الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمم المتحدة تحذر من كارثة صحية وإنسانية في غزة

الأمم المتحدة تحذر من كارثة صحية وإنسانية في غزة
4 أغسطس 2014 17:05
دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة أمس القصف الذي استهدف مدرسة لـ«أونروا» في غزة وأدى إلى مقتل عشرة أشخاص ووصفه بـ«العمل الإجرامي». وقال بان كي مون في بيان تلاه المتحدث باسمه إن هذا القصف «الذي يشكل انتهاكاً فاضحاً جديداً للقانون الإنساني الدولي هو فضيحة من الناحية الأخلاقية وعملاً إجرامياً». وتابع الأمين العام «هذا الجنون يجب أن يتوقف» داعياً إسرائيل وحماس إلى وقف القتال والتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار في القاهرة. ومن دون أن يسمي الطرف المسؤول عن قصف المدرسة قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي «قد أبلغ أكثر من مرة بمواقع» المقرات التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة والتي قصفت ثلاثة منها حتى الآن. وقال إن هذه المواقع «يجب أن تكون مناطق آمنة وليس مناطق قتال». وأكد أن هذا القصف الذي استهدف مدنيين وغيره من الهجمات يجب أن تكون موضع «تحقيق سريع» وأن يحاسب المسؤولون عنها. وبعد أن أعرب «عن تأثره الشديد للتصعيد الفظيع للعنف في غزة ومقتل مئات المدنيين الفلسطينيين» منذ انهيار التهدئة صباح الجمعة دعا بان كي مون مجدداً إلى الاتفاق على «وقف إطلاق للنار والدخول في مفاوضات» في القاهرة «للبحث في الأمور بعمق». من جهته أعرب بيار كراهنبول رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن صدمته إزاء القصف الأخير للمدرسة في غزة الذي أوقع عشرة قتلى. وقال في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «سي بي أس» إن «هذا الحادث الجديد سبب لنا صدمة وجعلنا نتساءل: كيف يمكن أن يحدث هذا من جديد؟». وأوضح أن قذيفة سقطت تماماً أمام المدخل الرئيسي للمدرسة في رفح ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص داخلها وأمامها. وقال في النهاية «لا شك لدي في أن إجراءات الوقاية والحماية التي تتخذ ليست كافية وخاصة تلك التي تتخذها القوات الإسرائيلية عندما تهاجم غزة». من جانبها، اتهمت حركة حماس أمس بان كي مون أنه شريك إسرائيل في «المجزرة» بعد غارة إسرائيلية جديدة على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في رفح جنوب غزة. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في بيان «استهداف مدرسة الوكالة في رفح هو جريمة حرب واستخفاف بالرأي العالمي وبان كي مون شريك في المجزرة بسبب صمته على الجريمة وتباكيه على الجنود الإسرائيليين القتلة وتجاهله لدماء المدنيين الأبرياء». إلى ذلك، حذرت الأمم المتحدة أمس من كارثة صحية وإنسانية واسعة النطاق في غزة نتيجة الأحداث الدموية التي يشهدها القطاع. وأعرب كل من جيمس راولي منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وروبرت تيرنر مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة والدكتور امبروجيو مانينتي القائم بأعمال رئيس مكتب عمليات منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية والقطاع في بيان صحفي أصدرته الأمم المتحدة أمس عن قلقهم البالغ إزاء عدم وجود حماية لموظفي الوكالات الدولية والمرافق الطبية وتعذر إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية الطارئة لـ 8ر1 مليون فلسطيني في قطاع غزة. وحذر البيان من وقوع كارثة صحية وإنسانية مطالباً بالوقف الفوري للقتال. وقال إنه وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الأحداث الدامية فإن الخدمات والمرافق الطبية في غزة على وشك