الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 10 جنود لبنانيين وأسر 13 باشتباكات دامية مع «النصرة»

مقتل 10 جنود لبنانيين وأسر 13 باشتباكات دامية مع «النصرة»
3 أغسطس 2014 23:55
تواصلت لليوم الثاني على التوالي الاشتباكات الدامية بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين يعتقد أنهم من جبهة النصرة المتطرفة في بلدة عرسال الحدودية، أسفرت بمجملها منذ مساء السبت عن مقتل 10 جنود وإصابة 25 آخرين إضافة إلى فقد 13 يعتقد أنهم أسرى وفق ما أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي، متوعداً الحركات التكفيرية ومتعهدا بعدم السماح بانتقال سيناريو ما يحصل في العراق وسوريا إلى لبنان (في إشارة مباشرة إلى سيطرة متطرفي «داعش» و«النصرة» على مناطق واسعة في البلدين). وحذر قهوجي في مؤتمر صحفي المسؤولين السياسيين والدينيين من خطورة ما يرسم للبنان، معتبرا «أن أي انفلات أمني قد يصبح عرضة للانتشار ولن يكون كل لبنان بعيدا عن الخطر». وقال «إن ما جرى في عرسال من هجوم لمسلحين إرهابيين على مراكز للجيش تم التخطيط له مسبقا، ولم يأت نتيجة اعتقال الجيش لاحد قادة المجموعات المسلحة السورية الذي اعترف بانه كان يحضر لشن عمليات»، وأضاف«إن الموقوف، واسمه عماد احمد جمعة، اعترف بأنه كان يخطط لتنفيذ عملية واسعة على المراكز والمواقع التابعة للجيش، وانه كان يقوم بجولة لوضع اللمسات الأخيرة على العملية». لكن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تداولت شريطا مصورا قالت انه لجمعة، يعلن فيه مبايعته زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وبدا في الشريط خلف جمعة، عشرات المسلحين بالزي الأسود يرفعون أعلام كتب عليها «دولة الخلافة الإسلامية». وقال قهوجي «إن الهجمة الإرهابية لم تكن هجمة بالصدفة أو بنت ساعتها. بل كانت محضرة سلفا وعلى ما يبدو منذ وقت طويل وهذا ما ظهر من خلال سرعة تحرك الإرهابيين لتطويق المراكز والانقضاض على المواقع واحتلالها وخطف العسكريين»، وأضاف «إن الجيش قام برد سريع ومباشر ونفذ عملية هجومية لفك الطوق عن كل المراكز، وتم حماية موقع المصيدة ووادي حميد، باستثناء مركز واحد للأسف هو تلة الحصن في جرود عرسال، لكن العمل جار على استعادته». وشدد قهوجي على ضرورة معالجة الوضع الأمني للنازحين السوريين، وقال «إن العناصر المسلحة غريبة عن لبنان وتكفيرية تحت كل المسميات السائدة حاليا، وتضم جنسيات مختلفة وآتية من خارج الحدود اللبنانية وبالتنسيق مع أناس مزروعين داخل مخيمات النازحين الذين تستضيف عرسال عشرات الآلاف منهم»، وأضاف «أمام هذا الخطر الكبير الذي يهدد الوطن بكيانه واستقلاله ووحدته ووجوده، والذي يحاول البعض أن يقلل من أهميته، يؤكد الجيش إننا جاهزون لمواجهة كل الحركات التكفيرية التي قد تستفيد مما يجري في عرسال وتقوم بأمر مماثل في أي منطقة أخرى». وكانت المواجهات بدأت بعد توقيف الجيش عنصرا اعترف بانتمائه إلى جبهة النصرة، ما دفع مسلحين إلى تطويق حواجز الجيش على مداخل عرسال وفي محيطها، قبل أن يهاجموها ويسيطروا على احدها. كما اقتحم المسلحون مركزا لقوى الأمن داخل عرسال واحتجزوا عناصره، وقتلوا مدنيين اثنين كانا يحاولان منعهما من ذلك. وقال مصدر عسكري «إن المسلحين شنوا بأعداد كبيرة، هجمات متزامنة على المواقع العسكرية، انطلاقا من ثلاث جهات هي بلدة عرسال، ومخيمات النازحين السوريين على أطرافها، والمناطق الجردية»، وأضاف «أن الجيش قتل العديد من المسلحين»، لكن من دون أن يحدد عددهم، وتابع قائلا «إن العملية العسكرية مستمرة، وان مرحلتها الأولى هي استعادة المواقع، والثانية قيد الدرس»، من دون الدخول في تفاصيل. