الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان وصل

14 يوليو 2015 00:43
سألني صديق أجنبي كيف تعرف أن رمضان وصل؟ جاوبته ليس عن طريق مشاهدة القمر، ولكن أعرف إذا انتشرت إعلانات الشماغ وزيت القلي و«الفيمتو»، أعرف أن رمضان قرب. سألته باعتباره أجنبياً مقيماً في الدولة كيف يعرف أن رمضان قرب؟؟ فأخبرني بأنه يعرف أن رمضان وصل عندما يمر على الجمعية ويجدها (فاضية) مثل أيام الكساد العظيم، ويجد طابوراً طويلاً من العربات أوله عند «الكاشير» ولا يعرف نهايته، وكأن رمضان جاءنا «على حين غرة». أعرف رمضان وصل حينما تمتلئ مساجدنا بالمصلين في الأيام الأولى من رمضان، ثم تتناقص أعداداهم مع نهاية الأسبوع الأول، كذلك البعض يغضب عندما يطول الإمام «شوي» في التراويح، ولكن لا مشكلة عنده إذا وقف عند باب المسجد ساعة يتحدث مع أصدقائه. * سألت موظفاً كيف تعرف أن رمضان وصل؟ فقال إذا كثرت الموظفات المنقبات «ماشي مكياج»، وكثرت طلبات الإجازات الاضطرارية والمرضية، و«شفت المدير كاتب على باب مكتبة (5 دقائق وراجع .. وما تشوفه إلا بعد رمضان)، وتجد بعض الموظفين عابساً في وجه المراجعين، أو ينتظر المراجع الموظف ربع ساعة ليرد عليه؛ لأنه يقرأ القرآن في الدوام، أو ينتظره لأنه يصلي الضحى». والبعض يكتب مع بداية الشهر الفضيل في مواقع التواصل الاجتماعي «نظراً لحلول شهر رمضان أنا في إجازة من الغروب»، يحسسك أن الأخ سوف يتفرغ للعبادة ويشد «إزارة للصلاة»، وهو متفرغ لشاشة التلفزيون أم 90 بوصة والآيباد والموبايل، بحيث يشوف 7 مسلسلات في وقت واحد ومع مرور أيام الشهر الفضيل يصبح برنامجه نوماً بالنهار وحرباً جماعية على الإفطار وجلسات حش وقرض في المجالس على أعراض الآخرين ولا فيها علم أو معرفة، وتجد البعض يتحدث عن أخلاقيات الصيام والعبادات، وأنها فرصة للتربية على رقي الأهداف وتطوير الفكر، ولكنه مستعد لأن يشنق الخدامة إذا وجد الملح ناقصاً في صحن الشوربة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©