الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الليزر فيمتو ثانية» طفرة في هندسة تصحيح عيوب الإبصار

«الليزر فيمتو ثانية» طفرة في هندسة تصحيح عيوب الإبصار
18 يوليو 2011 20:01
أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع أن تجني البشرية بهذه السرعة ثمار اختراع “الفيمتو ثانية” الذي توصل إليه العالم المصري الدكتور أحمد زويل، ونال باختراعه جائزة نوبل العالمية في الكيمياء عام 1997، وتوظيف هذه التقنية في الجراحات الدقيقة للعيون مع بداية 2000، باستخدام جهاز “انتراليز فيمتو سكند ليزر، أو ما يعرف بـ”المشرط الضوئي””، بدلاً من “المشرط الآلي” الذي حقق نجاحات هائلة قبل هذا التاريخ في تصحيح عيوب الإبصار من “قصر أو طول النظر، والاستيجماتيزم “، وهو ما يمثل طفرة عالمية هائلة للهندسة الطبية ترافقت مع مطلع هذا القرن. وأصبح من المسميات المتداولة والمعروفة في مجال طب وجراحة العيون. (الاتحاد) ـ ما حقيقة هذه التقنية الجديدة التي يُروج لها في وسائل الإعلام كافة بشكل واسع وغير مسبوق في جميع أنحاء العالم؟ أهي بحق قفزة علمية ملموسة؟ أم أنها لا تزيد على “فرقعة” دعائية زائفة؟ وما جدواها على صعيد جراحات العيون وتصحيح الإبصار؟. الدكتورة أمل رمضان، استشارية جراحة العيون وتصحيح الإبصار، توضح الآفاق المستقبلية لهذه التقنية، وتقول:” يعرف أن جراحات تصحيح الإبصار بعمل قطع في قرنية العين السطحي، أو ما يعرف بعمليات الليزك لتصحيح قصور الإبصار، وذلك باستخدام “المشرط الآلي”، الذي شاع استخدامه منذ خمسين سنة تقريباً، ويتكون”المشرط الآلي” من حلقة ورأس قاطع. حيث توضع الحلقة حول القرنية لتثبيتها، وهي تحدد حجم القطع الذي يتم تحديده بالملليمترات. ويحتوي رأس المشرط في العادة على محركين أحدهما يجعل المشرط يهتز بسرعة عالية”6000 – 15000 حركة في الدقيقة”، والثاني يدفع المشرط للأمام، وهناك قطعة معدنية تحدد مقدار السماكة التي يتوقع أن يتم بها القطع. وتم تطوير تطويرها هذه الطريقة، واستخدام مشارط آلية عالية الجودة، ونادرة المضاعفات، وسهلة الاستعمال والصيانة”. المشرط الآلي وتشير الدكتورة رمضان إلى أن عملية “الليزك” تتكون من ثلاث خطوات رئيسية، الأولى، قطع في سطح القرنية على شكل ثنية ورفعها، والثانية فهي إطلاق أشعة “الأكزيمر ليزر” داخل أنسجة القرنية لتصحيح الدرجات التي يعاني منها المريض، في حين تتضمن الثالثة إعادة القطع أو الثنية إلى وضعها السابق. تكمل الدكتورة رمضان:” كان المشرط الآلي في البداية يجري قطعاً كاملاً لسطح القرنية إلى أن قام الدكتور اليوناني بيلاكارز باقتراح إضافة تحسينية في تصميم المشرط، حيث يتوقف قبل انتهاء القطع، وبذلك يتحول القطع الكامل إلى ثنية، ولا يمكن أن تسقط بالدعك أوالتحريك. ولعل أهم مشكلتين تصادف أطباء العيون عند استخدام المشرط الآلي، هما مضاعفات القطع، واختلاف سماكته. فمضاعفات القطع يمكن أن تتمثل في القطع الناقص، أو حدوث ثقوب في القطع، أو تحول الثنية إلى قطع كامل بنسبة تتراوح مابين “0.5 –001,”. أما اختلاف سماكة القطع فهو أمر لا يمكن التنبؤ به ولا توجد طريقة لتفاديه، فالقطع بالمشرط الآلي يفترض أن يعطي نفس السماكة في جميع منطقة القطع، لكن الذي يحدث خلاف ذلك، فقد يكون القطع رقيقاً في المنتصف وسميكاً من الأطراف، وقد يكون متعرجاً وذا سماكات مختلفة وقد لا يلاحظ المريض أي أعراض نتيجة لذلك، إلا إذا كان الفرق في السماكة كبيراً”. «الانتراليز» تشير الدكتورة رمضان، إلى التطور الذي حدث على هذا الصعيد، وتقول:” إن جهاز الليزر يعتمد على الأشعة “تحت الحمراء” بموجة طولها 1053 قدماً، ليولد نقطا قريبة جداً من بعضها بحجم 3 ميكرون، ويمكن تركيزها على العمق المطلوب قطعه بأشعة الليزر وتصل سرعتها إلى ربع مليون في الثانية، وبذلك تقوم بقطع القرنية بدقة متناهية لم تعرف من قبل. وبدأ استخدام هذا الجهاز بعد الموافقة عليه من هيئة الأغذية والأدوية الأميركية في بداية عام 2003 في عدد قليل من مراكز جراحات قصر النظر وطول النظر و” الاستيجماتيزم “، وهذا الجهاز يستخدم بدلاً من جهاز “الميكرو كيراتوم” المستخدم حالياً، والذي يقوم بقطع القرنية بالمشرط وبوجود جهاز “انترا ليز فيمتو سكند ليزر”، أصبحت عملية الليزك كلها تعمل بالليزر، مما يحسن النتائج ويقلل المضاعفات. فما يميز قطع القرنية السطحي بـ”الانتراليز” عن “الميكروكيراتوم” في عمليات الليزك، أن جهاز “الانتراليز” يقوم بقطع القرنية بالسماكة المطلوب قطعها والمقررة قبل البدء في العملية، وتصل دقة القطع من السماكة المطلوبة إلى 99.99%. والسبب في الدقة المتناهية لهذا الجهاز أن سرعة الأشعة الناتجة عن “الفيمتو سكند ليزر” هي أسرع من سرعة الضوء، وبهذه السرعة تستطيع قطع جزئيات متناهية في الصغر بسرعة فائقة ودقة متناهية فإن سرعته تصل إلى واحد من مليون بليون جزء من الثانية. كما وجد أن نبضة الليزر رغم قوة الطاقة الموجودة بها إلا أن تسليطها داخل القرنية لهذه المدة القصيرة يجعلها تتحول إلى فقاعة صغيرة جداً، تقوم بفصل الأنسجة عن بعضها بعضاً من دون أن تحدث أي أضرار للأنسجة المجاورة. تصحيح الإبصار «بالبصمة» يستطيع جهاز الليزر أو بعبارة أدق جهاز “ليزر فيمتو ثانية” أن يصنع أي قطع يريده كجراحين، فبالإمكان تحديد شكل القطع سواء أكان دائرياً أو مربعاً، أو بيضاوياً أو غير ذلك. كما يمكن تحديد عمق القطع وتحديد مكان الثنية وموقعها وحجمها، وأن القطع الناتج قطع متساو وذو سماكة واحدة، وعلى الأقل نظرياً يجب ألا يوجد فرق بين السماكة التي حددها الجراح والسماكة الناتجة بعد القطع بالمشرط الضوئي من دون وجود أي آلام، وذلك بعكس المشرط الآلي الذي تكون السماكة الناتجة عن القطع مختلفة وأحياناً بشكل كبير عن السماكة المحددة. وذلك من خلال استخدام جهاز فيزكس وهو الوحيد المعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية منذ العام 2001 التي تمتلك جهاز فيزكس الذي يقدم تصحيح الإبصار بالطريقة المخصوصة التي تعارف الكثير على تسميتها بـ”البصمة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©