الانهيار حيث تضررت ثلث المستشفيات و14 من العيادات الصحية الأولية و29 من سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني ووزارة الصحة فيما قتل وجرح العشرات من الطواقم الطبية أثناء أدائهم واجبهم كما أن ما لا يقل عن 40 بالمائة من العاملين في المجال الطبي غير قادرين على الوصول إلى أماكن عملهم مثل العيادات والمستشفيات بسبب الأحداث الدامية وباتت نصف عيادات الرعاية الصحية الأولية العامة مغلقة. ولفت بيان المنظمة الدولية إلى أنه صدرت تهديدات في الـ24 ساعة الماضية بهجمات وشيكة تطال مستشفى النجار في رفح ومستشفى الشفاء في مدينة غزة مما تسبب في حالة من الذعر الكبير والفوضى بين المرضى والموظفين. وتم إخلاء مستشفى النجار حيث ستبقى مغلقة بسبب قربها من المواقع التي تتعرض للقصف. كما أن المستشفيات والعيادات التي لا تزال تعمل هي تحت ضغط كبير. ولفت البيان إلى النقص الكبير في الإمدادات الحيوية من الأدوية والمواد الاستهلاكية الضرورية والتي استنفدت مخزوناتها تقريباً كما أن تدمير مجمعات إمداد الطاقة جعلت المستشفيات تعتمد على مولدات احتياطية، منوهاً باكتظاظ مستشفى الشفاء الرئيسي في قطاع غزة بالضحايا والأشخاص الذين يلتمسون الأمان فيه. وحذر البيان من أن القدرة على توفير الرعاية الصحية اللازمة أصبحت في وضع حرج وهذا يعرض حياة الآلاف من الفلسطينيين لخطر محدق، لافتاً إلى أن نزوح أكثر من 460 ألف شخص من منازلهم يعيشون الآن في ظروف حرجة في المدارس مع أقاربهم أو في ملاجئ مؤقتة إلى جانب ذلك فإن عدم كفاية المياه الصالحة للشرب وتدمير مرافق الصرف الصحي ينذر بمخاطر تفشي الأمراض المنقولة والمعدية عن طريق المياه، مشيراً إلى أن مئات الآلاف من الناس يحتمون في ظروف سيئة جداً مما جعل قدرة الأونروا على القيام بواجبها ومسؤولياتها تصل إلى حافة الانهيار. إلى ذلك، طالب الاتحاد الأوروبي أمس بالوقف الفوري لحمام الدم الناجم عن العملية الإسرائيلية العسكرية في غزة وذلك في إعلان أصدره رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبيي. وقال فان رومبويي «حمام الدم يجب أن يتوقف». وأكد فان رومبويي أن «غزة تتعرض لمعاناة غير محتملة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع أودت بحياة الكثيرين بينهم العديد من النساء والأطفال. هذا الأمر يجب أن يتوقف فوراً». ودعا وزير الخارجية الصيني وانج يي إسرائيل وحركة (حماس) إلى وقف القتال، داعياً إسرائيل إلى رفع الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني منذ 2006. وقال وانج في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة «يجب على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وقف فوري وشامل لإطلاق النار بما في ذلك القصف الجوي والعمليات العسكرية والبرية وإطلاق الصواريخ ذلك حرصاً على الشعب والسلام في المنطقة». وأضاف الوزير الصيني على إسرائيل رفع الحصار عن قطاع غزة وإطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين». وأكد أن «جميع الممارسات التي يستخدم فيها العنف المطلق ويسقط فيها مدنيون غير مقبولة ونأسف لانهيار الهدنة بين الجانبين». بدوره، اعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في مقابلة مع صحيفة «صاندي تلجراف»، أن الوضع في قطاع غزة أصبح «لا يطاق» بالنسبة إلى المدنيين ويخشى أن يؤدي إلى «تزايد الأحداث المعادية للسامية» في بريطانيا. وقال الوزير البريطاني في أول حديث له لصحيفة بريطانية «أن الرأي العام البريطاني لديه شعور قوي بأن الوضع أصبح لا يطاق بالنسبة للمدنيين في غزة وأنه يجب التحرك، ونحن نؤيد ذلك». (عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©