السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التباطؤ الاقتصادي يعصف بصناعة الإلكترونيات اليابانية

التباطؤ الاقتصادي يعصف بصناعة الإلكترونيات اليابانية
21 فبراير 2009 00:53
حتى تتمكن من تلمس حجم المصاعب التي أصبحت تواجه شركات الإلكترونيات اليابانية، يتعين عليك القيام بزيارة إلى ضاحية ''اكيهابارا'' التي تشتمل على أكبر متاجر الأجهزة في طوكيو العاصمة العالمية لسلع إلكترونيات المستهلك· فهنالك تسع شركات متخصصة في صناعة هواتف الموبايل إلا أن خمساً منها درجت على إنتاج كل شيء في مجال المعدات والأجهزة المنزلية الأخرى ابتداءً من ماكينات التنظيف وحتى المواقد الإلكترونية الخاصة بطباخة الأرز، بينما تساهم ثلاث من هذه الشركات في إنتاج المصاعد الكهربائية التي تنتقل بك إلى مختلف الأنحاء العلوية لهذه المتاجر· وباختصار، فقد أصبحت الصناعة تنطوي على العديد من الشركات التي تبيع سلسلة متسعة من المنتجات التي تتقاطع وتتداخل مع بعضها البعض· وفيما يبدو أن استراتيجية ''السوبر ماركت'' التي أصبح بموجبها مساهمة لكل شركة في جميع المجالات ظلت تعمل بنجاح طيلة فترة الازدهار غير المسبوق الذي شهدته اليابان ما بين حقبتي الستينيات والسبعينات· وبذلك، فقد ظلت الأجهزة التي تحمل علامة ''صنع في اليابان'' رخيصة الثمن نسبياً وفائقة الجودة تتربع على أرفف المحال في كامل أنحاء العالم وبشكل ألحق قدراً من الإهانة والإذلال بصناعة الإلكترونيات الأميركية على طول الطريق· وأصبح جموع المستهلكين في الداخل والخارج يسارعون إلى اقتناء هذه الأجهزة والمعدات وبصورة أصبحت تدر فوائض هائلة من الأموال على اليابان، ولكنها أدت أيضاً إلى اندلاع العديد من النزاعات التجارية· بيد أن الشركات أصبحت تتوسع بازدياد وبشكل غير مسبوق بعد أن بات لدى العديد منها أكثر من 500 شركة أخرى تابعة في مجالات مثل وكالات السفر وحتى أفخم أنواع المطاعم· وكان من الممكن أن يستمر هذا الوضع طالما أن الشركات ظلت تقبل بالحصول على عائدات قليلة، وهي تركزها جهودها على الجودة والفعالية في إنتاج هذه السلع حتى جاء الركود العالمي وأخذ يكشف هذه المشاكل متعمقة الجذور بحدة ووتيرة متسارعة· فقد انخفض طلب المستهلك على الإلكترونيات قبل أن يؤدي الين القوى إلى إلحاق الشلل بالصادرات، علماً بأن الين كان قد اكتسب 67 في المئة من قوته أمام الإسترليني في العام الماضي ومعدل بمقدار 75 في المئة مقابل عملة الوون في كوريا الجنوبية· لذا فقد أضحت الصادرات اليابانية - التي ظلت تشكل أكثر من نصف مبيعات بعض الشركات المحلية - تكلف المزيد من الأموال بالنسبة للمشترين الأجانب· وفي الأثناء ذاتها فقد استمرت أسعار قطع الغيار والمكونات إلى انخفاض بشكل أدى إلى الإفراط في السعة وتآكل هوامش الأرباح· وبعد أن كان العمالقة في الصناعة يتوقعون أرباحاً لكامل العام قبل ثلاثة أشهر فقط من الآن فقد تحولت تنبؤاتهم فجأة إلى الخسائر الهائلة· إذ تتوقع شركة سوني أن تتكبد خسائر تشغيلية بنحو 260 مليار ين ''2,6 مليار دولار''، بينما أصبح رئيسها السير هاوارد سترينجر يرغب في إغلاق بعض المصانع من أجل التخلص من 16 ألف وظيفة في هذا العام· وفي الوقت الذي تتوقع فيه شركة باناسونيك أن تتكبد خسائر صافية بقيمة 380 مليار ين في عام ،2008 فإن شركتي هيتاشي وتوشيبا اللتين تنتجان كل شيء ابتداءً من المفاعلات النووية وحتى أجهزة تحميص الخبز تلقتا ضربة قاصمة جراء الانهيار الذي شهدته في مبيعات الرقائق المتناهية الصغر· وبينما تتوقع ''هيتاشي'' خسائر بقيمة تصل إلى 700 مليار ين، فإن ''توشيبا'' تتنبأ بتكبد خسائر بقيمة 280 مليار ين· وكذلك تتوقع كل من شركات شارب وإن إي سي وفوجيتسو أن تتكبد خسائر متباينة الحجم في الأموال· وفي خطوة مثيرة للدهشة، طلب التنفيذيون في شركة فوجيتسو من مستخدميهم البالغ عددهم 100 ألف موظف وعامل في اليابان بضرورة شراء منتجات الشركة· وفي الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار أسهم كل من شركتي هيتاشي وان إي سي إلى أدنى مستوى لها طوال ثلاثة عقود كاملة· إلا أن جميع هذه الشركات الأصغر حجماً قد أخذت تتبع خطى الشركات العملاقة وكأنما اتفق الجميع على الإعلان عن خفض الوظائف وإغلاق المصانع، وهو الأمر الذي يعتبر الخطوات الأقسى من نوعها بالمعايير اليابانية· ولم يتبق أمام كبار التنفيذيين في هذه الشركات اليابانية، فيما يبدو، سوى الاتجاه في المستقبل القريب إلى مجالات أخرى في قطاع التكنولوجيا النظيفة مثل لوحات الطاقة الشمسية وإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، وهي مجالات جديدة يمكن أن تحقق فيها الشركات اليابانية قدراً كبيراً من النجاح· عن ايكونوميست
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©