الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

22 قتيلاً في طرابلس وغموض حول انعقاد البرلمان الجديد اليوم

22 قتيلاً في طرابلس وغموض حول انعقاد البرلمان الجديد اليوم
3 أغسطس 2014 23:55
حذرت الحكومة الليبية المؤقتة أمس من ازدياد تردي الحالة الإنسانية في العاصمة طرابلس، التي تعاني من انقطاع لإمدادات الوقود وغاز الطهي وشح في المواد الغذائية بسبب تواصل المعارك بين الميليشيات المدعومة من كتائب مصراته ومسلحي كتائب الزنتان، للسيطرة على محيط منطقة المطار والتي أسفرت خلال الساعات الـ24 الماضية عن سقوط 22 قتيلا و72 جريحا، لترتفع الحصيلة إلى 124 قتيلا وأكثر من 500 جريح منذ 13 يوليو المنصرم. ووسط أصوات القصف والمعارك، أقفلت معظم المحال التجارية والمصارف أبوابها، بينما غطت سماء العاصمة سحابة دخان كثيفة سوداء لا تزال تنبعث من حريق مستودع للمحروقات لم يتم بعد إخماده. وذكر مصدر طبي أن عدد الضحايا يفوق بكثير العدد المعلن، لأن الحصيلة الرسمية لم تأخذ في الاعتبار عددا من الأشخاص الذين نقلوا إلى المستشفيات خارج طرابلس وخصوصا في مصراته. بينما تحدثت الحكومة الليبية عن تشرد مئات العائلات، وقالت في بيان «إنها تتابع بشكل مستمر ومكثف جهود الوساطة التي تبذلها اللجان المكلفة والوسطاء، من أجل إيقاف هذه الاعتداءات والعمل على إعادة الحياة الطبيعية إلى العاصمة، لكن هناك عقبات تواجه هذه الجهود نتيجة لتعنت المجموعات المعتدية التي لم تسمها». وعجز رجال الإطفاء عن السيطرة على حريق مستودعات الوقود والغاز قرب المطار الدولي. ولا تزال النيران مشتعلة في ثمانية خزانات غاز، مما تسبب في سحابة ضخمة من الدخان الأسود فوق المدينة. واصطفت عربات الإطفاء على الطريق خارج مقر هيئة السلامة الوطنية، وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط «إن رجال الإطفاء لن يعودوا إلى المستودع حتى يتوقف الحريق». وحذرت وزارة النفط من احتمال انفجار الخزانات ودعت وزارة الصحة للاستعداد تحسبا لوقوع خسائر. ووسط هذه الفوضى، من المقرر أن يبدأ البرلمان الجديد المنبثق عن انتخابات 25 يونيو الماضي عمله اليوم الاثنين في طبرق خلال جلسة أولى مثيرة للجدل حيث تمسك نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي كان يسيطر عليه الإسلاميون) بعقد الجلسة في طرابلس. لكن النواب الإسلاميين رفضوا التوجه إلى العاصمة. وكان مجلس النواب عقد أمس الأول جلسته التشاورية الأولى في طبرق برئاسة العضو المنتخب عن بنغازي أبوبكر بعيرة، أكبر الأعضاء سنا الذي أكد أن الجلسة الافتتاحية الرسمية ستعقد اليوم في المدينة ذاتها، وأضاف «نريد توحيد الوطن وترك الخلافات جانبا». غير أن أبو سهمين قال «إن البرلمان سيعقد جلسته الافتتاحية اليوم لكن في طرابلس وليس في طبرق». إلى ذلك، بدأت سفينة «اتش. ام. اس انتربرايز» التابعة للبحرية الملكية البريطانية بإجلاء رعايا المملكة المتحدة الموجودين في ليبيا. وقال وزير الدفاع مايكل فالون «إن عددا من المسافرين نقلوا على متن زورق إلى السفينة حيث تلقوا مواد غذائية للرحلة»، مشيرا إلى إجلاء حوالي مئة بريطاني. ويمكن أن تنقل السفينة رعايا بلدان أخرى يرغبون في مغادرة ليبيا. وكان السفير البريطاني في ليبيا مايكل ارون اعلن انه قرر بأسف مغادرة السفارة في طرابلس بسبب المواجهات المستمرة في العاصمة وانعدام الأمن، وكتب على حسابه على موقع تويتر «قررنا تعليق أنشطة السفارة بشكل مؤقت اعتبارا من اليوم الإثنين. . سنعود ما أن تسمح الظروف الأمنية بذلك، وعلى الرغم من كل شيء لدي ثقة في ليبيا وشعبها الرائع». وتواصل إجلاء آلاف المصريين الفارين من المعارك في