بيروت - رفيق نصرالله:
في مارس عام 1978 صدر القرار الشهير عن مجلس الامن الدولي رقم 425 والذي دعا إسرائيل الى الانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية التي احتلتها باجتياح وصل الى مجرى نهر الليطاني·
ونص القرار على نشر قوات دولية تحت اسم قوات الطوارئ الدولية ''اليونيفيل'' واوكل لها مهمة الانتشار على طول الحدود الجنوبية وفق خط الهدنة·
يومها لم تنفذ اسرائيل القرار، وأبقت على احتلالها لشريط حدودي بعمق يتراوح بين 5 و20 كلم، وانشأت ما سمي جيش لبنان الجنوبي، ومنعت قوات الطوارئ من الانتشار على الحدود والتي بلغ تعدادها تسعة آلاف رجل من 8 دول مختلفة بينها ايطاليا وفرنسا وغانا وايرلندا وغيرها·وانتشرت هذه القوات فعلاً بشكل رئيسي قرب مجرى نهر الليطاني وفي بعض النقاط في قضائي صور وبنت جبيل دون ان تتمكن من الوصول الى الحدود بسبب رفض اسرائيلي للانسحاب·
وتحولت هذه القوات الى مجرد شاهد على ما يجري دون ان تعطى لها اي صلاحيات وكان مجلس الأمن الدولي يجدد عمل هذه القوات لمدة 6 اشهر متتالية، وجاء عام 1982 حيث اجتاحت اسرائيل لبنان ليضرب مصداقية القوة الدولية وبالرغم من وصول القوات الاسرائيلية الى بيروت ومن ثم الانسحاب المتتالي حتى الشريط الحدودي المحتل عام 1985 فقد بقيت هذه القوات على حالها ودورها في عام 1993 قامت اسرائيل بعدوانها الشهير الذي سعى لتفريغ الجنوب وضرب المقاومة اللبنانية، وايضاً بقي وضع هذه القوات على ما هو عليه الامر الذي جعل سكان جنوب لبنان يتعاطون معها على انها مجرد شكل فولكلوري ·
وفي عام ،1996 قامت اسرائيل بعدوان واسع، وترتكب مجزرة في قانا وهذه المرة في حضن القوات الدولية حيث لجأ هؤلاء الى معسكر للقوات الدولية هرباً من الاسرائيليين فقامت اسرائيل بقصف المركز الدولي دون رحمة، ولم يفعل المجتمع الدولي اي شيء حيال اسرائيل بل على العكس دفع امين عام الامم المتحدة بطرس غالي ثمن تقريره الشهير حول المجزرة·
لكن، مع بدء العدوان الاسرائيلي في الثاني عشر من يوليو 2006 ومع الاعلان عن الاهداف المرجوة من هذا العدوان بدا ان وضع هذه القوات صار صعباً بل ان لا دوراً مستقبلياً لهذه القوات وان هدف اسرائيل والولايات المتحدة وبعض اعضاء مجلس الامن هو نشر قوات دولية متعددة الجنسيات لها صلاحيات واسعة ومزودة بأسلحة فاعلة على طول الحدود
وجاء قرار مجلس الامن الدولي أمس بالتجديد فقط لمدة شهر واحد لقوات الطوارئ ليؤكد وجود نوايا بالغاء دور هذه القوات وليضع مصير هذه القوات على المحك بحيث ان اي ارسال لقوات دولية يعني سحب هذه القوات نهائياً ومن ثم الغاء آخر ما تبقى من علامات قرار مجلس الامن الدولي رقم 425
عدد اليوم