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن الجيش استعاد السيطرة على ثكنة المهنية داخل عرسال بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين. وأشارت إلى اشتداد الاشتباكات التي استخدمت فيها القذائف والرشاشات الثقيلة بين الجيش والمسلحين على التلال المحيطة التي يتخذها المسلحون نقاط تجمع لهم، وأضافت «أن الاشتباكات أدت إلى نزوح عدد كبير من أهالي عرسال باتجاه قرى قريبة في منطقة البقاع»، مشيرة إلى أن حركة النزوح توقفت بعد تعرض النازحين لإطلاق نار من جانب المسلحين الذين حاولوا منعهم من مغادرة البلدة. وأفاد مصور لـ«فرانس برس» في بلدة اللبوة المجاورة لعرسال، بأن مدفعية الجيش كانت تقوم بقصف تلة مرتفعة على راسها ثمانية منازل يعتقد أن المسلحين يتحصنون فيها. ولم يتمكن المراسل من دخول عرسال نظرا لقطع الطريق المؤدية إليها من قبل الجيش. ورأى المصور تعزيزات عسكرية وآليات تنقل جنودا تتوجه نحو عرسال، بينما نقلت مدرعات عسكرية جرحى للجيش من أمكنة الاشتباك، قبل أن تنقلهم سيارات إسعاف إلى مستشفيات المنطقة. وقال سكان إن الكثيرين من عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين احتموا في التلال حول عرسال تركوا مخيمهم وينامون في الشوارع في البلدة فرارا من القصف وان حرائق اندلعت في بعض المخيمات. وقال قاسم الزين الطبيب في المستشفى الميداني في عرسال «إن القصف مستمر من جميع الاتجاهات»، مضيفا أن المستشفى استقبل حتى الآن عشرة قتلى مدنيين. في وقت قال نشطاء «إن حزب الله نشر مقاتلين حول عرسال ويبدو إنه مشارك في القتال». لكن لم يتسن التأكد من ذلك، كما لم يرد تعليق من الحزب الذي كان شارك في معارك إلى جانب النظام السوري ضد مقاتلين معارضين في القلمون الحدودية. وبالتزامن، قالت الوكالة الوطنية الرسمية إن جنودا اشتبكوا أيضا مع مسلحين ملثمين فجرا فتحوا النار على مواقع تابعة للجيش في عدة مناطق في طرابلس، كما استهدفت قنبلة دورية عسكرية ما أسفر عن إصابة ضابط وجندي. وذكرت الوكالة أن الجيش قام بملاحقة المسلحين ما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة استخدمت خلالها الأسلحة المتوسطة والخفيفة واستمرت من الواحدة فجرا وحتى السادسة صباحا وأسفرت عن إصابة شخص مدني بجروح خطيرة. إلى ذلك، دان رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام الاعتداء الصارخ على لبنان الدولة وعلى الجيش، وعلى أمن اللبنانيين ورزقهم وممتلكاتهم، واكد انه انطلاقا من موقع المسؤولية، فإن الحكومة تتعامل مع هذه التطورات بأقصى درجات الحزم والصلابة»، مشددا على أن الدولة اللبنانية لن تتهاون في حماية أبنائها مدنيين كانوا أم عسكريين ولن تسمح بفرض حالة من الفوضى الأمنية في أي منطقة لبنانية، أو خروجها عن سيطرة القوى الشرعية تحت أي ذريعة كانت». ودعا جميع القوى السياسية إلى التحلي بأعلى درجات الحكمة والمسؤولية وبذل كل الجهود لتحصين لبنان والنأي به فعلا عن الأخطار المحيطة به». وزار السفير الأميركي في بيروت ديفيد هايل أمس قهوجي، وقالت السفارة في بيان نقلا عن وزارة الخارجية «إن الولايات المتحدة دانت بحزم الهجمات على الجيش اللبناني وأكدت دعمها لمؤسسات الدولة اللبنانية، ودعت كل الأطراف إلى احترام حياد لبنان في مواجهة النزاعات الإقليمية، وأضاف «أن واشنطن تحث جميع الأطراف المعنية في لبنان على احترام سياسة الحكومة اللبنانية في النأي عن النزاعات الإقليمية كما هو منصوص عليه في إعلان بعبدا وتماشيا مع اتفاق 2012 الموقع من الفصائل المختلفة في البلاد للحفاظ على الأمن والنظام العام وتعزيز مبدأ اللاعنف». وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة «إنها تتابع عن «كثب الوضع في عرسال، لكن لم تتوافر لديها معلومات عن عواقب محتملة للمعارك على اللاجئين السوريين في المنطقة». ودعا رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة المسلحين السوريين إلى الانسحاب من لبنان ولكنه قال إن مقاتلي حزب الله عليهم أيضا مغادرة سوريا. (بيروت - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©