ليبيا أمس عبر تونس بعد أيام من الانتظار والتوتر على الجانب الليبي من الحدود. وقال السفير المصري في تونس أيمن مشرفة في تصريح صحفي لدى زيارته معبر راس جدير الحدودي «الوضع تحسن كثيرا، لقد تمكنا من إجلاء ألفي شخص. والدولة المصرية ستبذل كل جهودها لإعادة جميع مواطنيها». لكنه لم يذكر عدد الأشخاص الذين لا يزال يتعين إجلاؤهم في الأيام المقبلة في الوقت الذي كان فيه نحو ستة آلاف عالقين على الجانب الليبي من الحدود مساء السبت. وقال وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو إنه تم الاتفاق مع الجانب المصري والليبي على إجلاء نحو 13 ألف مصري عالقين بمعبر راس جدير عبر رحلات جوية مصرية وتونسية. وأوضح عقب اجتماع تنسيقي إنه تم الاتفاق مع الجانب المصري لتوفير سبع طائرات مصرية وخمس طائرات تونسية لإجلاء المصريين العالقين الذين وصل عددهم إلى 13 ألفا، وأن هناك مقترحا أيضا لتوفير رحلات بحرية عبر ميناء جرجيس لضمان نقل أكبر عدد ممكن من المصريين إلى بلادهم. وقال وزير الطيران المدني المصري محمد حسام الدين إنه من المقرر تنظيم خمس رحلات في اليوم. وتمت برمجة هذه الرحلات بعد غلق معبر راس جدير الجمعة وجزئيا السبت بعد صدامات عنيفة بين حرس الحدود الليبيين ومئات المصريين الذين حاولوا الدخول عنوة إلى الأراضي التونسية. وقال المنجي سليم رئيس فرع الهلال الأحمر التونسي بولاية مدنين الذي تمكن فريق منه من زيارة المصريين العالقين، «إن الوضع الإنساني حرج لقد بقي بعضهم بلا طعام لخمسة أو ستة أيام»، وأضاف «لقد سمحت لنا السلطات بتوزيع وجبات غذائية عليهم». وأعلن مدير منفذ السلوم البري العميد حسين المعبدي استقبال 5 آلاف و683 مصريا عائدا من ليبيا خلال الأيام الثلاثة الماضية وحتى مساء السبت بعد إنهاء إجراءات دخولهم إلى المنفذ. وقال السفير بدر عبدالعاطي المتحدث باسم الخارجية المصرية «إن الحكومة مستنفرة بشكل كبير لتقديم أقصى درجات الرعاية للمصرين العالقين على الحدود الليبية التونسية، وتم الدفع بأكبر عدد من الرحلات الجوية لإجلاء المصريين من هناك بأسرع وقت ممكن». من جهتها، أعادت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية تنبيه رعاياها لعدم السفر إلى ليبيا بسبب الظروف الأمنية التي تشهدها الأراضي الليبية، وطلبت من الأردنيين الموجودين هناك مغادرتها بأقرب فرصة ممكنة. ودعت في بيان الأردنيين الراغبين بمغادرة الأراضي الليبية للتوجه إلى معبر رأس جدير الحدودي، بعد التنسيق مع سفارتي الأردن في ليبيا وتونس لتسهيل مرورهم عبر الأراضي التونسية في طريق عودتهم للأردن. مبينة أن معبر سلوم على الحدود الليبية المصرية مغلق بالكامل من قبل السلطات المصرية، كما أن المطارات الليبية متوقفة عن العمل بسبب الظروف الأمنية. وفي السودان، أكد الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج حاج ماجد سوار حرص السودان حكومة وشعبا على أمن واستقرار دولة ليبيا. ونقلت وكالة السودان للأنباء عنه القول إن الجهاز سيظل يتابع الأوضاع، وإنه إذا تطلب الأمر أن يصدر قرار بالإجلاء حينها فسيتم تطبيق الخطة الموجودة مسبقا. وأوضح أن قرار الإجلاء هو قرار سياسي لا يتخذه جهاز المغتربين لوحده أو السفارة أو وزارة الخارجية بل هو قرار سياسي تتخذه رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء، بناء على تقرير يقدمه وزير الخارجية يعكس فيه الأوضاع ومدى خطورتها على السودانيين، وأضاف «القتال في مناطق محدودة، وتم توجيه كل الرعايا السودانيين بعدم التحرك من مكان إقامتهم إلا للضرورة وفي نطاق ضيق جدا». (طرابلس - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©