كنت أمر مرور الكرام باحدى مناطق أبوظبي مع أحد أصدقائي بسيارته وعندما دخلنا إلى المنطقة المعنية وتحت حرارة الشمس الحارقة أردنا أن ندخل فتحة لتوصلنا إلى موقف للسيارة وإذا بنا نفاجأ بمركبة أخرى تمشي في الاتجاه المعاكس ويغلق أمامنا الطريق وطلب مني الرجوع لنفسح له المجال للاستمرار باتجاهه الخاطئ ولكن صديقي قد انهار من أشعة الشمس والصدمة التي تفاجأ بها من صاحب السيارة فأصر على ألا يتراجع عن موقفه وهو أن لا يفسح له الطريق وأصر أخونا الآسيوي بالوقوف أمامنا ولا يريد الرجوع للتوجه إلى الطريق الصحيح واستمر الموقف حوالي دقيقتين إلى ثلاث دقائق وبعد ذلك اضطر صديقي أن ينزل إلى السائق ليقول له أنت تمشي باتجاه خاطئ ويجب أن تعود وعاد إلى السيارة وإذا بالسائق المعارض يتراجع شيئاً فشيئاً حتى زال الهم لكنه عاد إلى طريقه الخاطئ بعد خروجنا وأكمل مسيره في الاتجاه المعاكس (طبعاً حدث ذلك لأنه لم يجد من يرده)·
وكان الطريق مليئا بالسيارات، والازدحام مزعج لدرجة أن أحد السائقين أتى من الخلف بسرعة ليقف أمامنا بدون أي احترام ولا حتى استئذان وانطلق بعدها بين السيارات فحاول أحد السائقين منعه من الوقوف أمامه أو التقدم بسيارته ولكن لا حياة لمن تنادي استمر بحماقته وعناده حتى اصطدمت السيارتين ببعضهما ولم يقف أحدهما للآخر وبعد أن انتهى هذا المشهد إذا برجل آخر يأتي بسيارته (موديل السنة من السيارات الحديثة) ليختمها باستدارة سيارته في وسط الطريق الذي هو عبارة عن خطين مختلفين الاتجاه ليصبح الازدحام أكثر مما كان وهذا كله في منطقة ضيقة صغيرة وهذا ليس بأول يوم أرى به الازدحام الفظيع بهذه الطريقة بل أغلب الأوقات التي أمر بها في هذه المنطقة أجدها مزدحمة ولكن هذه المرة ذهلت بما رأيت من عدم احترام الناس للقانون المروري وعدم اعطاء الأولوية لأصحابها والتجاوز على القانون وعدم احترام الناس لبعضهم فلو أنهم كانوا يعطون بعضهم حق الطريق لما حدث أي شيء مما حدث في هذه المنطقة الضيقة المزدحمة·
محمد يحيى البراوي
عدد اليوم
