الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حتى الأموات في غزة يبحثون عن مأوى من العدوان

حتى الأموات في غزة يبحثون عن مأوى من العدوان
4 أغسطس 2014 00:05
يبحث الأموات في قطاع غزة عن مأوى لهم تحت الأرض كما يفعل الأحياء فوقها في ظل الهجوم الإسرائيلي الأعنف على القطاع والذي حصد مئات القتلى. ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من يوليو الجاري قتل أكثر من 1740 فلسطينيا. إلا أن المقابر في هذا القطاع الأعلى كثافة سكانية في العالم لم تكن جاهزة لاستيعابهم. ومع توالي سقوط عشرات القتلى يوميا يضطر أهالي هؤلاء الضحايا لنبش القبور القديمة بحثا عن قبر فارغ يدفنون ضحاياهم فيه. ووصل العشرات من عائلة رجب في سيارة نقل تحمل جثة ابنهم الذي قتل في غارة إسرائيلية على سوق الشجاعية الأربعاء إلى مقبرة المعمداني في مدينة غزة. ومع تحليق الطائرات الإسرائيلية في قطاع غزة وقف هؤلاء المواطنون نحو ساعة يفتشون عن قبر لابنهم. وقال أحدهم ويدعى محمد «في غزة لسنا قادرين على أن نعيش بكرامة ولا قادرين على أن نموت بكرامة. لا مكان لنا فوق الأرض ولا تحتها». وقال عبد كشكو أحد المتطوعين في العمل في هذه المقبرة «لا يوجد قبر لهذا الشاب، سينتظرون طويلا قبل أن يجدوا قبرا فارغا له». وأضاف «هذه مقبرة قديمة وغير مستعملة لكن ظرف الحرب هو الذي فرض الدفن بها، كل شهيد له قريب مدفون هنا من زمان يتم دفنه في نفس قبر قريبه هذا». وفي الجانب الآخر للمقبرة يقوم شبان بنبش عدة قبور تباعا بحثا عن قبر فارغ لدفن ابنهم. وقال أحدهم ويدعى والي المملوك «حفرنا أكثر من قبر لكننا وجدنا أطفالا فيها وما زلنا نبحث». ويتابع «أتينا لدفن أخي، لا نستطيع أن ندفنه في المقبرة الشرقية لأنها خطرة». وتعتبر المقبرة الشرقية الوحيدة في مدينة غزة التي تتسع لمقابر جديدة إلا أنها تقع على الحدود الشرقية لمدينة غزة والتي تشهد تقدما للدبابات الإسرائيلية وقصف مدفعي يحظر على المواطنين الوصول لها. بدوره قال رمزي النواجحة مسؤول دائرة الإعلام في وزارة الأوقاف في غزة إن وزارته قامت «بفتح المقابر القديمة التي كان يمنع الدفن فيها لامتلائها». وأضاف أن «أهالي الشهيد يقومون بدفنه في أي قبر قديم دفن فيه سابقا أحد أفراد عائلته». وأوضح «لا يوجد مواد بناء لإنشاء قبور جديدة ولا يوجد أيضا مساحات في المقابر». ورغم أنه يعتذر عن تقديم إحصائية دقيقة لعدد المقابر في قطاع غزة أو عدد المقابر التي تم استئناف الدفن فيها لصعوبة التواصل بين موظفي الوزارة، إلا أنه يؤكد أنه تم فتح مقبرتين على الأقل في كل محافظة من محافظات قطاع غزة لاستخدام مقابرها القديمة لدفن «الشهداء». واضطرت عائلة السلك للتوجه إلى حي الشعف شرق مدينة غزة، الذي أخلى اغلب سكانه منازلهم بعد تعرضه لقصف إسرائيلي طوال أيام الهجوم، لدفن أربعة من أبنائها قتلوا أيضا في قصف سوق الشجاعية. ووصل عدد من أفراد العائلة بسيارة نقل وهم يحملون جثث أبنائهم. وقد دفنوا اثنتين منها لطفلين في قبر واحد، قبل أن يغادروا على عجلة مع سماع دوي انفجارات جديدة في المنطقة». وقال الشاب محمود السلك «لا نعرف أين ندفن الشهداء، حتى المقابر غير موجودة في غزة». (غزة-أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©