدة ، أنه أحد المتهمين بتفجير المدمرة الأميركية “يو إس إس كول”، قبالة الشواطئ اليمنية في أكتوبر 2000 . ويعتقد أن القصع (36 عاماً) ساعد في التخطيط لتفجير المدمرة الأميركية ، ويعتبر من أخطر 10 “إرهابيين” مطلوبين في العالم ، وسبق له القتال في أفغانستان مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ، الذي قتل مطلع مايو الماضي. وعلى صعيد متصل ، تعهدت قيادة الجيش اليمني بأنها “لن تتهاون أو تساوم على قضايا الأمة المصيرية”، وأنها “ستتصدى بقوة وحزم لكل من يحاول المساس بها أو النيل منها”.وقال وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد ، ورئيس هيئة الأركان العامة بالجيش اللواء الركن أحمد الأشول ، في رسالة إلى الرئيس علي عبدالله صالح ، بمناسبة الذكرى الـ33 لتوليه رئاسة البلاد ، إن “المؤسسة الدفاعية والأمنية تبادلكم الوفاء بالوفاء وتقف كالطود الشامخ في وجه أعداء الوطن”.وأكدا أن قوات الجيش “ستحافظ على الشرعية الدستورية التي تجسد إرادة شعبنا الحرة “. ويشهد الجيش اليمني انقساماً حاداً إثر إعلان القائد العسكري البارز اللواء علي محسن الأحمر ، تأييده للاحتجاجات الشبابية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح ، الذي نجا مطلع الشهر الماضي من محاولة اغتيال ، استهدفته داخل مسجد قصره الرئاسي بصنعاء وأسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 180 آخرين، بينهم خمسة من كبار المسؤولين في البلاد.ومنذ الرابع من الشهر الماضي، يخضع صالح (69 عاما) للعلاج في مستشفى عسكري بالعاصمة السعودية الرياض ، فيما تتواصل بعدد من المدن اليمنية، الفعاليات الاحتجاجية الشبابية المطالبة بإنهاء حكمه وإسقاط نظامه.وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” أن صالح زار أمس الأحد رئيس مجلس الوزراء علي محمد مجور ، ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ، ومحافظ صنعاء نعمان دويد الذين يتلقون العلاج في المستشفى العسكري بالرياض ، جراء إصابتهم في الانفجار الذي وقع داخل مسجد القصر الرئاسي في 3 يونيو الماضي.وأشارت إلى أن الرئيس اليمني “عًبر عن سعادته الغامرة للتحسن المستمر في صحتهم”، متمنياً لهم ولكل الجرحى الصحة والعافية.كما اطمئن صالح، الذي لا يزال يخضع للعلاج في المستشفى العسكري بالرياض، في اتصالات هاتفية، على صحة رئيس البرلمان يحيى الراعي ونائبي رئيس الحكومة اليمنية رشاد العليمي وصادق أبو راس ، الذين يتلقون العلاج في مستشفيات سعودية أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©